مجلة بصرياثا
سناء شعلان في سطور
1 – سناء كامل أحمد شعلان.
2 – أردنيّة الجنسيّة .
3- الدّيانة مسلمة.
4 – هاتف المنزل: (5359778/06) خلوي (5336609/079)
البريد الإلكتروني: selenapollo@hotmail.com
Selenapollo77 @yahoo.com
5 – العنوان البريدي: المملكة الأردنيّة الهاشميّة، عمّان الرّمز البريدي: (11942)، ص.ب (13186).الفاكس 0096265354287
6- رابط أعمالي بالشراكة مع الفنان محمد الغانم:
الجزء الأوّل:groups.google.com/group/Sana-Shalan
الجزء الثاني:http://groups.google.com/group/SanaShalan-Part2
7-رابط أعمالي بالشراكة مع الفنان محمد الغانم على موقع أعمال عالمي:
http://www.4shared.com/dir/6375305/e8b0be3/sharing.html
8- رابط الأعمال المشتركة للأدباء الفلسطينيين الشباب:.Adab.alqudsnet.com
9- موقعي:
www.daralkashkol.com
الشهادات العلمية:
1- حاصلة على درجة الدّكتوراه في اللّغة العربيّة من الجامعة الأردنيّة بتقدير امتياز عام 2006. .
2- حاصلة على درجة الماجستير في الأدب الحديث من الجامعة الأردنيّة بتقدير امتياز عام 2003.
3- حاصلة على درجة البكالوريوس في اللّغة العربيّة من جامعة اليرموك بتقدير امتياز عام 1998.
العضويات الأدبية والثقافية:
1- عضو في رابطة الكتّاب الأردنيّين.
2 – عضو في اتّحاد الكتّاب العرب.
3- عضو في أسرة أدباء المستقبل.
4- عضو في ملتقى الكرك الثقافي.
5- عضو في النّادي الثّقافي في الجامعة الأردنيّة.
6-عضو فخري في دار ناجي نعمان للثقافة.
7- عضو في دارة المشرق للفكر والثقافة.
8- عضو في رابطة الأدباء العرب.
9- عضو شرف فخري في المركز المتوسطي للدراسات والأبحاث.
10-عضو في جمعية المترجمين واللغويين العرب” واتا”.
11- عضو هيئة تحرير ضفاف الدجلتين العليا.
12- عضو مؤآزر في المعهد الدولي لتضامن النساء.
13- عضو في جمعية النقّاد الأردنيين.
14- عضو في المنظمة العربية للإعلام الثقافي الإلكتروني.
15- عضو في رابطة الأدباء العرب.
16- عضو هيئة استشارية عليا في وكالة أنباء عرار بوابة الثقافة العربية.
17-عضو فخري في جمعية المترجمين واللغويين المصريين.
الوظائف التي شغلتها:
1- دكتورة في الجامعة الأردنية- مركز اللغات .
2- محاضر متفرغ لتدريس العربية لغير الناطقين بها في الجامعة الأردنيةـ مركز اللغات.
2-محاضر غير متفرّغ في الجامعة الأردنيّة – مركز اللّغات .
3-محاضر غير متفرّغ في قسم اللّغة العربيّة – الجامعة الأردنيّة.
4-معلمة للغة العربية للمراحل الأساسية العليا لمدة سبع سنوات.
5-معلمة للدراما الهادفة للطلبة الموهوبين لمدة أربع سنوات.
6-مراسلة لمجلة الجسرة الثقافية في قطر.
7-عضو هيئة استشارية في مجلة الجسرة الثقافية.
8 – عضو هيئة إدارية في دارة المشرق للفكر والثقافة.
9- عضو تحكيم ومقررة جائزة لعديد من المسابقات الإبداعية و الثقافية المحلية والعربية.
10- عضو في الهيئة العلمية الاستشارية لملتقى السّرد المغاربي- قسم الأدب العربي، جامعة سكيكدة، الجزائر.
11- لها عامود أسبوعي ثابت في صحيفة الدستور الأردنية.
12- لها عامود أسبوعي ثابت في صحيفة أبعاد متوسطية المغربية.
13- أمين عام لجائزة مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع للعام 2009.
