كيف للقارئ أن يفهم النص ؟
أحيانا اختلف مع الآخرين في فهم نص معين . كل منا عند القراءة يكون بينه وبين النص روابط وخيوط خفية يدركها بحسه الادبي والانساني ،هذه الروابط قد تتلاقى، مع نصوص معينة ،أو تتباعد مع آخرى، وهذا حقٌ أي قارئ أو أي متلقي .
ما زلت اذكر قصة عبد الله المتقي “الخنز ” في مجموعتة القصصية ” الكرسي الأزرق” هذه القصة وما تركت خلفها من روائح ،ما زالت عابقة في ذاكرتي ، فقد تركت عندي سؤالا مهماَ، يا ترى ما هو الاهم بالنسبة للانسان : نظافة بدنه، أم نظافة روحه ؟
ساترك لكم هذا السؤال المفتوح .
قصص عبد الله المتقي دعوة لكشف الذات والوقوف على خباياها .فمن مجموعتة” الكرسي الأزرق” إلى “قليل من الملائكة” نرى الاسلئة اكثر أمتدادا ،أكثر عمقا ،تكشف الخفايا التي ترقد في الاعماق، وما على المرء إلا ان يطّهر ذاتة ويحررها !
قصص بلا نهايات :وهذا ما نراه ونلمسه في” قليل من الملائكة ”
في قصته ماء الفلسفة ، هذه القصة تذكرنا باولادنا، وتعيدنا إلى مستوى الوعي الذي نحمله ،لا يمكن الاجابة عن سؤال يتعلق بالخلق لأن الخلق من صنع الخالق ولا مجال لفتح باب الحوار ، تُقفل العقول ،ُتمنع الاسئلة. !
“المطر ينقر زجاج النافذة خفيفا. .
الطفل : من أين يأتي ماء المطر؟
الأم : من السحب
الطفل : ومن أين تأتي السحب؟
الأم : من الماء
فغر الطفل فاه في حيرة بريئة، ولم يفهم…”
نص مفعم بالحقيقة و الحياة ، فقراءة النص هي تحليل اخر لقراءة الذات ، هذه القراءة تكشف المغاور البعيدة في الوعي الانساني ، فالكشف رؤيا ، كما المرايا ، والذات، هي مرآة تعكس ما تتلقاه ،ففي المرايا نرى الزيف وفي المرايا نرى الحقيقة وإلا كيف نفهم، لماذا مات نرسيس ؟
هل مات انتحارا ؟
ام مات في سبيل الوصول للحقيقة ؟ والقبض على الوجه التائه في مراياه .
هكذا ،في الاسئلة التي لانجد القدرة على فتح حوار فيها ،أو بالصدق ، عن سؤال يوجه لنا إذا كان يتعلق بالخالق .
ملائكة عبد المتقي القليلة، لم تنسى ملليكة مستظرف ،وأدواتها السحرية “مسودات قصصية وجثة غارقة في الموت ” هكذا تبدو ملليكة مستظرف في حضورها الشفاف المرئي في عيون ملائكة قد تكون تقرا قصصها اليوم …!
في خطوات عبد المتقي نجد الخوف ،من كل ماهو غريب وجديد ، فقد تكون المعرفة في حد ذاتها، في عالمنا اليوم، تشكل خوفاً، بل هي حقيقة، تشكل خوفا .النظر إلى الماضي بعين ثاقبة هو خوفٌ، لاننا لا نجروء على الرؤية بوضوح والنظر إلى المستقبل بعين مفتوحة.وهذا ما نراه في خطوات :
خطوات :
في زقاق أسود، سمع خطوة خفيفة خلفه، ولم يلتفت.
تكاثرت خلفه الخطوات، وكان عليه أن يلتفت، لكنه لا يملك الشجاعة،
شعر بأنفاس دافئة تلفح قفاه، كاد يلتفت، لكن خوفه كان كبيرا كالجبل،
توهم ما يشبه أصابع خشنة تتهيأ كي تخنقه، ثم التفت سريعا:
أ ـ كان مجرد خيال؛
ب ـ كان مجرد هلوسة؛
ج ـ كان مجرد خوف من المعرفة. . .
وهكذا نمضي مع قليل من الملائكة ، في اختصار حقيقي للذات مابين الواقع والمرايا تاخذنا الصورة الواقعية التي تكشف ما خفته النفس في ثناياها واغوارها .
القارئ يقرا النص ، قد يكون هو البطل ،قد يكون هو الشاهد .
هذه القصص القصيرة جدا ، تؤكد حضورها والتماعها في وقت را هن الكثير، فيه ،على ضعفها و عدم قدرتها مجاراة الر واية او حتى القصة القصيرة .
ويمكن ان نقول بان القصة القصيرة جدا ، مثل عين الكاميرا الصغيرة، تلتقط الصورة، بمجمل أبعادها وهذا ما رايناه في ” قليل من الملائكة “مع العنوان بدلالاته الغنية، اعطانا قدرة للتعرف على صور جديدة ، في حياة قلت فيها الملائكة وجاء دور الشياطين ليعيثوا فسادا في عالم انفتحت ابوابه على
العنف والدمار .
