سعد عباس :
آنَ للطبيعةِ أن تتشبّهَ بالتي أحبُّ
تستعيرَ من أصابعِها السنونواتِ
ومن أنفِها الصغيرِ
لياقتَهُ العجيبةَ في كرنفالِ البراري. الدهشةَ أعني
كما أيقظتْني قبلَ الشتاءِ. أعني التي أحبُّ
في صورةٍ على جدار.
أن للطبيعةِ التي تُشبِهُ من أحبُّ
أن تُعيدَ لي، مثلاً، بنفسجةَ الوقتِ التي سرقتْ
نِصْفَ عمري. قبلَما
أعاينُ الشبهَ المدهشَ بين جارتِنا في “الفضلِ”
وناهدة الرمّاحْ.
لم أكنْ دخلتُ الغابةَ بعدُ
والتي أحبُّ. أعني التي آنَ للطبيعةِ
أن تستعيرَ من أصابعِها السنونواتِ،
لم تكنْ فراشةً بعدُ. حينَ قادَني الفضولُ
منتصفِ الظهيرةِ للسوقِ. النساءُ اشتبكْنَ. ارتعبتُ. الشتائمُ تخرجُ من تحتِ العباءاتِ
كم خِفْتُ أن تُسحلَ في السوقِ. أعني الجارةَ الأرمنيّةَ
قلبُ طفلٍ في الزقاقِ يوشكُ أن يخرجَ مثلَ سنونوةٍ
ويطيرَ الى أعلى المأذنةِ. ألهثُ
ثمَّ يبتهجُ الطفلُ:
لم يمسَّ الأذى
صورةَ التي أحبُّ على الجدارْ.
آنَ للطبيعةِ التي تتنفّسُ فجرَ من أحبُّ
أنْ تُراقصَ هذا المساءَ الصديقَ الذي أراني التي أحبُّ
وجهاً لوجهٍ
تقمّصتُ دورَ الشتاءِ جيداً
فصفقتْ لي
وبعد انتهاءِ العرضِ قبّلتْني
كان فارقُ العمرِ مذهلاً بيننا. الجارةِ الأرمنيةِ والطفلِ الذي كنتُهُ
وامرأةٍ أحبُّها
في صورةٍ على جدارْ.
آنَ للطبيعةِ التي سرقتْ حلمي في أزقّةِ الفضلِ
أن تفاجأَ الطفلَ الذي كنتُهٌ
بما انتظرتُ مذْ دخلتُ الغابةَ قسراً
مكبّلَ اليدينْ
أنْ تعيدَ لي، مثلاً:
بيتَنا القديمَ
الجارةَ الأرمنيةَ
ناهدةَ الرمّاحْ
وامرأةً أحبُّها
في صورةٍ على جدارْ.
—