الجوائز الأدبية والإبداعية التي حقّقتها:
1- جائزة بصيرا الثامنة” شهداء الثورة” في القصة القصيرة،الأردن،عن قصة ” المفصّل في تاريخ ابن مهزوم وما جادَتْ به العلوم ” للعام 2009.
2- جائزة ساقية الصاوي الإبداعية في القصة القصيرة ،القاهرة ،مصر،عن قصة” جالاتيا مرة أخرى” للعام 2009.
3- جائزة أدب العشق لوكالة سفنكس للترجمة والنشر، القاهرة، مصر، عن قصة” نفس أمّارة بالعشق” للعام 2009
4- جائزة شرحبيل بن حسنة للعام 2008 للإبداع، بلدية إربد، الأردن، الجائزة الأولى،حقل قصة الأطفال عن قصة ” زرياب” للعام 2008.
5- جائزة جمعية الثقافة والفنون / وزارة الثقافة في جدة / السعودية في دورتها للعام 2008 للمسرح بالجائزة الأولى عن مسرحية” دعوة على العشاء” للعام 2008.
6- جائزة مجلة ملامح ثقافية في حقل المجموعة القصصية المخطوطة عن مجموعة” عام النّمل” للعام 2008.
7- جائزة مجلة سيدتي لكتابة أفضل رسالة حبّ، الجائزة الأولى عن رسالة بعنوان” باسم حبّي لكَ ” للعام 2008.
8-جائزة أنجال هزّاع آل نهيان لأدب الأطفال /حقل قصة الأطفال في دورتها العاشرة عن قصة “صاحب القلب الذهبي” للعام 2007.
9- جائزة الحارث بن عمير الأزدي للإبداع في دورتها السادسة بالجائزة الأولى في حقل القصة القصيرة عن قصة” حكاية لكلّ الحكايا” للعام 2007م.
10- جائزة جامعة الهاشمية لكتابة النص المسرحي،الجائزة الأولى عن المسرحية المخطوطة ” يُحكى أنّ” للعام 2007،
11- جائزة الكاتب الشّاب/مؤسسة عبد المحسن قطان، الجائزة الأولى عن المجموعة القصصية ” عينا خضر” للعام 2006.
12-جائزة الناصر صلاح الدين الأيوبي في دورتها الثالثة بالجائزة الأولى عن أحسن نص مسرحي عن مسرحية “ضيوف المساء” للعام 2006.
13-جائزة جمعية مكافحة إطلاق العيارات النارية بالجائزة الأولى عن قصة “رسالة عاجلة” للعام 2006م.
14-جائزة الشارقة للإبداع العربي عن مجموعتها القصصية “الكابوس”، المركز الأول للعام 2006.
15- جائزة دار ناجي نعمان للثقافة عن السيرة الغيرية للأطفال بعنوان (زرياب) للعام 2006.
16-جائزة الجامعة الأردنية بالمركز الأول بلقب مسرحي الجامعة عن أحسن نص مسرحي(ستة في سرداب) للعام 2006.
17-جائزة ساقية الصاوي في القصة القصيرة عن قصتها” الغرفة الخلفية” للعام 2006.
18-جائزة البجراوية لأحسن بحث علمي للعام 2005 عن بحث بعنوان “مقاربة بين رسالة الغفران للمعرّي والكوميديا الإلهية لدانتي”.
19-درع رئيس الجامعة الأردنية للطالب المميز أكاديمياً وإبداعياً للعام 2005.
20-جائزة الناصر صلاح الدين الأيوبي في دورتها الثانية عن المجموعة القصصية “أرض الحكايا” للعام 2005.
21-جائزة الدكتورة سعاد الصباح في القصة القصيرة عن مجموعتها القصصية “احكِ لي حكاية” للعام 2005.
22-جائزة الدولة للإبداع الشبابي في القصة القصيرة للعام 2005.
23-جائزة لقب قاصة الجامعات الأردنية عن قصة “حكاية” للعام 2005.
24-جائزة المسابقة الثقافية + الدرع الثقافي لرئيس الجامعة للعام 2005.
25-جائزة الناصر صلاح الدين الأيوبي عن رواية “السقوط في الشمس” للعام 2005.
26-جائزة أدباء المستقبل عن قصة “سداسية الحرمان” للعام 2005.
27-جائزة رابطة الأدب الإسلامي للقصة القصيرة عن قصة ” عينا خضر” للعام 2005.
