عبد الرزاق الصغير :
(1)
القلم الأزرق
الصباح كالمعتاد
طبيعي وعادي
دثيث النوء الغواية والنواية
يتنوع الركض بتنوع أحذية الناس
يسوقهم جميعا الأمل من جهة
إلى فيئة
لايحمل هذا الصباح في جيب صدر سترته الرصاصيةالقلم
الأزرق …
—
(2)
باتنة أو أمي
الوهم هو الوهم
نفس التراجيديا
القصة الخيالية
الإشتراكية
لا زالت أمي ترفو المئزر الأبيض
والجورب الأخضر . حلمها السامق
تعدك وزيرا ، مديرا ، طبيبا
ليس في حسابها الشعر
جراب الهم
وها أنت شاعرا مفلسا
تنظرك أمك عند سور مدرسة بن الطيب علي
بحي المجزرة
تنسى دائما في قصائدي حاجياتها
خلخالها حينا
وحينا العقد أو عطرهاالفضي
وفي الشتاء
تضع على أكتاف قصائدي
دائما تترك شالها القرمزي
يابني كيف تتحمل غول الوحدة
تزوج ..
أستدعي أي امرأة
من غير الحي تستنير بنهديها
تمسح عطشك بماء عينيها
المشرقة كالصبيحة الحلوة
لا تبحث هنا . ليس هذا المكان المناسب
لاتتخترق السرب كالسهم
أين الحصافة
البلاغة
النحت على الحجر
ياولدي حمامتك
كل صباح تحط على نافذتك
لا تبحث في القاعات والساحات
في المكتبات في الحدائق والأسواق
في أبيات شكسبير والمتنبي
وجورج شتاينر
ولوحات بيكاسو
الحبيبة
القصيدة
ياولدي باتنة
قرآن
والباتنيون كفار
القنوط ، اليأس
الشعر ذالك الهواء المنحوت صنم
إمرأتك يجب أن يتسع صدرها لقصائدك الفضفاضة المملة
الصابئة الضالة المؤمنة المرتعشة من صفة ولون الهديل البارد
لا
لاتوجد قصيدة من لحم ودم
القصيدة حلم
ياولدي ألم …
—-
(3)
وصفة طبيخ لسعاد
أسكبي كأس من زيت الزيتون في المقلات
الموضوعة مسبقا على نار هادئة
وملعقتين من زبدة الماعز الجديدة
حبة كبر و بصل أحمر وحبة ثوم مذيلة بخبث مفرومين مع إن بقى شيئا من الذكريات
قبسة من اللامبالات
قصي قلبي شرائح
سلي الشريان الكبير
عند منتصف الطهو
لاتنسي الكسبرة
البسملة
شهية طيبة ….
—-
(4)
18:18
في الواقع شاهدت الفراشة الملكية
في فيلم وثائقي ولم أتذكرها إلا في حضورك الملكي كأنك اللهب الذهب شروق دارج
في هذه الساعة تحت هذا الغيم كل الحدائق أبوابها مسلسلة بأقفال تكبر كف اليد
وتحت وابل المطر لا ملاذ غير مقهى الكهف
وقبل أن نجلس لما تخلصت من وشاحك ونفضت للخلف شعرك الأحمر الطويل
وأنت واقفة لم تنزعي بعد معطفك الذي يشبه أجنحة الفراشة ، راح بصري يمسح المكان
وإذا بكل الجدران تحمل نفس الصورة بألف وجه لنفس الشخص يبحلق فينا.. بملايين الأحداق
انحنيت عليّ حتى لامس أنفك أنفي وقلت وابل المطر ولا وابل الرصاص
عيون كل الزبائن بنادق مصوبة في صدورنا
آه لو لم يكن رأسك يابس
ألم تسميني الفراشة الملكية ، أستطيع التحليق فوق سور الحديقة
انهض نلوذ بسقيفة الجنة
لا زال العدد في ساعة الحائط الإلكترونية
ألف وثمان مئة وثمانية عشر
ركضنا تحت المطر
يطاردنا نغم قديم ماجن …
—