صدر عن دار السياب للطباعة والنشر والتوزيع – لندن كتاب بعنوان شعرية السرد في شعر احمد مطر للأكاديمي العراقي( د.عبد الكريم السعيدي ) ، فكانت هذه الدراسة عبارة عن دراسة سيميائية جمالية في احد دواوين الشاعر احمد مطر ( ديوان لافتات ) اذ بذل الباحث جهدا كبيرا في الوقوف على أهم الملامح السيميائية والجمالية فيه ، مركزا على أهمية الشاعر الإبداعية في توظيف الرمز اللغوي في القصيدة العربية
قامت الدراسة على النظر في سرد الشاعر العراقي المغترب أحمد مطر ، واحمد مطر قامة من القامات الشعرية العراقية الحالية ، ونظرا لكونه قد رفع لواء المواجهة مع الأنظمة العربية الفاسدة ، وقرر منذ البداية أن يحب وطنه ومواطنيه بدلا من أن يتبادل عبارات العشق مع امرأة ما ، فأفضى به هذا الموقف إلى ساحة الإهمال من تلك الأنظمة ، بل أن بعضها صارت تعاقب من يمتلك ديوانه ، ولاسيما ديوان اللافتات ذائع الصيت الذي اقترن اسم الشاعر بها ،وهكذا لم يحظ الشاعر بنصيب من الدراسات النقدية ، فقد حال تقاطعه مع الأنظمة الرسمية العربية دون ذلك ، فقد منع شعره في معظم الدول العربية ،ومنع قيام أية دراسة نقدية عنه على الرغم من كونه علامة بارزة في سماء الشعر العربي المعاصر ، من هنا ارتأى الباحث ان يلتزم الخطاب التحريضي الذي قام عليه ديوان اللافتات لعل ذلك (( اضعف الإيمان )) الذي أشار إليه الحديث النبوي الشريف .
لقد اقتضت طبيعة الموضوع أن تنتظم الدراسة في خمسة فصول يسبقها تمهيد وتتلوها خاتمة عرضنا فيها لأهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة.
في البدء كان لابد للباحث أن يخضع أركان العنوان الذي اقترحه ( شعرية السرد في شعر أحمد مطر ) إلى التقصي حتى يستجلي الرابط الحتمي الذي يربط عناصره ، وهذا الأمر جعله يخصص تمهيد الدراسة لبيان حياة الشاعر ، نظرا لكونه مجهولا بسبب التعتيم الإعلامي الذي مورس بحقه ، ثم عرج الباحث على مصطلح الشعرية وبين ماهيته وموضوعه وأصوله وعلاقاته مع الاتجاهات والمناهج والمفاهيم النقدية المختلفة التي سيوظفها في الدراسة ، ذلك لأنه سيأخذ من كل هذه التصورات النقدية ما يجده يخدم قضية حضور السردي في الشعري ، وهو أمر تطلب منه الاستعانة بمداخل نظرية ثنائية تعالج السردي والشعري معا ، حاول الوقوف عندها سواء في تمهيد الدراسة أو في مقدمات الفصول ، إذ صارت تلك المقدمات فضلا عما جاء في التمهيد بمثابة الجانب النظري من الدراسة ،ولأن ليس من السهل على أية دراسة تنزع إلى الكشف عن تداخل السرد بالشعر ، في ضوء الفهم الذي يرى السرد بنية دخيلة على الشعر، أن تقترح مدخلا نظريا أحاديا يختص بالشعر أو السرد لوحده ، لذلك كان عليه توظيف مداخل نظرية متضافرة تجمع بين ما هو بنائي وما هو سياقي ، حتى يتاح له احتواء أنماط العلاقة المعقدة التي ينطوي عليها التداخل بين الأجناس الأدبية ، لأن من الصعوبة بمكان تفكيك النصوص الأدبية وتجزئتها إلى عناصر شعرية وأخرى سردية ، فقراءة هذه النصوص ، إذن ، ستكون قراءة ذات طبيعة مركبة ، وهي في الوقت نفسه قراءة شاملة وليست مجتزأة على الشعر من دون السرد أو العكس .