28-جائزة + لقب الجامعة الأردنية في حقول القصة القصيرة، الخاطرة، نهاية قصة للعام 2004.
29-جائزة قسم اللغة العربية / الجامعة الأدرنية في القصة القصيرة عن قصة “كرنفال الأحزان” للعام 2004.
30-جائزة الدولة للإبداع الشبابي في القصة القصيرة للعام 2004.
31-جائزة أدباء المستقبل للقصة القصيرة عن قصة “احكِ لي حكاية” للعام 2001.
الاستحقاقات:
1- درع الجامعة الأردنية لطالب الدراسات المتميز إبداعياً وأكاديمياً للعام 2006،ضمن حفل حصاد عمادة البحث العلمي.
2-درع الجامعة الأردنية لعضو هيئة التدريس المتميّز إبداعياً وأكاديمياً للعام 2007،ضمن حفل حصاد عمادة البحث العلمي.
3- حاصلة على لقب ” واحدة من أنجح 60 امرأة عربية للعام 2008″ ضمن الاستفتاء العربي الذي أجرته مجلة ” سيدتي” الصادرة باللغة العربية واللغة الانجليزية.
4- درع الجامعة الأردنية لعضو هيئة التدريس المتميّز إبداعياً وأكاديمياً للعام 2009،ضمن حفل حصاد عمادة البحث العلمي.
المؤتمرات:
1- مؤتمر ” الرواية في الأردن ” المشاركة بورقة عمل، أمانة عمان الكبرى، بيت الفن، الأردن ، عمان، 2008.
2- مؤتمر ” البحر والمقاومة في دورته الثالثة” ،مشاركة بورقة عمل، وزارة الإعلام السورية بالشراكة مع أسرة مهرجان البحر، بانياس، اللاذقية، سوريا، 2008.
مؤتمر “القصة القصيرة في الوقت الحاضر” مشاركة بورقة عمل، جمعية النقّاد الأردنيين ووزارة الثقافة الأردنية،آب 2008.
2-مؤتمر “السّرد العربي المعاصر في مشهد العالمية”، مشاركة بورقة عمل، الشارقة، الإمارات العربية المتحدة للعام 2006.
3-مؤتمر “المرأة المبدعة” للعام 2005، السودان، اتحاد المرأة السودانية.
4-مؤتمر “المشهد الروائي في الأردن على مشارف القرن الحادي عشر: ورقة عمل” 2004، جامعة آل البيت.
5- مؤتمر” مئوية علي الدوعاجي” مشاركة بورقة عمل،اتحاد الكتاب التونسيين،تونس،للعام 2009.
تأليف مسرحيات وإخراج:
1-تأليف وإخراج مسرحية ” الأمير السعيد”، مسرحية أطفال،2000.
2-تأليف وإخراج مسرحية “أرض القواعد”، مسرحية تعليمية هادفة، 2000.
3-تأليف وإخراج مسرحية من غير واسطة، مسرحية كوميدية هادفة، 2000.
4-تأليف وإخراج مسرحية “العروس المثالية”، مسرحية كوميدية هادفة، 2002.
5-تأليف وإخراج مسرحية “عيسى بن هشام مرة أخرى”، مسرحية تعليمية، 2002.
6-إعادة تأليف وسيناريو وإخراج مسرحية “المقامة المضيرية” ، مسرحية تعليمية، 2003.
7-تـأليف مسرحية “6 في سرداب”، 2006.
الإنتاجات الأدبيّة المطبوعة:
1-الكتب النقدية المخصّصة:
1 – كتاب نقدي بعنوان “السّرد الغرائبي والعجائبي في الرواية والقصة القصيرة في الأردن1970-2002م” من إصدارات وزارة الثقافة الأردنية 2004م.
2- طبعة ثانية من كتاب” السّرد الغرائبي والعجائبي في الرواية والقصة القصيرة في الأردن1970-2002م، 2006صادر عن نادي الجسرة الثقافي/ قطر.
3- كتاب نقدي بعنوان” الأسطورة في روايات نجيب محفوظ” 2006،صادرة عن نادي الجسرة الثقافي/قطر.
2-الكتب:
1-كتاب بعنوان “دور جلالة الملك في مكافحة الإرهاب:تفجيرات عمان في قصص” صادر عن دار الخليج-عمان 2006م..
