عقيل هاشم:
هكذا هي جميلة جداً.. .
لكن.. ما إن تعود إلى منزلها ليلاً شتاءً.. وتغلق الباب على نفسها.. وتخلد إلى السكون.حتى تسري في جسدها قشعريرة برد.
النوافذ ذات الستائر المطرزة ترسم خيالات مبهمة لااشخاص تشعرها بالسعادة. ضياء مصباح يبرق على أوراق الشجر، وزهيرات الليلك..
تقول له:
أنت هنا.. البهجة منثورة على الأرائك، ومشعّة من الأضواء..ليتك علمت مكانتك لديَّ، قبل أن يرحل الزمن.. إلاّ أنك ماعرفت عني شيئاً، إلاّ بعد أن ابتعدت، وببعدك المفاجئ ساد الظلام.وبتُّ أذكر أنك كنت يوماً هنا.
قطارات تدور على سكتها، دمى تنطق.. تركض.. ترقص.. سيارات تسير بهدوء.
هو منزوٍ في مكانه.. ملتفٍ بـشاله الصوفي.. ويحدِّق في الفراغ.
قال لها:
أما أنا.. فأكره اللعب.. لأنني أحسب حساباً لعمري .
برقت الأضواء حولها.كبُرَت مساحة الظلّ .
قالت :
لا… ياصديقي.. ماكنتُ.. ولن أكون دميتك
فخُذْ دماك.. ودعني
قالت له بحزن يتولّد منه التّحدي:
-عدْ من حيث أتيت..!!
ينتظرها تكمل..بيما أوراق الشجر، وزهيرات الليلك
والأقحوان، يديرون وجوههم، ويشيحون عنه بمرارة..!!