قليل من الملائكة
مجموعة قصصية
عبد الله المتقي
الطبعة الأولى، 2009
حقوق الطبع محفوظة
التنوخي للطباعة والنشر
لوحة الغلاف: الفنان سليمان الادريسي (المغرب)
أحيانا اختلف مع الآخرين في فهم نص معين . كل منا عند القراءة يكون بينه وبين النص روابط وخيوط خفية يدركها بحسه الادبي والانساني ،هذه الروابط قد تتلاقى، مع نصوص معينة ،أو تتباعد مع آخرى، وهذا حقٌ أي قارئ أو أي متلقي .
ما زلت اذكر قصة عبد الله المتقي “الخنز ” في مجموعتة القصصية ” الكرسي الأزرق” هذه القصة وما تركت خلفها من روائح ،ما زالت عابقة في ذاكرتي ، فقد تركت عندي سؤالا مهماَ، يا ترى ما هو الاهم بالنسبة للانسان : نظافة بدنه، أم نظافة روحه ؟
ساترك لكم هذا السؤال المفتوح .
قصص عبد الله المتقي دعوة لكشف الذات والوقوف على خباياها .فمن مجموعتة” الكرسي الأزرق” إلى “قليل من الملائكة” نرى الاسلئة اكثر أمتدادا ،أكثر عمقا ،تكشف الخفايا التي ترقد في الاعماق، وما على المرء إلا ان يطّهر ذاتة ويحررها !
قصص بلا نهايات :وهذا ما نراه ونلمسه في” قليل من الملائكة ”
في قصته ماء الفلسفة ، هذه القصة تذكرنا باولادنا، وتعيدنا إلى مستوى الوعي الذي نحمله ،لا يمكن الاجابة عن سؤال يتعلق بالخلق لأن الخلق من صنع الخالق ولا مجال لفتح باب الحوار ، تُقفل العقول ،ُتمنع الاسئلة. !
“المطر ينقر زجاج النافذة خفيفا. .
الطفل : من أين يأتي ماء المطر؟
الأم : من السحب
الطفل : ومن أين تأتي السحب؟
الأم : من الماء
فغر الطفل فاه في حيرة بريئة، ولم يفهم…”
نص مفعم بالحقيقة و الحياة ، فقراءة النص هي تحليل اخر لقراءة الذات ، هذه القراءة تكشف المغاور البعيدة في الوعي الانساني ، فالكشف رؤيا ، كما المرايا ، والذات، هي مرآة تعكس ما تتلقاه ،ففي المرايا نرى الزيف وفي المرايا نرى الحقيقة وإلا كيف نفهم، لماذا مات نرسيس ؟
هل مات انتحارا ؟
ام مات في سبيل الوصول للحقيقة ؟ والقبض على الوجه التائه في مراياه .
هكذا ،في الاسئلة التي لانجد القدرة على فتح حوار فيها ،أو بالصدق ، عن سؤال يوجه لنا إذا كان يتعلق بالخالق .
ملائكة عبد المتقي القليلة، لم تنسى ملليكة مستظرف ،وأدواتها السحرية “مسودات قصصية وجثة غارقة في الموت ” هكذا تبدو ملليكة مستظرف في حضورها الشفاف المرئي في عيون ملائكة قد تكون تقرا قصصها اليوم …!
في خطوات عبد المتقي نجد الخوف ،من كل ماهو غريب وجديد ، فقد تكون المعرفة في حد ذاتها، في عالمنا اليوم، تشكل خوفاً، بل هي حقيقة، تشكل خوفا .النظر إلى الماضي بعين ثاقبة هو خوفٌ، لاننا لا نجروء على الرؤية بوضوح والنظر إلى المستقبل بعين مفتوحة.وهذا ما نراه في خطوات :
خطوات :
في زقاق أسود، سمع خطوة خفيفة خلفه، ولم يلتفت.
تكاثرت خلفه الخطوات، وكان عليه أن يلتفت، لكنه لا يملك الشجاعة،
شعر بأنفاس دافئة تلفح قفاه، كاد يلتفت، لكن خوفه كان كبيرا كالجبل،
توهم ما يشبه أصابع خشنة تتهيأ كي تخنقه، ثم التفت سريعا:
أ ـ كان مجرد خيال؛
ب ـ كان مجرد هلوسة؛
ج ـ كان مجرد خوف من المعرفة. . .
وهكذا نمضي مع قليل من الملائكة ، في اختصار حقيقي للذات مابين الواقع والمرايا تاخذنا الصورة الواقعية التي تكشف ما خفته النفس في ثناياها واغوارها .
القارئ يقرا النص ، قد يكون هو البطل ،قد يكون هو الشاهد .
هذه القصص القصيرة جدا ، تؤكد حضورها والتماعها في وقت را هن الكثير، فيه ،على ضعفها و عدم قدرتها مجاراة الر واية او حتى القصة القصيرة .
ويمكن ان نقول بان القصة القصيرة جدا ، مثل عين الكاميرا الصغيرة، تلتقط الصورة، بمجمل أبعادها وهذا ما رايناه في ” قليل من الملائكة “مع العنوان بدلالاته الغنية، اعطانا قدرة للتعرف على صور جديدة ، في حياة قلت فيها الملائكة وجاء دور الشياطين ليعيثوا فسادا في عالم انفتحت ابوابه على
العنف والدمار .
قليل من الملائكة
مجموعة قصصية
عبد الله المتقي
الطبعة الأولى، 2009
حقوق الطبع محفوظة
التنوخي للطباعة والنشر
لوحة الغلاف: الفنان سليمان الادريسي (المغرب)