
ما نقرأه ونسمعه عن الإعلان، وما الذي يجعله مؤثراً عبر ست عشرة نقطة؟ وهي بين الحثّ، و الترغيب، والعراطف، والمشاعر، و والتأثير، والتأكيد، و التجريب، والإضافة.. إلخ.كما وردت من غوغل نجد ذلك كثيراً بحقّ الإعلان الذي
عبر وسائل منها شاشة التلفاز، وجهاز الموبايل، و الجريدة، و النشرات الجدارية، والضوئية؛ ومن مراجعة لظهور الإعلان من “” موقع النجاح نت كان الإنكليزي ديفيد ماكنزي اوجيلفي ١٩١١_١٩٩٩ والذي لم يوفق في دراسته الجامعية، وعمل في أعمال كثيرة إلى أن ساعده اخوه للعمل في وكالة إعلانات كبيرة في لندن، وقد ترك بعد وفاته إرثاً كبيراً من النصائح، والكتب، والمقولات التي تقود الإنسان نحو الإبداع في عالم التسويق. “”
وما استنتجته من مؤثرات الإعلان، وحياة رائد الإعلان وصوله إلى الإبداع في عالم التسويق إنَّ للإعلان اثره في العقود الأخيرة، ودخول التكنولوجيا في الإعلان وفق مقاسات مناسبة للأطفال، والكبار؛ وضرورة توفير عنصر التشريق والرغبة في إقتناء ما يريده المتسوّق، وهو بين الخواطر قد شاهد إعلانه المفضّل في الشارع وعلى الشاشة، او في جهازه، او بمساعدة والديه بالإشارة والإيحاء له إذا كان طفلاً فيتعلّق المنتج في ذهنه، ويسارع إلى شرائه، وهكذا يكون التشويق قد دخل البيوت بالتوصيل عبر الدراجات، والسيارات.، ويصبح رواج البضاعة متاحاً لكلّ من يريد الحصول عليه دون عناء، وفي الشارع يقرأ طالب، وطالبةالابتدائية إعلانات عن اشهر الأكلات، وأفضل المطاعم، والموقع المميّز فينجذب مع صور الإعلان الجميلة، واسلوب الخطاب المناسب لكلّ إعلان يعيش جزءاً من العولمة. وهذه كلّها ستدفعه إلى طلب المزيد من الإعلانات في مناطق أخرى وجبات أكل وصور للرياضيين لغرض الدعاية لمنتوج وحقائب المدرسة وأكثرها تحمل صورة باربي، واستهلاك الملابس بكلمات اجنبيّة، والاحذية وهو في غاية الانبهار، وقد يدفعه فضول الأبوين في التمسّك بالشراء للأجهزة الالكترونيّةوطلب الجهاز الحديث، وقد يكون تعريف للثقافة هو كلّ ما ذكرناه بأنواعها، والوانها وغلاء سعرها في
الجانب الإيجابي ورغبة الإنسان في التمتّع بحياته؛ ولكنّ ذلك كلّه قد يلغي جانباً مهمّاً في التسويق والإعلان الضوئي، وإعلان النشرات، بل يجعله منسيّاً، ألا هو إعلان تسويق الكتب، والمجلات وعرض للجرائد الصادرة
، وماذا يضرّ لو كان هناك عرض لمجلّة ثقافية صفحاتها عبر الإعلان في الطرقات، والشوارع الرئيسة لتلك الإعلانات. الا يحتاج المشاهد للنشرة الضوئية وغيرها ان يعرف إنّ هذا عرض لكتاب في التنمية البشرية او التأريخ او الدين او العلوم. وعرض آخر لمحتويات مجلّة ملوّنة بغلاف جميل، او حقائب فيها صور المؤلفين وصور مكتبات حكوميّة. وإنّ صانع محتوى عالم التسويق والاعلان اوجيلفي قد ترك إرثاً من النصائح والكتب والمقاولات، ولم يجافي الثقافة في دورها في بالتسويق والإعلان، وشيء آخر هو كيف يعرف طالب وطالبة المدرسة وجود مكتبة مدرسيّة بداية العام الدراسي؟ مكتبة فيها من التصانيف للكتب، والدوريات اذا كان قد امضى اربعة اشهر عطلة يتجوّل في الشارع، وينظر إلى النشرة الضوئيَّة تعلن كلّ لحظة عن الجديد، ولكن لا يشاهد رواجاً للمجلّة او كتاب او جريدة، وهو بعد ذلك كلّ شيء أمامه إلأّ الثقافة والمعرفة فهما غائبان عنه، وهما لا محل لهما من الإعراب لمجتمع ارتضى الإستهلاك المفرط، وبخل في إستهلاك الثقافة التي أصابها الجمود، وضعف التسويق لما نراه من المكتبات القليلة وعدم الإقبال عليها، وإغلاق باب التسويق بوجهها. مع قلّة معارض الكتاب.
هل ثمّة تغيّر في سلوك الراغبين في التسوّق؟ وهل توجد لحظة تعاطف مع ثقافة المعرفة في الإعلانات اسوةً مع التسويق المفرط والذي لا يتوقّف للجبس المضرّ، والمشروبات الغازيّة والتي اثبتت التجارب ضررها على صحة الإنسان، وجسمه؟
ومهما يكن من ردّ عن وجود الجهاز مرافقاً للإنسان، فإنّ ذلك اصبح للتسلية، ولمرور الإطلاع او النقد المسيء احياناً، او هوس الرياضة أكثر من دخول عوالم الثقافة، والكتب، والمجلات والفنون الأخرى.، وهذه كلّها تُشكّل وقفة متأنية لحث الإعلان بكلّ انواعه على قبول الصداقة لعوالم الثقافة في التسويق، وان يشار لها بالبنان في الشارع، وسوبرماركت التسويق، و المول ويمكن أن يحصل ذلك فيخفف من التحديات التي تواجه الثقافة التي تحاول قدر الإمكان ان تقف ضد فوضى الاشياء والتي تتسع يوماً بعد يوم وتنذر بخراب بعض النفوس، وهي تتجه إلى المخدرات بانواعها، وهنا سوف ننتظر نتائج كلّ ذلك.!