عبد الرزاق الصغير :
الدقيقة الأولى
امرأة
نوارة برية
موجة عالية
مطرة
أهوى الركض
السير بتريث تحتها
بشيء يقي قميصي الجديد الأبيض جلدتي من دفقها
الدقيقة الثانية
امرأة تقليدية القَصَّة
مد من القطيفة والحرير الوردي
فراشة
حمامة
كاتبة ناشطة
عضوة بارزة
في جمعية حقوق اللبؤات المتمرسة
الدقيقة الثالثة
كشربة الماء
جنية
امرأة
حية المحيا
طرية المنحى
ميتة المشاعر
لا يذكر في قاموسها النيلي البذل
النوار البري
المنابع والخرير
الفيء
الحب
الدقيقة الرابعة
… تدندن ألحان أم كلثوم
تطل من النافذة
ترمي السيجارة شاردة تقطع الغيوم
تفتح باب شقتها
عند الطرق بقميص النوم …
خريف
صفصافة ساكنة
فيما تتساءل جارتها الداكنة
عن محل كل تلك الأجراس
و ذالك الضجيج
وتلك الأعراس
شتاء
تقرفص زهرة حمراء
في محراب
في ميناء
في مرآب
في إناء ..
ربيع
تخضّر محبرة
تبتسم فحمة
نطفة
علقة ، بقدرة قادر خلابة
صبية غبرقة
يحرسها الله والملائكة
صيف
في كأس على الطاولة
يتقلص منحسرا منحصرا
القطب الجليدي في ملعقة
في فم طفلة
مقهقهه العينين والضفيرة
والخانة أسفل الشفة
طبيعة
الهديل ، الخرير ، النواة
النجمة
السنبلة
الغزالة
الفراشة
النوّارة
الصخرة أيضا قصيدة
الدقيقة معصوبة الرأس
شفي جرح الجبين
وأقلعت عن التدخين
هي الآن طالبة في معهد التكوين
وبعد الظهر تتمرن على يد شاعرا مسكين
—