عيّال الظالمي :
قصيدة لقوافل شهداء سبايكر الـ(1700) شهيد العزّل
مرّوا كثاراً وهاهم خلّفوا أثرا
مرّوا بسربٍ كأن الله فيه سرى
مرّوا .. وذي قبةٌ ظمأى تعانقهم
كان انبهاراً ووجه الصبح قد كُسرا
مرّوا حماماً…وأهدابٌ تتابعهم
زيتونة الرّوح تدمي عينها لِترى
مرّوا وذا نعشُهم منه الحليبُ دنا
مستودعاً عند آي المخضِ ما بُتِرا
مرّوا دبيباً وعين الرّب تنظرهم
ما كفَّ عنهم ، ولكن للجنانِ برا
مرّوا على جُرحِنا ملحاً وقد بسقتْ
من ذائبِ الملح .. كلُّ النخلِ فانتشرا
أمي ومعصبُها المفلولُ تومأنا
ياسادة الضّيف سربُ الرّاحلينَ يُرى
هم ريشُ جبريل يسعى عند خيبرها
فسّاقطوا برداً ، إذ كونُهم غَبِرا
هيّا نلمُّ نثارَ الرّيشِ تحفظُه
أغصانُ أمسٍ لنُهدي للفضا قمرا
مرّوا وقد وقفَ النهرانِ أُضحيةً
إذ سالَ نبعٌ كفيفُ الماء منبهرا
حتّى أهاجوا قِباباً كُنَّ ملتجأً
حيناً كشفن لهم صدرا بعطر ثرى
قوافلٌ نلتجي والعينُ غارقةٌ
تخشى السّكاكين حيث القلب قد نُحِرا
هاذي مروجُك فَكُّ النّارِ يثلمُها
قد أنبتتْ دمعَها إذ وردُها استعرا
مرّوا غماماً وثوبُ الثّلج آيتُهم
من ثوبِهم فصّلوا أجسادنا جمرا
عيّال الظالمي
13\8 \2014•
—