كلثوم أحمد :
وبعد حيرة وانتظار، إقتنعت أننا غربـاء بوطن مشاعرنـا ، وكثيراً مررنـا برواق هذه الكلمة المتعددة الأوجه، لكنهـا تبقى الحقيقة التي نَنكرهـا أمام كلّ تلك المرايـا المزَيّفة.
سأنتهي، فقط إستسلمـي!
لنبقى شيئاً، يتنفس هواءاً.
هو كذلك، أُصيبَ بداء غربة عن نفسه، لوَّثته أسباب كثيرة ونتائج أكثر، منها المنطقـي ومنها المهول الذي لا تَستَسيغه، بعض عقول أغربنـا حساً، هذا الصباح بالذات، أرى الغرابة تكتسح فضائي الصغير جداً، ما أفعل وماأنطق، وقد خارت قوايّ، وأنا أحاول جاهدهً أن أحميه من الهجوم السوداوي، أتمتمُ وكأنـي أخاف أن تسمعني، فيتسارع إنتشارها، فهي تتكاثر جرثوميـاً بالخوف، كم هي قذرة مريضة. وروائحها كذلك نتنة بعمقها، تَبعث أشرّ الروائح العالقة، بأرواح تتفسخ، وتتحلل، من مرضها المزمن. ولأنـ فضائي أُصيبَ بالعدوى، بدأت تطرأ على مُحيـا تفكيري، أثار وعوارض المرض العضال، أولها حيرةٌ وأخيرها تَيــِه، وسؤال يترنح، وسيغمى عليه، فهو لم يجد له أي إجابة تسد رمقهُ.
لِمَ أنتم استسلمتم لمرضكم، لِمَ لم تقاوموه، لتجدوا له ترياقاً يداويكم، ويمنع عنا العدوى منكم، ألا تعلمون أنكم أصبحتم أشرس القتلة، كل العنجهية والوصولية اختزلتموها، أنتم.
إنكم تهيئون لقيام شرّ أسود، يُنهي مَلكَة الإحساس، العفوي والصادق الصدوق، وأنا أُقلَب حُجيرات فؤادي، محاولةً ألا يكتسحها الخراب، تدور عيناه وتشخص، كأنها تبحث عن قبسِ، يردد.
أنا لن أكون كأنتم.
سأهتك الكفن، وأرفع عن عينيّ العصابة، ثُمَ، أستجمع نفسي، وأعلن ثورةً، ستسقطُ كلّ الزيف والخنوع والاستغلال، وأطالبكم، وأقول.
متعطشة هي النّفس، للأمان والهدوء والصدق، وبقدر ذلك، منابعه أوشكت على الجفاف، وإنّ قحطـاً سرمدياً قادم……….!! وكلهـا سبعٌ عجــاف، فأنقذوا أنفسكــم، من موت متحقق، وغربة نَّفسْ.
—