حمزة شباب :
من لي إن زارني في بعض أنفاسي حيائي
من لي إن جفت قطع البلور
في صمتك الليلي أغني
في قبتك الذهبية أبصرت الحياة . . .
يا ذات الكوكب المشبع بالأقمار
يا سماء الله على مقربة من وجنتيك
هل خلق الله سراً مفعما بالأسرار
أم أن الحقيقة في وطن
يروي الأرض حَباً في الفلاه
و يروي الشعب حُباً في الجباه
يا قُبلة الأنبياء الذين مرّوا على حضارتي . . .
القدس وتر عصي على عود الغاصبين
أتراها تئن في ألحانها
نعم ، تئن ، لكن لن تلين
قلما تجد لها لحناً في الكلام
هي محيط يخفي أخطاء المستعربين
تجدها تقوم الأفلاك لنجم
قد أضاع الطريق
القدس وطن مستباح للمتآمرين
نعم ، لكن من خلفهم أشبال
معلقون على أبوابها كتمائم
تضني عيون الحاسدين . . .
القدس قصيدة العشق المبين
تجدها موزونة الشطرين
مشبعة المطالع
تقود استعاراتها نحو البيان
تزجي الحكاية بالكناية
إذا تداوت من ألم المخاض
أنجبت لكل الشعب عزاً
و في معانيها يكتب جبل مكبر
ولد حجر من جبل
كي يقاوم سطوة المدافع
ولد وطن بداخل كل نطفة . . .
نبقى معاً ، نكبر فيه و يكبر فينا
حتى إذا هرمنا علا في شبابه
و صارت قبورنا أعلى سناه
يا وسادة الأحلام إن سكن الليل
ترنحت قمحة على تربتها
و إن جثا النهر على ركبتيه
شربنا الراحة من راحتيها . . .
فكنا و ما زلنا رماد الكحل في الغربة
عن عينها لا نبتعد
كنا كقشر القمح في التربة
نرتوي من مدامعها و نجتهد
كنا على جدار خيمة في الشتات
نحمل المفتاح و نرتعد
وقفنا كحنظلة في جلالته
حملنا الشموع في العتمات
كي تنير البرق ساعات الانتظار
و توقظ الرعد المستبد . . .
سأكتب ملء ذاكرتي
سأمحو عيوناً دامعة
القدس وطن المسبحين
ترفع الدنيا قياماً
كأنا في صلاة
هي سبيل العابرين إلى التاريخ
كلما انقضى عام
زانت بمُلك السنين
أقامت في كنائسها أعراس المجيدين . . .
أماناً يا وطن الدنيا
أراكِ تأمنين غدر الجناة
أي تغريدة لا تنطلق من الحارات القديمة
تغريدة باطلة
و أي زهر لا يفوح من أقصاها
زهرة قاتلة . . .
فاقرأ القدس في كتاب
الشيخ يفديها و الشباب
اقرأ القدس يا صاحبي
في الأخبار العاجلة
تجد الجمال مرصع على منكبيها
كقطعة البلور في لغتي
خماسية الأبعاد في الفضاء
لابتسامتها تفرح المرآة
القدس يا ملاجئ المستغيثين
إله في السماء . . .
—–
*شاعر و أديب فلسطيني .
—