طالب عبد العزيز
حينَ تغادرُ كركوكَ الأخيرة ،
كان “سركون بولص”، الشاعرُ..
غادرها قبل نحوٍ من نصف قرن
نازلاً مع السَّهلِ العريضِ إلى بغداد المريضة
ساعةَ يُطفئُ السَّائقونَ مصابيحَهم ،
آنَ تنفدُ المأونةُ وتبلغُ الحكاياتُ آمادَها
ولا يبقى من مَتاعِ الطريقِ سِوى تذكّر ِ
ما كان من القرى والأنهــــــار
تبذلُ النُّسوةُ رؤوسَهنَّ رخيصةً
على أكتاف الرجال – بعْضهنَّ لم يتزوجنَّ بعدُ –
وفي الظلام الذي تُعتعَ طويلاً بين المقاعدِ
سيشمُّ الجنودُ رائحةَ مني ٍّ دافقٍ
يسمعونَ همهماتٍ..
ويرونَ قُبلاً لم تنضجُ بعدُ ..
هي تركت يدَهُ تنسابُ على بطنها
هو تركَ رأسهُ يتدنّى، يتدلّى ..
قابَ حُمصتينِ من خَصْرها.
لا ، لم يكونا نائمينِ ولا يقظين .
هما لحظةٌ كاذبةٌ أخرى،على الطريق
أوهمتِ السَّائقَ والراكبين
في المركبةِ التي ستظلُّ تمضي إلى الأبدِ
بين كركوك،كان غادرها الشاعرُ
نازلاً مع السَّهلِ العريض إلى بغداد الـ….
حتى دكّانةِ بائعِ حُقولِ المسافات .
8 -12- 2013