الأستاذ بن عزوز فرح :
..إنّها حقًا للحظات حاسمة في حياتي هاته الحياة التي أصبحت لا تعبّر عن شيئ سوى عن تواجد بدني،…الجري وراء المغريات، البحث عن ماذا آكل وما الشيئ الذي يجب أن أدّخر هذا كلّ شيئ!!؟
..قبل هذه المرحلة الهامّة والخطرة في حياة كلّ شخص بمثل حالي،لم أكن ألق بالًا إلّا لم يخصّني كشخص يمثّل نفسه ويدافع عن رأيه بحكم تواجده وحقّه في الوجود؛ولكن ومع مرور الأيّام توالت المعضلات على عاتقي وتعدّدت المثبّطات في طريقي،فلم أجد بدًا إلّا أن أحاول بين الفينة والأخرى التنفيس عن نفسي المتضايقة وعقلي الذي يكاد لكثرة تفكيره أن ينفجر!!؟
..هاأنذا أسعى إلى أن أعبّر ولو بالصّدق النسبي عن بعض ما يجول بخاطري اللّحظة،..
..إنّني وأنا أعيش هذه السّاعات والأوقات لأتألّم كثيرًا،حيث أرى نفسي في مرآة نفسي كذلك الطائر الذي وقع لسوء حظّه في قبضة من سوّلت لهم أنفسهم التّحكّم في مصيره وحريّته،فلنتصوّر معًا كيف تكون حالة هذا الطائر التعيس الذي لم يحالفه الحظّ رغم وجود الأمل،ولم يمهله المصير رغم أنّه يملك جناحان لو أراد لقطع بهما الدّنيا في أقصر الأزمنة والأوقات!!؟
..ولكن ها هو أمامنا في القفص نتمتّع بوجوده هنا لألّا يُقال:” إنّنا غير حضاريّين.” والعلّة أنّنا لم نملك قفصًا به أندر الطّيور وأغلاها في شقّة الاستقبال؛إذن نحن ليس أمامنا سوى شراء ذلك القفص أوّلًا ثمّ لنبحث عن الطائر الذي يناسب المقام؛في الحين الذي يتخبّط فيه ذلك الطائر المسكين فلنقل سيئ الحظّ الذي خُلق ليُسعِد الآخرين برونق صوته وبهاء ألوانه في الوقت الذي يحزن فيه هو ويستاء؛..
..مــا أقساك يا ابن آدم تحزِن الآخرين لتفرح أنت،تجرح الآخرين لتبرِأ نفسك من الجراح،بل وتُميت الآخرين لتعيش أنت في رغد عيش واكتمال منّة!!؟
————-
ترانيم منسيّة:
**********
فجر جديد و يوم جديد والنّاس كلّهم بين خائب و سعيد ، فالأفكــار والإنشغالات تختلف وإن اتّفقت الموارد ، مازلنا مثل أمسنا نتلمّس نبضات الصدى لنتتبّع مسار الحق المُفضي لأحلامنا التي رسمناها تحت دثــار الزمن وتقاسيم الوجــه الحزين للدّهــر .
هــا أنتِ ياروحي القابعة بين جنبات جسدي المُهترئ ترتّلين تعويذة النفس الحائرة المتوّجة بوشاح المخاض المُضني والكئيب…
حــــاول أنْ تدُقًّ باب الرجاء مــرّةًً ومرّتين لتنبذ خلف ظهرك الكابوس البهيم، وتنتزع حـُــزمةً مضيئةً مـــن الأمـــــــل…!
———–
المنطقة المحرّمة(خط كرمان)..
لوكنت أعلم ما في الغد من مفاجآت لأمكنني أن أواجّه بلا فزع ،بلا تحسّب..،برباطة جأش وعمق بصيرة..لكن هيهات أن تستجيب لي لفظة (لو) هي وحدها تتردّد على ألسنة البشر دومًا لحظةً بعد لحظةٍ ؛ فيجيء الردّ كالصاعقة مدويّةً:” أنت في الواقع أنت في بدايات القرن الواحد والعشرين ؛ أفق فالحياة لا ترحم ، ترجم الحلم إنْ كان هناك بدٌّ ” ما باليد حيلة كلّ الأحلام سراب و كلّ سراب لا يلد إلّا السراب ،..
هيّا…قم ولتعلم أنّ الحياة ليست لك وحدك ، حتّى وإنْ كانت قناعتك بذلك بيّنة وثيقة…واجه ، لا تتشبّث بتيّار الماضي فتجرفك ريحه ، وإنْ أردت الأمل في غد أفضل أتقن خطّة عملك ، ضع لنفسك أسلوب جرد يومي…هكذا تستطيع أن تعيش يومك ليومك ولا يغرنّك بريق المستقبل المتلألئ ، فاحذر من ذلك الضوء المنبعث من منارة تلك الطريق المؤدية إلى الجحيم ..يقولون: ” إنّ جهنّم مليئة بالنوايا الحسنة “..غير أنّني أتفاداها عساني أجد لنفسي مكانة بين بقايا النماذج البشريّة المتصارعة ، هذا وإن كان لسان الحال يقول :” خالف تعرَف “..سياسة ينتهجها خاصّة الناس دونما علم لم هي مستعملة ولأي غرض خلقت؟
أحاول أن أجمع شتاتي وحثالة أفكاري الغريقة التي لم أعد أميّز كيف أنتقيها وأشخّصها علّي أجد ما أشكّل به ولو لوحةً خياليّةً ألوّنها بمرارة أيّامي وحلاوة كفاحي وطول أمنيّتي وانتظاري …
حينها فقط أكون قد فسحت المجال للقلم أن يعبّر ويرسم على بياض هاته الصفحة العطرة هذه الكلمات المجنونة التي أوجدت لنفسها (موزاييكُا) تتجسّم فيه وتنتظم بين دفّتيه..وحينهاـ أيضًاـ أكون قد فكّكت عنان عصارة معاناة شقّت عصارة فكرٍ..وهذه صورة أخرى للخلق والخليقة تُضاف إلى أرشيف
حينها فقط أكون قد فسحت المجال للقلم أن يعبّر ويرسم على بياض هاته الصفحة العطرة هذه الكلمات المجنونة التي أوجدت لنفسها (موزاييكُا) تتجسّم فيه وتنتظم بين دفّتيه..وحينهاـ أيضًاـ أكون قد فكّكت عنان عصارة معاناة شقّت عصارة فكرٍ..وهذه صورة أخرى للخلق والخليقة تُضاف إلى أرشيف الزمان.