
منْ منَّا لم يتذكّر البيت الذي سكنه، وغير مكانه. البيت الصغير المناسب لثلاثة أشخاص، غرف صغيرة وزوايا جانبيّة، وفضوة تحت الدرج؛ او يسكن بيتاَ أوسع منه يترك فيه مساحة أمام البيت يجعلها حديقة بعد رأي ومشورة؛ ولماذا لا يكون ذلك وشتلات الازهار؟ والورود تتوزّع بين مربّع مناسب، واثل بلون اخضرَ وشجرة معمّرة وقد تكون سدرة النبق مثمرة للبيت رغم ما تتركه مِن أوراق متناثرة صفراء ، وورق شجرة الياس لمناسبات محدودة منها صينيّة المتوفّى.
إذن هذه الحديقة التي ننشدها ضمن السكن في البيت؛ وثمّة حدائق تتشكّل من شريط بين عرض ٣٠ سم وطول اربعة أمتار بجوار السياج الداخلي للبيت. الحدائق عبق الرائحة واللون، وانشراح للنفس.
وقد وردت لفظة الحديقة في أعمال ادبيّة منها كتاب “حدائق الازاهر_لابن عاصم القيسي الغرناطي” في الأمثال والحِكم والحكايات والنوادر. وكتاب “حديقة الازهار في ماهيّة العُشب والعقار – ابو القاسم الغسّاني الشهير الوزير. ورواية” لغة الزهور – فانيسا ديفينبو. وكتاب “عطر الزهور”قصص قصيرة مجموعة مؤلفين، وقصة ازهار فلسطين – ولاء نزار. هذا غير دور لنشر الكتب منها دار الحدائق، ومكتبة حديقة الكتب، والمكتبة الزراعيّة الشاملة في تصميم الحدائق. وبعد هذه البهجة، والفرحة لنظرات في الحديقة لاّيام السرور؛ وما ظهر من مؤلفات ادبيّة، فإنَّ حدائقنا هي عن سطوة الأحفاد عليها ، وإلأَّ فكم استفدنا منها سنوات الحروب :اعشابها اليابسة، واشجارها، وسعفاتهاكلَّها حضرت لتنور الخبز، او حفرة في حديقة البيت للطبخ وإعداد إبريق الشاي. هي الحرب حيث تجبرك على البحث عن ايَّ وسيلة بعد إنقطاع النفط، والغاز، والكهرباء وهي مكان للَّنوم في الصيف طلباً للهواء من صيف حارٍ، وحرب قد طالت، وحصار حجَّم من طاقة الإنسان وقيمته وقد أصبح بيع السعف وخشب الأشجار، والنخيل والكرب منتشراً أثناء الحصار.! للحدائق أبعاد وأشكال هندسيّة، حدائق مستديرة الازهار، مربَّعة بابعاد متساوية، حدائق مثلثة تتوزع ورودها مرتكزة باشجار الياس في الزوايا الثلاث، واخرى يمّر بها شريط الإرواء فهي مشارب رطبة راوية يضيف لها ضوء القمر جمالاً.
ويحَّلَ عليها الإسمنت، ويعلوها الطابوق ابنيةشاهقة، ومحال متعددة أصبحت شققاً ومشتملات؛ وزاد عليها المرافق اذاً هو بناء درَسَ آثار الحديقة، ازهارها، واشجارها لحظة الإستماع بالراحة لحديقة بيت إنتهت.