نصوص هنا ونصوص هناك ، أي كلمات متلاصقة فيها “”وصف للمشاعر “”يصفها صاحبها على الفور وبلا تردد بأنها “”شعر “” ،ونجد من يعجب بها ويشيد بالنص أيضا..!!
لا يخفى على أحد أن الذائقة الشعرية تدهورت تدهورا شديدا وسريعا وعلى الخصوص في السنوات الأخيرة الماضية بسبب تفشي الشعر المتكون من اللهجة العامية الذي يطلق عليه البعض “”الشعر الشعبي”” ، و شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنيت الأخرى التي جعلت كل من “”هب ودب”” يكتب ما يشاء ،وحتى “”بعض”” وسائل الإعلام باتت تخلق ذائقة شعرية متدنية وهابطة فاقدة لأبسط قواعد اللغة العربية بحجة أنها تدعم وتطور الثقافة والأدب والعكس هو الصحيح مع الأسف الشديد .
أن الذائقة الشعرية تتكون رويدا رويدا ، عبر تقديم المتلقي شعر رصين وجميل وبسيط من الصغر وتتطور الذائقة الشعرية بالتدريج كالتعليم تماما حينما يتلقاه العقل ،ولكن هذا الأمر بات معدوما في وقتنا الحاضر .
كنا في السابق وبالتحديد في السبعينات و الثمانينات من هذا القرن نجد تركيز مفرط لشعراء النثر ، أذكر منهم نزار قباني ومحمد الماغوط وأمل دنقل وغيرهم الكثير من الأسماء اللامعة ،وهؤلاء الشعراء خلقوا جيل ذواق للشعر تابعين لمدرستهم الجميلة الرائعة .
ما نحتاج إليه هو جيل جديد من هذا العصر ، عاشق للشعر هدفهم تصحيح المسار وفرض أنفسهم على ما يقدم حاليا من “”لغو”” وحينها سوف نجد “”الغث والسمين”” وتكون المعادلة مقبولة وعادلة.