في الفصل الأول وقف الباحث عند التشكلات السردية التي ابتدعها الشاعر في شعره ، بوصفها الأساس الذي تدور عليه الدراسة ، وذلك في ضوء الفهم النقدي الذي لا يشترط تبني النص قصة أو حكاية مستوفية شرائط الفن القصصي وعناصره ، حتى يعد نصا سرديا ، إذ يكفي حضور بعض تلك العناصر ، فاختار من تلك النصوص ما يحقق الشعرية والجمالية ، كقصيدة السيرة الذاتية ، وقصيدة الحواريات ، وقصيدة الحكاية ، وقصيدة الوصايا ، وقصيدة اللغز ، إضافة إلى أنماط أو تشكلات أخرى كقصيدة المكتوب وقصيدة الإعلانات .
وفي الفصل الثاني من الدراسة حاول قراءة أو تفسير الإشارات أو العلامات التي بثها الشاعر في أثناء سرده ،بوصفها وجها من وجوه الشعرية والجمالية ، مستفيدا مما أتاحته نظرية القراءة والتلقي من إمكان إشراك المتلقي في إنتاج النصوص وليس تلقيها فقط ، فوقف عند عنوانات نصوص الشاعر السردية وما انطوت عليه من إشارات ورموز ، ووقف كذلك عند الإشارات التي بثها الشاعر في أثناء رسم شخصياته السردية ، وأخيرا وقف عند بعض الإشارات التي بثها الشاعر في أثناء رسم فضائه السردي ، الذي تجلى بالمكان والزمان السرديين ، فضلا عن الفضاء الطباعي الذي شغلته اللافتة السردية .
وفي الفصل الثالث وقف عند المفارقة ، ولاسيما مفارقة الموقف التي تتجلى بوضوح في السرد بوصفها نسقا جماليا يثير الشعرية والجمال الأدبي ، وفي هذا الخصوص وجد الباحث أن السخرية هي العمود الفقري لمفارقات احمد مطر ، بل هي النتيجة التي تفضي إليها كل أنماط المفارقة التي انطوى عليها سرده ، كمفارقة الفنتازية والمفارقة الدرامية .
ولما كان التناص هو أحد وجوه أو تجليات الشعرية في سرد الشاعر ، كان لابد للباحث من الوقوف عنده في الفصل الرابع ، فبين الأنواع التي وظفها الشاعر في لافتاته السردية ، وهي التناص الداخلي الذي رأى انه يمثل بنية اصورة غلاف الكتاب لتوازي الموضوعية ، ولاسيما عندما يكرر الشاعر بنيات موضوعية معينة إلى حد التكرار التماثلي وليس التطابقي ، كما وقف عند بعض اللافتات التي وظف فيها الشاعر التناص الخارجي وبين الموضوعات التي استعارها من تراثنا، والكيفية التي جعل بها تلك الموضوعات تخدم قضايا معاصرة .
وفي الفصل الخامس الأخير من الدراسة تناول شعرية البناء التوقيعي أو بناء الومضة الذي يغلب على لافتات احمد مطر ، ولاسيما اللافتات السردية ، ووقف عند المصطلحات التي اقترحها النقاد العرب لهذا النمط من التأليف ، مرجحا مصطلح الومضة على بقية تلك المصطلحات نظرا لما ينطوي عليه هذا المصطلح من مقومات جعلته يفضله على غيره ، كالتوقيعة والانفوشة واللقطة وغيرها ،ثم عرض لأهم طرائق البناء الفني التي استعملها الشاعر في بناء ومضاته السردية ، فوجد أنها تقوم على القفزة أو الطفرة الزمنية ، فضلا عن التلخيص الزمني ، كما وجدنا أن الوصف فيها يقوم على الصورة السردية وليس الوقفة الوصفية ، ووجد كذلك أن هذا النمط من التأليف يقوم على مفاجأة الخاتمة التي تعد لازمة من لوازم هذا البناء المكثف .