3-الانتاجات الإبداعية:
1 – رواية بعنوان “السّقوط في الشّمس”، 2004م، صادرة عن أمانة عمان الكبرى.
2- طبعة ثانية من رواية “السقوط في الشمس”، 2006، صادرة عن دار الوراق-عمان.
3 – مجموعة قصصيّة بعنوان “الجدار الزجاجي” صادرة عن عمادة البحث العلمي-الجامعة الأردنية2005م.
4- مجموعة قصصية بعنوان “قافلة العطش”، 2006، صادرة عن أمانة عمان الكبرى.
5- مجموعة قصصية بعنوان “الكابوس” صادرة عن أمانة جائزة الشارقة للإبداع العربية للعام 2006.
6- مجموعة قصصية بعنوان” الهروب إلى آخر الدنيا” 2006،صادرة عن نادي الجسرة الثقافي/قطر.
7- مجموعة قصصية بعنوان” مذكرات رضيعة” 2006،صادرة عن نادي الجسرة الثقافي/قطر.
8- مجموعة قصصية بعنوان ” ناسك الصومعة” 2006، صادرة عن نادي الجسرة الثقافي/قطر.
9- مجموعة قصصية بعنوان ” مقامات الاحتراق” 2006، صادرة عن نادي الجسرة الثقافي/قطر.
10- مجموعة قصصية بعنوان ” أرض الحكايا” 2006، صادرة عن نادي الجسرة الثقافي/قطر.
11- مجموعة قصصية بعنوان ” رسالة إلى الإله” 2009، صادرة عن دار الآداب اللبنانية بدعم من مؤسسة قطان.
12- مجموعة قصصية مشتركة مع قاصين أردنيين بعنوان” مختارات من القصة الأردنية” 2008، صادرة عن وزارة الثقافة الأردنية/ الأردن.
13- مجموعة قصصية مشتركة مع قاصين عرب بعنوان” في العشق” 2009،صادرة عن وكالة سفنكس للترجمة والنشر / مصر.
14 – مجموعة من القصص والدّراسات والمقالات في الصّحافة الأردنيّة والعربيّة.
4-الانتاجات الإبداعية للأطفال:
1-قصة للأطفال بعنوان ” العزِّ بن عبد السّلام: سلطان العلماء وبائع الملوك” 2007م،صادرة عن نادي الجسرة الثقافي/ قطر.
2-قصة للأطفال بعنوان ” عبّاس بن فرناس:حكيم الأندلس” 2007م،صادرة عن نادي الجسرة الثقافي/ قطر.
3-قصة للأطفال بعنوان ” زرياب: معلّم الناس والمروءة” 2007م،صادرة عن نادي الجسرة الثقافي/ قطر.
4- قصة للاطفال بعنوان ” صاحب القلب الذهبي” 2007م، صادرة عن مؤسسة جائزة أنجال هزّاع بن زايد آل نهيان لأدب الطفل.
5 -قصة للأطفال بعنوان ” هارون الرشيد: الخليفة العابد المجاهد ” 2008م،صادرة عن نادي الجسرة الثقافي/ قطر.
6 -قصة للأطفال بعنوان ” الخليل بن أحمد الفراهيدي:أبو العروض والنحو العربي” 2008م،صادرة عن نادي الجسرة الثقافي/ قطر.
7 -قصة للأطفال بعنوان ” ابن تيمية: شيخ الإسلام ومحيي السّنّة ” 2008م،صادرة عن نادي الجسرة الثقافي/ قطر.
8 -قصة للأطفال بعنوان ” الليث بن سعد: الإمام المتصدّق ” 2008م،صادرة عن نادي الجسرة الثقافي/ قطر.
اللغات
1-اللغة الإنجليزية:جيد جداً.
2-اللغة العبرية:مقبول.
3-اللغة الإسبانية:مقبول.
4-اللغة الفارسية:مقبول.
