مساء اليوم ليس عاديا ،حين فاجانا الشباب باسلوب حضاري جميل ، اطلقت عليه انا صناعة الفرح او اختراع الفرح ،حين تتجمد في عيوننا الدموع ويذبل ورد الامل ، حيث يحاصرنا الحزن من ككل مكان !!
الشباب اختاروا جسر الخورة الذي يقع نهاية شارع الكورنيش من جهة العشار..قربب كازينو ومطعم شط العرب .
شباب بمختلف الاعمار وقليل من الشابات ،اطلقوا فكرة لجسر الحب ،كانت قد اقيمت في عدد من البلدان الاوربية .
كانت امسية فعلا اشعرتني ان ثمة املا في الافق ،و ثمة ضوء شمعة في عتمة دخان الحروب و ثمة ابتسامة من بين تلال الحزن الجاثمة على قلوبنا منذ سنوات…
الجسر كان مهملا وبين ليلة وضحاها صار عنوان للحب ، حمل على جسده مئات الاقفال حملت اسماء شباب وشابات تعاهدوا على الحب …وما اجمل العهد على الحب ..بعضهم اختاروا امهاتهم وزوجاتهم وحبيباتهم واسماء بعضا من ذويهم ..
بعض مراسلي الفضائبات سالوني (حيث صرت نجم الحفل)!!ماشفتوني شلون عدلت ياخة قميصي (احم احم )سالوني عن رايي بالفكرة ، قلت لهم جميل ان نصنع الفرح والسلام ، و جميل ان يكون هناك شباب يخترعون المحبة ولكن :
كنت اتمنى لانحول الفكرة الى استنساخ فقط ، اتمنى ان نضع فيها لمسات من شرقيتنا وتقاليد مجتمعنا التي لايمكن ان نغادرها بسهولة ، كنت اتمنى تكون فكرة جسر الحب ، ملتقى للمتزوجين الجدد ويعلقون اقفال الحب الابدي او الذين يعقدون قرانهم في المحكمة وياتون للجسر ،لاعلان العهد وقفل القفل لعقد اطول من الحب والوئام والوفاء، وليكن بينهم العشاق ايضا لاباس في ذلك …
كنت اتمنى ان نصنع جسرا حديثا بعيدا عن حركة وضجيج السيارات قريبا من متنزه الخورة فقط للمشاة تتكفل الحكومة المحلية ببنائه كمبادرة منها (ولو ولا مسعول وصل مكان للاحتفال ..لانهم مخاصمين الحب)
وتقول فكرة حكاية جسر الحب كما ترويها لنا بعض المصادر (جذور الحكاية
يعود اصل الحكاية الى قصة عشق تشبه الاسطورة في فترة الحرب العالمية الاولى حيث غادر حبيب فتاة عاشقة اسمها (ريلجا ) الى اليونان للقتال هناك لكنه خان عهد الحب ووقع في حب فتاة يونانية ، لكن ريلجا الحزينة بقيت تنتظر عودة فارسها سنوات طويلة ولتعبر عن محافظتها على عهد الحب وضعت قفلا على الجسر والقت مفتاحه في النهر ولم تعشق سواه مدى حياتها .
شاعت قصة الفتاة بين الناس في عدة مدن واصبحت تقليدا، وصارت رمزا للحب والوفاء بأقفال كتبوا عليها أسماءهم ورموا بمفاتيحها في النهر في حركة إصرار على أن العلاقة التي بينهم دائمة وهي تعد بمثابة القرار الحاسم وغير القابل للاستئناف، فبعد أن أحكموا الإغلاق وابتلع النهر المفاتيح يصبح مجرد التفكير في فتحها من جديد شكلا من أشكال العبث)
ولكن نحن الذين اخترعنا الحب والقفل والمفتاح حيث غنى المطرب الراحل حضيري ابو عزيز اعتقد في ستينات القرن الماضي اغنيته الشهيرة :
. مني الولف راح وشلون ارتاح
سد باب كَلبي بيده وضيع المفتاح
راح بسلامة وحصل مرامه
طحت بغرامه بويه وشلون ارتاح
يا ناس احبه والفركَه صعبة
مو ذنبي ذنبه بويه ضيع المفتاح..
ويقول نزار قباني على لسان نجاة الصغيرة (والحب في الارض بعض من تخيلنا لو لم نجده عليها لاخترعناه ..ا
وهذا مجرد كلام ..
**الصورة من المصور الصحفي الشاب سرمد البصري تحياتي له