—————-
شعرية السرد في شعر احمد مطر
الناشر : دار السياب للطباعة والنشر والتوزيع – لندن
سنة النشر :2008 www.sayyab.co.uk
قامت الدراسة على النظر في سرد الشاعر العراقي المغترب أحمد مطر ، واحمد مطر قامة من القامات الشعرية العراقية الحالية ، ونظرا لكونه قد رفع لواء المواجهة مع الأنظمة العربية الفاسدة ، وقرر منذ البداية أن يحب وطنه ومواطنيه بدلا من أن يتبادل عبارات العشق مع امرأة ما ، فأفضى به هذا الموقف إلى ساحة الإهمال من تلك الأنظمة ، بل أن بعضها صارت تعاقب من يمتلك ديوانه ، ولاسيما ديوان اللافتات ذائع الصيت الذي اقترن اسم الشاعر بها ،وهكذا لم يحظ الشاعر بنصيب من الدراسات النقدية ، فقد حال تقاطعه مع الأنظمة الرسمية العربية دون ذلك ، فقد منع شعره في معظم الدول العربية ،ومنع قيام أية دراسة نقدية عنه على الرغم من كونه علامة بارزة في سماء الشعر العربي المعاصر ، من هنا ارتأى الباحث ان يلتزم الخطاب التحريضي الذي قام عليه ديوان اللافتات لعل ذلك (( اضعف الإيمان )) الذي أشار إليه الحديث النبوي الشريف .
لقد اقتضت طبيعة الموضوع أن تنتظم الدراسة في خمسة فصول يسبقها تمهيد وتتلوها خاتمة عرضنا فيها لأهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة.
في البدء كان لابد للباحث أن يخضع أركان العنوان الذي اقترحه ( شعرية السرد في شعر أحمد مطر ) إلى التقصي حتى يستجلي الرابط الحتمي الذي يربط عناصره ، وهذا الأمر جعله يخصص تمهيد الدراسة لبيان حياة الشاعر ، نظرا لكونه مجهولا بسبب التعتيم الإعلامي الذي مورس بحقه ، ثم عرج الباحث على مصطلح الشعرية وبين ماهيته وموضوعه وأصوله وعلاقاته مع الاتجاهات والمناهج والمفاهيم النقدية المختلفة التي سيوظفها في الدراسة ، ذلك لأنه سيأخذ من كل هذه التصورات النقدية ما يجده يخدم قضية حضور السردي في الشعري ، وهو أمر تطلب منه الاستعانة بمداخل نظرية ثنائية تعالج السردي والشعري معا ، حاول الوقوف عندها سواء في تمهيد الدراسة أو في مقدمات الفصول ، إذ صارت تلك المقدمات فضلا عما جاء في التمهيد بمثابة الجانب النظري من الدراسة ،ولأن ليس من السهل على أية دراسة تنزع إلى الكشف عن تداخل السرد بالشعر ، في ضوء الفهم الذي يرى السرد بنية دخيلة على الشعر، أن تقترح مدخلا نظريا أحاديا يختص بالشعر أو السرد لوحده ، لذلك كان عليه توظيف مداخل نظرية متضافرة تجمع بين ما هو بنائي وما هو سياقي ، حتى يتاح له احتواء أنماط العلاقة المعقدة التي ينطوي عليها التداخل بين الأجناس الأدبية ، لأن من الصعوبة بمكان تفكيك النصوص الأدبية وتجزئتها إلى عناصر شعرية وأخرى سردية ، فقراءة هذه النصوص ، إذن ، ستكون قراءة ذات طبيعة مركبة ، وهي في الوقت نفسه قراءة شاملة وليست مجتزأة على الشعر من دون السرد أو العكس .