من نصوص القاصة الدكتورة سناء الشعلان:
أحزان هندسية
د. سناء شعلان
(1)
أحزان نقطة المركز
هو المركز في الاهتمام ، يشعر بأنّ الدّنيا تدور من حوله ، وهو في المركز لا يتحرّك ، ولكنّه لسبب لا يستطيع أن يصوغه بالكلمات يتمنّى لو كان له حظٌّ كذلك في الدوران حيث الانعتاق والانفلات ، ويشعر بأنّ هذا المركز الذي يقع فيه ، ويجعله قبلة الرّعاية والعناية هو ذاته الذي يكبّله ويقيّده ويفرض وصاية كلّ من حوله عليه ، على الرّغم من أنّ أمّه تقول إنّ عمره الآن يكاد يبلغ السابعة عشرة ، إذن فهو كبير مثل أخيه مأمون ، وأصدقائه الصّغار في دار الرّعاية الخاصة أمثال لما وجواد وذلك الأشقر الصّغير الذي ينسى اسمه كثيرًا ، إذن فلماذا يعامل معاملة الأطفال ؟ ربما وجوده في المركز هو السّبب.
في البيت مآل اهتمام الكلّ ورعايتهم ، يطعمونه ويغسلون جسده ، ويقومون بكلّ أموره ، ويربتون عليه كقطٍّ شاميٍّ مدلّل ، وفي الشّارع تفرض أمّه أو معلمته أو مرافقة الباص الخاص الذي يستقلّه وصولاً إلى مدرسته عليه وصاياتها واهتمامها ، وفي المدرسـة كذلك هو نقطة المركـز ، فلا يدرس في صفٍّ تقليديّ ، فيه طلبة ومقاعد ومعلّمة ، بل يدرس وحـده في مقعد أزرق مزركش ، وفي غرفة وحده ، ومع معلّمة متفرّغة له ، فلا يسعد بلحظة مشاكسةٍ ، أو حركة فوضى أو تشتّتِ انتباه ، وفي باحة المدرسة ترافقه معلمة ، تعدّل مشيته ، وترعاه ، وتعدّ أنفاسه عليه ، وكلّ ذلك سببه أنّه مهم ونقطة مركز حياة أمّه كما قالت له كلما احتجَّ على الحَجْرِ على حريّته ، وعلى إجباره على لزومه البيت دون إخوته الذين يخرجون بحريّة ، حتى أخته زينة التي تصغره بسنوات ، ويستطيع أن يحملها بيديه لساعات دون أن يتعب تحظّى بحريّة دونها حرّيته.
ليته كان قادرًا على أن يصوغ احتجاجه في كلمات ، وليته كان قادرًا على نطق كلماته بسهولةٍ دون تأتأة وتلعثم واضطراب إذن لقال للجميع : إنّه يكره نقطة المركز اللّعينة ، ويكره أنّه طفل منغوليّ كما يلقّبه الأطفال في الشّارع كلّما أطلّ عليهم من شرفة منزله ، لابدّ أن منغولي تعني أنّه يعيش في المركز ، لا تعني ” ابني حبيبي ” كما قالتْ له أمّه ، التي تكذبُ عليه كثيرًا بما يخصّ أزمته مع نقطة المركز التي يشغلها ، وتبكي بحرقة وهي تحضنه.
(2)
أحزان خطّين متوازيين
عندما تعارفا كان خطّين متوازيين ، لكن بانحراف نحو مركز واحد اسمه النّجاح والطّموح ، وكان من المؤكّد إنّها سيتقاطعان أو يلتقيان في نقطة ما ، أمّلا طويلاً أن تكون المركز ، وفي وتيرة النّشاط والدأب ، وحمـأة الإنجاز وُلدتْ ومضة بينهما جعلتَ الدّرب أجمل ، والمسافة أقصر ، وكان العشق بينهما.
كلّ منهما نشأ يبرز في حقله ، وينجز الكثير ، هو سار قدمًا في تولّي المناصب ، حتى أصبح وكيلاً للوزارة ، وهي سارتْ قدمًا حتى أدركتْ المجد الإبداعي المسرحيّ الذي نشَدتْ ، واقتربتْ لحظة التقاء الخطّين في نقطة مركز ، وأعدّا العـدّة ، واشتريا خاتميّ الزواج ، ووهبا وقتهما من أجل التّفاصيل الصغيرة التي يحتاجان إليها لإكمال مراسيم زواجهما ، وفي تلك التفاصيل كمنتْ عواصف الفرقة والشّقاق ، هي اجتهدتْ وتعبتْ وتريد مكاسب وغنائم تناسب تضحياتها ، وهو اجتهد وتعب ويريد استسلامًا وخنوعًا له يناسبان رجولته وسطوته ، هي عنيدة وهو متشدّد ، هي لن تقبل بالخسارة ، وهو لا يؤمن بالتّنازل ، هي تخلع خاتم الخطوبة ، وهو لا يبالي ، كلاهما يؤمن بموقفه الذي لا يتغيّر ، ويؤمن بأنّه مستقيم لا ينحني ، ولا ينحرف قَيْد أنملة عن شأنه وموقفه ، يسير كلّ منهما في طريقه ، يغدوان خطّن متوازيينِ لا يمكن أن يلتقيا أبدًا مهما طال بهما الطريق ، مهما تجاورا.
