العراق اصل العراقة .. وهو كذلك عريق .. فعلى اديم ارضه ولد اول حرف فتعلم الناس منه كيف يكتبون وكيف يقرأون وكيف يدونون تفاصيل حياتهم .. ومن اهواره انطلقت اول جملة موسيقية لترسم الفرح في نفوس البشرية .. وفوق ترابه نشأت اول مسلة للقوانين علمت البشرية كيف تحمي حقوقها وكيف تبني ارادتها
في العراق كان موعد البشرية مع اول حضارة عرفها التاريخ قبل سبعة الاف عام لتكون هذه الحضارة زينة للدنيا وبهجتها ومن عجائبها التي يشار لها باطراف البنان .. من اسد بابل نستمد القوة وبجنائنها المعلقة انبهر العالم اجمع .. لدينا الزقورة والمسلة والحضر ولكش وكيش .. في ارضه الحدباء وسر من رآى .. فيها بغداد ونينوى والبصرة وبابل وذي قار وميسان واينانا والبطحاء .. فيه الكرخ والرصافة وما بينهما عيون المها اللائي جلبن الهوى للمحبين من حيث يدرون ولا يدرون .. فيها دجلة الخير وام البساتين التي يلوذ فيها العاشقون لوذ الحمائم بين الماء والطين ..فيها فرات الحب والثورة من الطف الى الرميثة وخان ضاري وثورة العشرين .. فيها بيوت الله التي يؤتى الله منها .. فيها النجف وكربلاء والكاظمية والاعظمية وسامراء .. تحت اديم ارضه يرقد بسلام الانبياء والاولياء .. فيها استوت سفينة نوح على الجودي واقلعت السماء عن مائها لينقذ الله الارض ومن عليها من الهلاك الاكيد .. هو عراق المتنبي الذي نظر الاعشى الى ادبه واسمعت كلماته من به صمم .. عراق الجواهري الكبير الذي حيا دجلة عن بعد وتغنى بالعراق حد البكاء والوجع (سهرت وطال شوقي للعراق وهل يدنو بعيد باشتياق) .. هو عراق السياب الاجمل حتى حين يلفه الظلام (الشمس اجمل في بلادي من سواها والظلام – حتى الظلام هناك اجمل فهو يحتضن العراق) .. هو عراق النخلة السامقة التي تغزل بها القرآن الكريم(والنخل ذات الأكمام)
هو ارض الرحمة والخلود .. هو ارض المجد والصمود .. هو ارض المحبة والعظماء من الجدود .. هو العراق الواحد الموحد مذ خلقه الله ليكون منارا وعلما يهتدي الغداة به .. ومنذ ان اشرقت شمس الله على اديم ارضه وهو عراق واحد لايقبل القسمة على اثنين .. لم يعرف اهله الفرقة والاختلاف وان اختلفوا فمن باب الرحمة والائتلاف .. لهذا فقد حباه الله بالخير الوفير سال له لعاب الاشرار الطامعين الذين حاولوا على مدى الدهور والازمان زرع الفرقة والبغضاء والشحناء بين ابناء العراق الذين ابوا الا ان يكونوا يدا واحدة لايقبلون التفرق لانهم يعلمون ان تفرقوا تكسروا احادا ونالت منهم ذئاب الفلوات التي تستهدف القاصين منهم والضائعين في اتون المؤامرات ..مؤامرات يشتد اوارها اليوم للنيل من وحدة عراقنا الصامد .. ولكن هل نحن مدركون فداحة مايحيط بنا من مخاطر جسيمة ؟؟ .. اعتقد ان الجميع مدركون لذلك الا البعض الذين يتحركون مع اتجاه بوصلة مصالحهم .. وهذه البوصلة جرت علينا الكثير من المآسي حتى بلغ السيل الزبى وما عاد في قوس الصبر منزع لاحتمال المزيد .. وهاهو العيد يطل علينا وقلوبنا يلفها الحزن وقد سارع شذاذ الافاق الى اقامة حفلات الموت المجاني للتعبير عن (فرحهم بالعيد) ويقدموا لنا العيدية بطريقتهم الخاصة فذبحوا خان بني سعد من الوريد الى الوريد ..
في العيد ينتظر الاطفال العيدية .. ونحن مثل الاطفال ايضا نبحث عمن ينفحنا عيدية تطيب نفوسنا وتفرح قلوبنا.. والعراق هو عيديتنا التي نريد …. فارحموا العراق يرحمكم الله .. كل عام والعراق واهله بالف خير.. كل عام والعراق عيديتنا الجميلة ..
—
مقالات ذات الصلة
14/10/2024