في الفصل الأول وقف الباحث عند التشكلات السردية التي ابتدعها الشاعر في شعره ، بوصفها الأساس الذي تدور عليه الدراسة ، وذلك في ضوء الفهم النقدي الذي لا يشترط تبني النص قصة أو حكاية مستوفية شرائط الفن القصصي وعناصره ، حتى يعد نصا سرديا ، إذ يكفي حضور بعض تلك العناصر ، فاختار من تلك النصوص ما يحقق الشعرية والجمالية ، كقصيدة السيرة الذاتية ، وقصيدة الحواريات ، وقصيدة الحكاية ، وقصيدة الوصايا ، وقصيدة اللغز ، إضافة إلى أنماط أو تشكلات أخرى كقصيدة المكتوب وقصيدة الإعلانات .
وفي الفصل الثاني من الدراسة حاول قراءة أو تفسير الإشارات أو العلامات التي بثها الشاعر في أثناء سرده ،بوصفها وجها من وجوه الشعرية والجمالية ، مستفيدا مما أتاحته نظرية القراءة والتلقي من إمكان إشراك المتلقي في إنتاج النصوص وليس تلقيها فقط ، فوقف عند عنوانات نصوص الشاعر السردية وما انطوت عليه من إشارات ورموز ، ووقف كذلك عند الإشارات التي بثها الشاعر في أثناء رسم شخصياته السردية ، وأخيرا وقف عند بعض الإشارات التي بثها الشاعر في أثناء رسم فضائه السردي ، الذي تجلى بالمكان والزمان السرديين ، فضلا عن الفضاء الطباعي الذي شغلته اللافتة السردية .
وفي الفصل الثالث وقف عند المفارقة ، ولاسيما مفارقة الموقف التي تتجلى بوضوح في السرد بوصفها نسقا جماليا يثير الشعرية والجمال الأدبي ، وفي هذا الخصوص وجد الباحث أن السخرية هي العمود الفقري لمفارقات احمد مطر ، بل هي النتيجة التي تفضي إليها كل أنماط المفارقة التي انطوى عليها سرده ، كمفارقة الفنتازية والمفارقة الدرامية .
ولما كان التناص هو أحد وجوه أو تجليات الشعرية في سرد الشاعر ، كان لابد للباحث من الوقوف عنده في الفصل الرابع ، فبين الأنواع التي وظفها الشاعر في لافتاته السردية ، وهي التناص الداخلي الذي رأى انه يمثل بنية اصورة غلاف الكتاب لتوازي الموضوعية ، ولاسيما عندما يكرر الشاعر بنيات موضوعية معينة إلى حد التكرار التماثلي وليس التطابقي ، كما وقف عند بعض اللافتات التي وظف فيها الشاعر التناص الخارجي وبين الموضوعات التي استعارها من تراثنا، والكيفية التي جعل بها تلك الموضوعات تخدم قضايا معاصرة .
وفي الفصل الخامس الأخير من الدراسة تناول شعرية البناء التوقيعي أو بناء الومضة الذي يغلب على لافتات احمد مطر ، ولاسيما اللافتات السردية ، ووقف عند المصطلحات التي اقترحها النقاد العرب لهذا النمط من التأليف ، مرجحا مصطلح الومضة على بقية تلك المصطلحات نظرا لما ينطوي عليه هذا المصطلح من مقومات جعلته يفضله على غيره ، كالتوقيعة والانفوشة واللقطة وغيرها ،ثم عرض لأهم طرائق البناء الفني التي استعملها الشاعر في بناء ومضاته السردية ، فوجد أنها تقوم على القفزة أو الطفرة الزمنية ، فضلا عن التلخيص الزمني ، كما وجدنا أن الوصف فيها يقوم على الصورة السردية وليس الوقفة الوصفية ، ووجد كذلك أن هذا النمط من التأليف يقوم على مفاجأة الخاتمة التي تعد لازمة من لوازم هذا البناء المكثف .
—————-
شعرية السرد في شعر احمد مطر
الناشر : دار السياب للطباعة والنشر والتوزيع – لندن
سنة النشر :2008 www.sayyab.co.uk
كيف يمكننا الحصول على نسخة من الكتاب ؟
اين يباع هذا الكتاب وهل تتوفر له نسخ الكترونية على الشبكة الدولية