عبد الرزاق الصغير :
نزلت دقات الجرس كالمطارق على رأسه ، وركض إلى الباب الكبير المقوس يفتحه وكانت به المهندسة سارة شامخة الأنف ، مكشرة الوجه رغم صفاء وجمال جو هذه الصبيحة، تهز الريح الخفيفة وبعض السحب المارة سالفها كأشعة شمس خجولة بل زاد تجهمها وتجاهلها مقابل ابتسامته الذابلة كزهرة تم نقلها من مكانها البارحة، وتجاوزته فرقعات جزمتها الراعدة الملمعة اللامعة كالماسة كأنه سقط خريفي أو ثمرة عفنة
وراحت تنثر ذهب و لؤلؤ ابتساماتها الدافئة مجانا على كل ما حول المدير أو رئيس المشروع. والعساس مشدوه يلوك علكة الذل المرة ، تطعنه تكرار تعليقات زميله تحز في قلبه ، تقطع أوردته كالنصال المزنجرة
ألا يشبه كشكنا بسلسال غلق الباب أشكاك الكلاب ، يا أخي نحن من العسس أي أصحاب ليل اللا شيء ونحن واحد ، أنا لا ألومها بل ألومك أنت ، ألم تلاحظ الفرق بين مكتبها والصفيحة المخصصة لك قلت هذا لكي لا أقول الفرق بينك وبينها…
ولكن عساسنا كان يهوى المطالعة لا بل يشرب ويأكل ويتنفس ويتطهر بالحروف
وله باع طويل في الكتابة ولكن بصفة ووجه آخر
وهو نازل من على المنصة في أمسية شعرية كعادته في استبدال النظارات ، قابلته هي سارة متصدرة الجمهور محمرة كفوفها من التصفيق صارخة مع بعضهن
بوركت بوركت يا أستاذ ناثرتا قرنفل ونرجس ابتساماتها الفضية الذهبية الماسية ، فلم يزد عن ابتسامة العساس وهو يتجاوزها كنية ولا مجازا ولا تشبيه ، و أداة ما تنغز تقرص تنهش بشدة أعماق قلبه يغصب النفس على تحملها
نسيت عزيزي القارئ عنوان قصيدته سارة