مشرق الحبيب :
تكتبينَّ القصص
وهذا ما يجعلُ للحياةِ رئةً كمنطاد
وفماً كمصبِ النهرِ
ما يجعلها اكثر حكمةً
كشجرةٍ دونت عليها مذكرات الحكماء
عيناك نافورتانِ
يتدفقُ منهما الزهرُ
والسماءُ الذائبةُ مع المطرِ
تبردُ حر الفراغ
تبللُ الحروف
تمدها كشلال
بين السماء والأرض
والبريق الطافي عليهما
يكفي لأضاءة الطرق
التي ذر عليها الليلُ
غبارهُ الأسود
ويكفي لأضاءة مكتبكِ الصغير
اقلامكِ شعاعُ ضوءٍ
وأنت يراعة السجين
أوراقكِ هواءٌ
وأنت ندى الفجر
محبرتكِ بركة ماء
وأنت المطر
وجداول النهر
فاكتبِ للشمس
حين تكون وردة حمراء في الظهيرة
للقمر حين يكون قطن في الليل
يناموا عليه العشاق
وللحب حين ينتحل معنى الصداقة
اكتب لهذا العالم
كطفلٍ ضائعٍ يتركُ أثر قدمهِ
لكي يجدهُ أباه
فكفا يداكِ كغلافينِ
لنهاية وبداية العالم
—