كانت عمتي بشكل عام هي من تتولى ترتيب شكلي ليكون مقبولا قبل الذهاب إلى المدرسة، أنا أحبها، ولكنني كنت أجدها قاسية بعض الشيء وأكره طريقتها في تمشيط شعري المجعد، فهي تقوم بشده كثيرا كثيرا ليكون مرتبا ويشبه الشعر الحريري الخالي من الشعر المتطاير أو المقصف. دائما ما كنت أفكر لم هذه العنصرية والتفريق في محبة الشعر الحرير أكثر من المجعد؛ أليس وجود شعر؟ أفضل من عدم وجوده إطلاقا؟.
وأنا أتفحص ملامح البنات والأولاد -على حد سواء-، لم أجد أصحاب الشعر الحرير أجمل من ذوي الشعر المجعد، الجميع على نفس الدرجة من الجمال، والجمال الأكبر يتحدد في قوة الشخصية، وفي طريقة حديثنا، وفي الابتسامة التي تضيء بسببها وجوهنا.
أذهب إلى المدرسة في يومي الأول وأنا أحمل في جيبي الكثير من العقد والخوف من عدم القبول، وكل هذا بسبب تركيب أو لون أو عضو في جسدنا لا يحظ بقبول الأكثرية في المجتمع، أعلم إنني لست وحدي من أعاني ولكن أنا وحدي من أتحمل عبء عناء صنعته أفكار الكبار، وأنا الطفلة، أتشرب من دون وعي مني أفكار غيري ودون القدرة على تغيير مسار مشاعري وأفكاري لأكون أفضل، وحتى أذهب للمدرسة وأجلس في صفي دون البكاء لأنني أريد أمي لتحميني!.