قورينا :
أنا لن أدخل في معركة كنتُ قد خسرتها الأف المرات من قبل مع رجل ,,أمعاندي,, من بنغازي وكنت قد رفعت فيها مناديلي البيضاء معلنآ هزيمتي منذ بدايتها!!. عندما حطّت بنا الطائرة في مطار ,,وارسو,, هذه المدينة ألَّتي رأت كثير من ألعذاب في الحرب العظمى الثانية!. كانت مغطاة باالصوف الأبيض وكانت تملاءُ رأسي حكايات صديقي عنها ألتي يسيل لها لُعاب كل الكلاب القادمة من الصحراء. نعم صديقي الذي زار وارسو أكثر من أي مواطن بولندي أخر, وعندما سقط حتى صلعته فى حب تلك العجوز,,إيلونا,, باع سيارته ورهن بيته مرتين وصار مُدينآ لكل أهل الحي بمافيهم أمام المسجد! وصار يخدم ,,برويطة,, في الفندق البلدي أيام الجُمعة لكي ,,إيحوش,, ثمن تذكرة,, لزيارة حبيبته البولندية ألشقراء!. وكان يقسم بأنَّ عجوز بولندية خير من الف ,,شباب,, من بنغازي خاصة إنَّ العجوز ,,إيلونا,, شهدت احرب وأنك في وارسو تستطيع أن تعيش ملك بمئة دولار ولمدة شهر كامل! وأنا محفظتي مليئة بمئات الدولارات ورأسي تزدحم فيه الأن حفنة من حكايات صديقي. كنّا خمسة وكان هذا في قلب شتاء أوروبا. وكانت بولندة تعيش شيوعية حمراء بائسة! . أنت تستطيع هنا أن تؤاجر حتى قطار يطوف بك كلَّ بولندة وبحفنة صغيرة من الدولأرات! قال صديقي الَّذي كان مثل ,,روميس,, بين بنغازي و ,,وارسو,,!. ولكن كل ما نحتاجه الأن ,,بولمينوا,, أو ,,فردينة,, لم تطالها القنابل النازية لكي تحملنا نحن الخمسة و ,,فاليدجانتا ألمرصوصة حتى فمها,, ببنطلونات ,,الجينز,, الرخيصة جدآ والمصنوعة في الصين, نعم لقد هجمنا على سوق ,,التركة,, وأفرغناه تمامآ من ألسلعة المقلدة, لقد أقسم لنا صديقنا,,براس,, أيلونا,, بأنك ببنطلون واحد تستطيع أن أن تآسر قلب عذراء, حقآ إنَّ لسوق ,,التركة,, فوائد, لكن صديقي هذا أسرت قلبه عجوز لها ذكريات ساخنة مع جنود الألمان وفقدت نصف أسنانها من الفرط في شرب ,,الفودكا,,!. وحدث مايخشاه الرجل القابع في الكُرسي الخلفي! -كيف؟ قال صديقي, غيروا الطريق! إنِّي لأ أرى ,,حانة ميلوفيتش,,! أنا نعرف بولندة كيف مانعرف ,,بير الكلبة,,! أكيدة غيروا الطريق!.هذه علامتي إلى منزل ,,إيلونا,,. لكن أرجا أشوية, خش عل ألليمين, قال صديقي بلهجة بنغازية, ,,فيه قابينة ضي,, كان صدقني ربِّي, وكان يحك في رأسه على عادة النبهاء من بنغازي!! لكن السائق كان يقراء لغة يديه! وبعد ساعات كان قد طاف بنا بولندة الكبيرة ونحن لم نتجاوز أسوار ,,وارسو,, وكان قد فقد صبره. أيوه..!! صرخ ,,المعاندي,, هذا هو الشارع! قلتلكم نعرف بولندة! وكنا في منتصف شارع!!, وكان الثلج يتساقط مثل كرات قطن, وكانت درجة حرارة ألليلة عشرين تحت الصفر. ولم يمضي وقت طويل حتى صرنا مثل أشباح من شخصيات ,,كاسبرو,, الكرتونية! صار البرد ينخر في عظامنا, وكنا على وشك أن نتحوّل إلى تماثيل. وفجأة ,,عيط,, صديقي وقال ,,أهوا الحوش,, في ثقة رجل من شارع ,,قصر حمد,,. لكن أرجا! الحوش كان لونه خضر!!! أزعمك زووقاته!!! أقسم لكم بذراعي ليمين هذا حوشها, لكن أرجوا, ممكن في الجهة لخرا.. قال وهو يحكُ بطنه! لكن لم يكن هناك أي بيت بابه أخضر!
اوأقسم بذراعه الأيسر أنَّ لأشك في أنه الشارع! وبعد وقت قليل كان قد فقد كل أعضائه بما فيها رأسه! إنه شيئ لأ يُطاق, سوف نموت من البرد, وبعد أن فقد كل أولياء بنغازي بما فيهم ,,سيدي عبد الجليل,, رؤاسهم الميتة, قلت لماذا لأ نطرق على أحد الأبواب ونسأل! نحن سنموت في أي لحظة! وتقدمتُ وطرقت باب كان لونه أزرق وبعد دقيقتين فتحتْ الباب عجوز مثل عفريتة, وصرخت ,,أمراجع,,… وصرخ هو ,,إيلونا,, وتعانقا مثل عشيقين . لقد كان ,,أمراجع,, مصاب بِعمى الأ لوان! . وبعد شهر رجعنا إلى بنغازي, بعد أن فقدنا كل دولأرتنا, محملين بخمسة ,,فاليدجات,, مليئة بسراويل ,,الجينز,, الرديئة وحكايات لن يسيل لها لُعاب حتى دودة! كان أمراجع في الأسبوع ألثاني ,,أيدلل,, في سوق الظلام بعقد أمه حالمآ بليلة دافئة مع العجوز………العفريتة إيلونا,,!. .
—