حمزة شباب :
هناك يحيا قلبه ، يغذيه بالدوران
يرتسم الغد في محياه كأمسية شتوية
يحلق بناظريه إلى حدود الوطن
ليس له أرجاء ، كلهم قد عبروا
بل له أمعاء ، أقفرت كأطلال
سريعة تلك التنهيدة في صدره . . .
يراقص خصر زحل و قينات الهوى
يدفع الولاء و الانتماء نحوه
لا شيء يدميك يا عبق الأرض
يدفع الحب فاتورة الانتقام
إنما زرقة البحر احتشام
كي لا يرى الغريق وشمه . . .
معك يا – مرء – يجتمع مقلتان
تطرحهما في فناء النهود
تديم النظر و تمعنه لساعات
ساعات تسترق القمح من آكليه
و تحمل في الجمال لك رزقاً
أوزارك و بعض الأقلام
لهذا ولدت ، و راهقت ، و اعترتك الكهولة
على أحلام يقظة المارقين
أشعلت سيجارة البلوغ في جسدك
كي تطلب امرأة أخرى ،،
لتضيء فمك من الصمت
لتقبل بارونة حبلى . . .
أخفى مقلته السعيدة خلف حجرتها
أمسك بيديه المرتعشتين ستارة
شاهد تقليد مراسم الحكام
و شهد في مقابلها الأحكام
ترعرع على كفي حضارة
ملوك الطوائف ذهبوا
ملوك الطوائف عادوا
حاور أحدهم مستبيناً أمرهم
شاهدهم مثله بشراً
يتطاولون في قصره . . .
بحث عن طينهم اللازب
يقتلع جذورهم كشعرة بيضاء
عرف جدهم الذي أضناه التعب
كيف كسرت مجاذيفه ؟!
و قطعت أوصاله القارب
وصل ( جيان ) و ارتمى بحماها
أطلالها غير تلك الأطلال
رجالها ما عادوا رجال
يحملون التاريخ في نسيانه . . .
يصبون النبيذ على جراحات العروش
يحتسون الملح مع الزوال
من أعالي كنيسة مهجورة خر
فالروم تفنيه ، تأكل منسأته
فكوني يا سعيدة الحظ كأندلس
أذاب التاريخ قلعتها و الجمال
صهر العشق فيها و السلام
سكنت روحها بعد مجد
يغنيه التليد وحيداً للذكرى
عاشت سني عمرها ، طفلة
و هي الآن مكبلة بالسؤال
أي العروسين يحملان الشمس
أي العروسين تحملين مهره . . .
( ألفونسو ) يقود كتيبة نحو الشرق
يعاتب غيمة كانت ستأتي
جنود الشمال سيوفهم كالبرق
تغتال حمم الورى في كل وقت
هذا عصركم يفخر بدواوينه
هذا فجركم يظهر يا اتباع الحمام
لقد انتهى عصر الهدى و الضلال
لتبقي الآن مكبلة بالسؤال
أي العروسين تحملين مهره . . .
—