ثامر الحلّي :
حينَ الغسق تَوسّمتُ السكون
فأنصتَ من حولي المحيط
وَ تلاشت أوصالي تتبعثر كذرّاتِ أثير
تسمق نحو أفق الصهيل
في هالةِ ضوءٍ ..
يكتسحها ضباباً لازوردي
قادم من اعماق السؤدَد
خالجتني جمّة تعابير
وَ نشوة مجنونة متمادية
قد أوقدت لظى الروح
في لحظاتٍ بدا كلّ شيءٍ فيها محموماً
اِنجلت خلالها الأشجان
وَتوارى عنها الانتظار
تكهّنتُ سرّ الرغبة سريعاً
وَ توجّست النبأ بحذرٍ
دونَ كدرٍ ..
أو الزَيغ من رهبةِ ذلكَ الشعور
أيقَنتُ بأنَّ هناكَ دفئاً عارماً آتٍ
وَفصلٌ مرتقب جديد
ينبئني بربيعٍ قادم ..
سيورق فناء العمر
خامرني الأمل بقوّة
مرسوماً برؤى نرجسيّة
مَرقتُ من كلّ ميولي
وَأفحمتُ الواقع بنظرة تمنّي
فباتَ خجلاً من أمنياتي الجليّة
لم أعهدَ اِستعداداً كهذا من قبل
أو اِنفتاحاً صميماً بهذا الفيض
تجلّى الكون أمامي من خلال نظرة
كضياءٍ فضّي اِكتسى قزحيتي
تأملته بشدّة ..
فبدا الوجود من أجمل مايكون
فالوجوه ..
وَ الابتسامات ..
وحتى التصرفات ..
كانت ملائكيّة
وكانَ الوجود مخملياً
فتّشت عن سرِّ تجاذب الأجواء
في أروقةِ الروح
وسألتُها مراراً
عن سرّ تلكَ اللحظة
وَ ذلكَ الفيض اللامتناهي
الذي اِكتشفت فيهِ بهاءَ الوجود
26 / 5 / 2015
—