
يُروى والعهدة على الرواة أن شابا مهووسا اسمه عبد السلام، في كل مرة يرى طائرا، يتخيل نفسه حبة قمح، فيهرب، ويعود إلى البيت، ويُغلق عليه الباب..
استمر على هذه الحال لأيام وشهور، حتى أصبح أضحوكة أقرانه في الحي.. كلما رآه أحدهم مارا من الزقاق صاح بأعلى صوته: طائر.. طائر.. طائر.. فيقفز من الخوف، ويعود أدراجه إلى المنزل.
عرضه أهله على طبيب نفساني.. بعد جلسات عديدة ظن الطبيب بأن عبد السلام استجاب للعلاج، واقتنع بأنه بشر، وليس حبة قمح، وأن الطيور هي التي يجب أن تخاف منه، وليس العكس.ب
غير أن عبد السلام داخله الشك في كلام الطبيب، فسأله بعفوية:
ـ طيب إذا اقتنعتُ بكلامك يا دكتور بأني بشر، فمن سيُقنع الطيور بأني لست حبة قمح؟!
مراكش 18 ابريل 2025