في البداية ما كان أحدهما ليبالي بالآخر ، وكلٌّ منهما أشاح بوجهه عن الآخر ، وحثّا كلّ طاقتيهما على الرّكض والمزيد من الإنجاز ، فطال بهما المشوار ، إذ كان مشوار العمر ، وعندما لاحتْ لهما نقطة النّهاية ، محمّلين بكبرهما وحرمانهما وذكرياتهما المكسورة تنهّدا وتمنيا بصدق آسف محمّلٍ بالحسرة لو لم يكونا خطّين متوازيين ، إذن لكانا التقيا منذ زمن ، وسعدا ، وما عرفا أحزان التّنائي ، وصقيع اللّوعة ، لكن قدرهما كان التجاور أبدًا دون لخطة لقاء.
(3)
أحزان مثلّث
القانون الهندسي يؤكّد أنّ زوايا المثّلث بنفس الإنفراج أو الحدّة ، لذا فهي صورة عن بعضها ، ونسخةً مكرّرة لثلاث مرات عن حالة واحدةٍ ، لكن قانون الأحزان يؤكّد غير ذلك ، فزوايا المثلث عنده غير متكافئة ، فبعضها منفرج على الآخران ، وبعضها الآخر ضامٌ على ألمه ، في حين بعض منها يلتزم الحياد ، وأضلاعه غير متكافئة في الطّول ، فبعضها طويل بألمه ، وبعضها الآخر قصير بحسبه ونسبه ، أمّـا حزنها هي ، فزاويته منفرجة على ألم الرّوح ، وفي زاويتين أخريتين يقف اللّوم والموت الّلذان يعصرانها.
في زاويـة الموت يسكن ابنها الوحيد بمساحاته الممتدّة على السّعادة والطّموح والصّحة ، هو كلّ ثروتها من الحياة في وسط غابة من الأحزان والوحدة ورحيل الأحبّة ، كان يريد أن يكرّس جسده كي يكون أشهر ملاكم عرفه تاريخ الملاكمة ، ولكن الموت أراد أن يستردّ روحه ، فكان لجبروت إرادته الغلبة ، فأكل روحه في حادثٍ رياضي مريع ، ولفظ جسده سليمًا معافىً ينبض بالحياة بعقل لا يعرف من تعويذة الحياة إلاّ وجيب قلبٍ لا يتوقّف إلاّ بعد أيامٍ طويلة ومعاناة موصولة. فتقررّ الأم في لحظة انتحار مجازفة أن تتبرّع بأعضاء ابنها الصّحيحة من قلب ورئة وكلىً وكبد وجلد وعظام وقرنيتي عينيه إلى مرضى في حاجة إليها ؛ فهي تريد أن توزّع حياة ابنها الآفلة على أرواح أخرى ، فيسعد المرضى بقرارها ، وتبكي هي بحرقة كسيفة.
وفي زاوية ثالثة يصبّ المجتمع لومه على قلبها الذي أصبح مقبرة نديّة تضمّ رفات ابنها بحنان ولهفة ، وينعى عليها أن تمزّق سكينة فقيدها الأعزّ ، وتدفنه مسلوب الأعضاء ، لتهبها لغرباء لا تعرفهم ، ولا يعرفون شيئًا عن معاناتها أو عن رحيل ابنها. لكنّها تضرب صفحًا عن لوم مجتمعها ، وعن خرافات بخله المقيتة ، وتهب أعضاء ابنها للمرضى السّبعة ، فيشفون ، وهي ما كان لها أن تشفى لولا أنّها نعمتْ بسماع قلب ابنها ينبض من جديد في صدر فتىً يافع ، وبقرنيتي ابنها تبصران النّور في وجه طفلة صغيرة ، وبلمس جلد ابنها يتمدّد على جسد طفل صغير ، فامتلأت حنايا زاوياها عزاءً ، وكادتْ تُقسم على أنّ ابنها ما يزالُ على قيد الحياة.
