
كتب السيد إبراهيم نصه” لماذا يفرون مني؟” ورسم اللوحات التي صاحبت المتن الفنان أحمد الحداد وقد ساهمت بالأمكنة والألوان في تأثيث قصة يتفاعل معها الطفل – القارئ الذي يحتاج إلى جانب المتن والرسائل تغذية حسه الفني والتشكيلي وتقريبه من عالم الرسوم والفنون التشكيلية.
جاء عنوان القصة على شاكلة سؤال و ليتبادر إلى ذهن الطفل القارئ أن حجم الديناصور هو سبب فرار الحيوانات منه كما نعلم ذلك من الأفلام الكارتونية أو في الأشرطة العلمية والوثائقية التي بحثت في تاريخ الديناصورات وطرق تغذيتهم وصراعهم من أجل البقاء .لكن الكاتب استغل حب الأطفال لذلك العالم الرحب العالم الذي لم يعشه ويمثل طريقا لتحريك خياله وتصوراته ليمرر رسائله التربوية والثقافية والبيئية والاجتماعية .
أما عن البيئية فقد احتاج لديناصور الخضروات الديناصور العاشب الذي يتغذى من خيرات الطبيعة من نباتات تلقائية أو ورق الأشجار وغيرها وها هو الديناصور يملأ سلته بالخضروات الطازجة في أول القصة ليجمع في الصباح الثاني خضرواته كالعادة ومنها البصل الأخضر الذي يحبه وقد أضاف له أوراق النعناع أسوة بنصيحة القرد الطبيب مع الريحان وهكذا جمع بين البصل للغذاء والريحان والنعناع كنباتات طيبة الرائحة.
لكن الطفل القارئ يواصل مع الديناصور حيرته وعدم التعرف على فرار الحيوانات منه وقد اكتشف منذ البداية أن لاعلاقة بحجم هذا الحيوان المخيف والذي أضفى عليه الكاتب صفة الطيبة وطلبه للصداقة هذه الثانية مهمة في حياة الطفل والإنسان عموما ونظرا لأهميتها فعديد القصص تحدثت عن الصداقة وأهميتها وكيف كانت سندا للناس في حراكهم وأفراحهم ومآسيهم ومقاومة للوحدة القاتلة التي أقلقت هذا الديناصور الطيب إذقال الكاتب ” ورغم أنه طيب جدا فإنه يشعر بالوحدة فليس له أصدقاء” وبالتفاعل مع الرسوم الجميلة والمعبرة بدأ السر ينكشف خاصة بكلمة “يع يع” وبوضع الأيادي على الأنوف يعني هناك رائحة كريهم نتنة. ونظرا لطيبته وفرار الحيوانات منه فقد فاضت عيناه بالدموع وهو ما سيجعل الطفل يتفاعل مع بطل القصة داعيا في سره أن تحبه الحيوانات ويجب أن تكون له سندا وأن تحرمه الوحدة التي لا يحبذها ليلتقي مع حيوان “هوزان” الذي أطلق رائحة كريهة وهي طريقته في الدفاع عن نفسه نظرا لاقتراب هذا الحجم الكبير منه ليذهب بدوره للنهر ليغتسل ” من أثر الرائحة الكريهة التي سببها(هوزان) ليقارن نفسه ورائحته بهذا الحيوان ليوجهه العصفور المختص في تنظيف التماسيح بزيارة القرد الطبيب نظرا لرائحته الكريهة جدا لأنه لم ينظف أسنانه منذ عدة شهور وقد استغرقت عملية تنظيف أسنانه ساعات عديدة وقدم له الطبيب نصيحتين أن يمر من حين لآخر لتنظيف أسنانه كي تبقى ناصعة كبياض الثلج وأن يتعود على استعمال أوراق النعناع كرائحة طيبة ذكية ينصح بها أطباء الأسنان وهكذا تحولت كلمة “يع يع” إلى كلمة ” نع نع” واجتمع حوله الأصدقاء والخلان.
كان عنوان القصة مدخلا لغويا ومضمونيا محركا لخيال الطفل ولتعميق تفكيره ومساءلة نفسه وأصدقائه إذا قرأت القصة جماعيا ونظرا للحلويات التي يستهلكها الطفل في هذه السن وأهمية ثروة الأسنان الطبيعية توجب تمرير هذه الثقافة الصحية للطفل كي يحافظ على أسنانه أولا وأن لا يؤذي رفاقه بالفصل أو في أماكن أخرى برائحة فمه إذ هو لم يستعمل الفرشاة ومعجو ن الأسنان .مع ثقافة بيئية حب الطبيعة بحيواناتها وطرق عيشها العاشب منها واللاحم والطائر والذي يستعمل أقدامه كما فتحت القصة في آخرها بابا مهما عبر بطاقة المعلومات للتعرف على3 حيوانات داعيا الطفل لمزيد تعميق ثقافته الطبيعية عبر أسئلة مطروحة في آخر كل تعريف .