(4)
أحزان مربّع
يجوز كذلك في عُرف الأحزان أن تتساوى زوايا الحزن وتتماثل أطوال أضلاع الحسرة إذا كان هناك أربعة متحابيّن يفشلون في وضع صيغة وئام تتسع لهم معًا دون إقصاءٍ لزاوية أو أن كسرٍ لضلعٍ آدميّ أو هندسيّ ، هما وحيدًا أمّيهما ، وهما يتيمان دون أبوين ، وصدفة الزّواج التقليدي هم من جمعتْ بين ذاتيهما التي تذوّقتْ بأنسهما أوّل رشفات العسّل النّقي المصفّى ، فوجدتها حلوة سائغة ، فما عرفتْ شبعًا منها ولا اكتفاء ، وكان من الممكن أن يعيشا في نعيم الزّواج لولا أنّ لكلٍّ منهما أم تعدّ الابن مُلكًا من أملاكها ، لا تقبل فيه منازعًا ، حار الزوجان طويلاً في مربعهما الأسطوريّ الملعون ، فكلّ فيه عاشق ومعشوق ، ولكن لا يمكن أن يُتبادل الحُبُّ فيه بين الزوايا الأربع في آن ، وإذا سعد اثنان ، فعلى اثنين آخرين أن يتعسا بشدّة ، وكان الفصل الأوّل من الهناء من حظِّ الزوجين العاشقين ، ثم تفرّقا بأسىً بضغطٍ وكيدٍ من أميهما ، فسعدتا وشقيا الزّوجان ، وضاقا ذرعًا بالحياة ، وانكمشا في كائنين حزينين لا يرواحان مكانهما ، ولا ينتظران مستقبلاً أو يشفقان على حاضراً أو حتى يحنّا إلى ماضٍ ولّى دون رجعه ، فانتقلَ حزنهما إلى أميهما اللتين أخفقتا في إصلاح ما أفسدتا ، فغدوا جميعاً مربعاً حزيناً لا يعرف السّعادة ؛ لأنّ زواياه أحبّتْ بغير ما يجب.
(5)
أحزان دائرة
يكون الحزن أكبر عندما يكون دائرياً لا يعرف نهاية أو توقّف ، ويتجدّد من حيث يجب أن ينتهي ، ويكون لعنة مقدّسـة مغلقة لا تعويذة لفكِّها عندما يسقط على قلبها ممن تحبّ دون أن يبغوا ذلك ، طفلاها هما من أضاعا النّصف الأحلى والأبهج من شبابها وعنفوان أنوثتها ، وما كان طِفْلا أحشائها ، بل طِفْلا أمّها وأبيها ، ولم يكن لهما معيلاً ومحبًّا وراعيًـا ومنفقًا عليهما خلاها ، ولما استبدلا ريشهما بزغب ، وطارا ، كانتْ قد احترفتْ الانتظار ، وأعدّتْ الحقائب لتبحث عن شريك ليقاسمها ما تبقى من رمق رغبتها ، لكنّ طفليها الآخرين كان عندها قد كُسرتْ أجنحتهم كبرًا وعجزًا ، واحتاجا إلى رعايتها وحبّها ، هي لم تلدهما كذلك ، بل هما من ولداها ، فهما أبوها وأمّها ، ومن جديد دخلتْ دائرة التّضحية الملعونة بقدسيتها ، وراحتْ توفّي نذرها الذي ما اختارته لتهب نصفها الحزين الأخير إلى والديها الطفلين ، وكذلك كان.
————————————-
حكايات صغيرة
د. سناء شعلان
(1)
إبداعاتها القصّصية المزعومة لم تحظَ إلا بإعجابها، أحد النقّاد تجرّأ، وقال لها على مضض وحذر: “عليك أن تبدعي شكلاً قصّصياً جديداً، وأن ترفدي المضمون بالعمق والفكرة”.
فكّرت طويلاً بالملاحظة التي أمِلتْ أن تكون مفتاح انغلاق ما تكتب على تقبّل القرّاء، وإعجاب النقّاد، لم تفلح في أن تأتي بجديد في ما يتعلّق بمضمون قصصها، واكتفتْ بأن أقدمتْ على استحداث بدعة طريفة في قصصها، إذ جعلتْ الغلاف في نصف المجموعة القصّصية، التي تركتْ صفحاتها بيضاء دون أن تخطّ فيها كلمة واحدة، وانتظرتْ أن يشيد النقّاد والقرّاء والصحفيون بها، فقد خالتْ أنها غدتْ رائدة تحطيم الشكل القصصي، ولكن انتظرها طال…
(2)
تناجي نفسها ليل نهار عبر مرآتها القديمة، تتأمّل ملامحها الرقيقة السامية، وتعجب ممن يرونها دميمة، فهي آية مجسّدة للجمال، تسأل مرآتها بثقةٍ مزهوةٍ: “يا مرآتي، من أجمل امرأة في العالم؟” تقهقه المرآة الباردة، وتقول بصفاقة: “أنت الأجمل”. تحاول أن تصدّقها، ثم تغرب في بكاء عميق؛ لأنّها تكره المرايا الكاذبة وعيون الرجال الفاحصة.
(3)
ثواني ويكون اللقاء المنتظر، هي المرأة التي انتظر لتعوّضه عن سنين الزواج المجذّبة، وهو الرجل الذي حلمت به ليلملم شتات نفسها التي بعثرها رجل ما في زمن الدخول في التجربة، تعارفا عبر الإنترنت، فتجاذبا، واتفقا على اللقاء، وضربا له موعداً ما، وها قد أزف الميعاد، وجاء بلهفة، ولمّا يحضرا بعد.
جاء هو أوّلاً متهندماً متعطراً، وانتظرها، وطالع الساعة عشرات المرات يستحثّ اللحظات لتهلّ عليه بأفراحه الموعودة، ولم تأتِ، بل فاجأته طليقته بزيارة غير متوقعة، كانتْ هي متهندمة كذلك، تطالع ساعتها بقلق بادٍ، حضورها أربك موعدهما المضروب، غادرا المكان على مضض، وكلٌ منهما يعجب من عدم حضور مَنْ يحبّ، ويحثّ الخطى ليذهب إلى البيت، ويجلس إلى الإنترنت، ويرسل إلى الآخر الذي أخلف موعده معه رسالة يقول بها معاتباً: “ما سبب عدم الحضور؟! انتظرتك طويلاً، ثم اضطررتْ لمغادرة المكان بسبب حضور زائر غير متوقّع.
(4)
جميلة هي للغاية، ولا يبالغ إن قال إنّها أجمل من نساء المجلات، وفتيات الإعلانات، وراقصات الملهى الليلي الذي يزوره من وقت إلى آخر، سكنتْ في العمارة المقابلة مع عائلتها منذ أسابيع قليلة، ما كان يظن أنّه سوف يحظى بنظرات إعجابها واهتمامها، لكنّ تحديقها الدائم به جعله يجزم بإعجابها به، فلزم شرفته المطلّة تماماً على غرفة نومها، واحترف لعبة التحديق بها، وبنى آمال عريضات مع جلالة عينيها الساحرتين، وفاته أن يلمح عصاتها البيضاء.
(5)
حملته مسجىً في قبضة يدها الآثمة الملطخة بآخر أنفاسه المزهقة، كان عصفوراً مغرّداً قبل لحظات، وهاهو الآن يغدو جيفة تغادرها حرارة الحياة بسرعة. كانتْ تريد أن يغرّد في يدها القابضة عليه، وشدّتْ على ضلوعه الهشّة لتهبه حنانها القاتل، فخنقته، وقتلته من حيث أرادتْ أن تشعره بمقدار حبّها له.
(6)
رام أن يكون في مأمن ممن يبطشون بالعيون التي ترى، والآذان التي تسمع، والألسنة التي ترفض، فلزم العمى والطرش والخرس، وانتهى في شقٍ صغيرٍ، دسّ نفسه فيه، وسعد بمصير البُزاقة الذي آل إليه.
(7)
زحم المكان بآلاف المصنّفات والمراجع ونوادر المخطوطات ونفائس الإبداعات والسّير، أمضى حياته في ترتيبها وتصنيفها وتبويبها، وما تسنّى له يوماً أن يقرأ في إحداها، فقد كان خازن أوراق لا عالم.