“عمالقة وعواصف.. إجابات لأسئلة محيرة” عنوان أحدث كتاب صدر من تأليف المفكر المصري الكبير د. مصطفي عبد الغنى، ومن خلال هذا الكتاب الصادر عن دار غريب بالقاهرة يدرك القارئ المتابع للمشروع الثقافي الذى يتبناه د. مصطفي منذ عدة عقود من الزمان أن هذا المشروع قد وصل إلي قمة نضجه ووعيه، حيث تقوده يد ربان ماهر، يدرك عن وعى تام مشكلات المثقفين العرب والمصريين منهم علي وجه الخصوص، فهذا الكاتب المهموم بحال المثقف العربي الذى وطأته أقدام العصر الحالي، لا يزال يتمسك ببريق الأمل فى إعادة المثقف إلي خريطة الإنسان الفاعل، فهو “المثقف المقاوم” الذى يواصل المقاومة غير عابئ بأمواج بحر الحياة المتلاطمة، وهو المثقف القومى صاحب “أقنعة الغرب”، وهو المثقف الإسلامى صاحب “الأوقاف علي القدس”، وهو المثقف الشاعر والفنان الذى كتب خمس مسرحيات شعرية تنضح بالوعى والفكر الراقي.
وفى هذا الكتاب الضافي يستدعى د. مصطفي عبد الغنى بوعى شديد عددا من الشخصيات المهمة فى الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية العربية –منهم من توفاه الله ومنهم من لا يزال علي قيد الحياة- ومن خلال استدعاء هذه الشخصيات يحاول أن يجيب عن أسئلة محيرة معلقة، أو كما أسماها المؤلف “أسئلة قديمة ولكنها غير معروفة”، ولهذا فهى ستظل فى مقام الأسئلة التى تحتاج إلي جهد ودأب لم نحاولهما من قبل، ويتضح من سياق المعالجة أن الكاتب يستخدم أدوات فكرية تشير إلي قربه من هذه الشخصيات، سواء عن طريق القراءة والدراسة، أو عن طريق الصداقة، أو حتى عن طريق رابطة العمل.
ومن أهم هذه الأسئلة التى طرحها الكاتب هى ماذا نعرف ولماذا نعرف عن تلك الشخصيات؟ ويقول د. مصطفي عبد الغنى: “إن مجرد طرح هذه الأسئلة يثير أمامنا يثير أمامنا مفارقة حادة.. إنها مفارقة لم نتعود عليها بالنسبة إلي عديد من شخصيات المثقفين فى مصر، وهو يحتاج إلي توضيح أكثر، فكلنا يعرف –أو يعتقد أنه يعرف- شيئا أو أشياء عن جمال الدين الأفغانى أو عبد الله النديم أو طه حسين.. وغيرهم، والأجدر أن نقول: ومن منا لا يعرف الأفغانى والنديم والحكيم وطه حسين ومحمد حسنين هيكل وإحسان عبد القدوس وصلاح جاهين؟… ملمحا إلي أنه لا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه عن شخصيات التى نظن أننا نعرف كل شئ عنها حيث أنها قد لعبت أدوارا مهمة فى تاريخنا الحديث والمعاصر.
ومن الجوانب التى يتطرق إليها المؤلف فى هذا الكتاب، الحديث عن عبد الله النديم كمصلح اجتماعى حيث يعد –فى رأيه- رائدا للقومية العربية، وعن الأفغانى كرائد للفكرة العربية، ثم يطرح أسئلة فى غاية الأهمية وسرعان ما يجيب عنها فى سياق سطور الكتاب:
-كيف كان الرأى العام حول طه حسين صاحب كتاب “فى الشعر الجاهلي الذى أثار أزمة عاصفة فى النصف الثانى من العشرينات حتى اليوم؟
-ما موقف النديم خطيب الثورة المفوه وتلميذ الأفغانى؟
-ما موقف العقاد ابن العصر الليبرالي من ثورة يوليو عبر سنوات طويلة قبل رحيله؟
-من هو توفيق الحكيم الذى لقب بعدو المرأة وصاحب “عودة الروح” والذى لقب فى فترة لاحقة أيضا بصانع الأقنعة وصاحب “عودة الوغى”؟
-وما العلاقة بين الوجه والقناع؟
-ما علاقة إحسان عبد القدوس بالسياسة؟.. وما علاقة يوسف إدريس بالاقتصاد؟
وهكذا تزداد الأسئلة وتتعدد الإجابات، وهى إجابات تكشف بشكل مباشر عن جوانب غير منظورة لهذه الشخصيات، ونضرب مثلا علي أهمية تلك الأسئلة –التى ربما لم ينتبه إليها الكثيرون- بالسؤالين الأخيرين:
ما علاقة إحسان عبد القدوس بالسياسة؟.. إنه لم يكتب فى السياسة حتى أدخل عنوة علي مقهى فى الشارع السياسي فى السبعينات بعد أن أُدخل السجن فى أزمة 1954م ولم يخرج منه قط، اللهم إلا فى دروب كئيبة عرف فيها القصة وهرب إلي الرواية واقترب من فن الكتابة الأدبية، وحتى حينما أمر الرئيس أنور السادات فى السبعينيات أن يكتب فى السياسة لجأ إلي أسلوب أشبه بفن “الأبيجراما”، هذ الفن الذى يدور فيه الحديث حول قضية معينة بين اثنين أحدهما من جيل والآخر من جيل، بهدف التلغيز أكثر من الإفصاح.
وما علاقة يوسف إدريس بالاقتصاد؟.. ما علاقة يوسف إدريس باقتصاد السوق وشركة الدخان وانفتاح السبعينات الذى وصل وصل مداه السيئ فى الثمانينات بعد رحيله؟
وهكذا الأسئلة التى يطرحها الكتاب، فما أن يجيب عنها ويزيل عنها علامات الاستفهام، حتى يفاجئ القارئ بوضع الكثير من علامات التعجب بدلا منها، وهو ما يمنح الكتاب قيمة إضافية تؤكد أنه سثري المكتبة العربية بشكل كبير.
وفى هذا الكتاب الضافي يستدعى د. مصطفي عبد الغنى بوعى شديد عددا من الشخصيات المهمة فى الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية العربية –منهم من توفاه الله ومنهم من لا يزال علي قيد الحياة- ومن خلال استدعاء هذه الشخصيات يحاول أن يجيب عن أسئلة محيرة معلقة، أو كما أسماها المؤلف “أسئلة قديمة ولكنها غير معروفة”، ولهذا فهى ستظل فى مقام الأسئلة التى تحتاج إلي جهد ودأب لم نحاولهما من قبل، ويتضح من سياق المعالجة أن الكاتب يستخدم أدوات فكرية تشير إلي قربه من هذه الشخصيات، سواء عن طريق القراءة والدراسة، أو عن طريق الصداقة، أو حتى عن طريق رابطة العمل.
ومن أهم هذه الأسئلة التى طرحها الكاتب هى ماذا نعرف ولماذا نعرف عن تلك الشخصيات؟ ويقول د. مصطفي عبد الغنى: “إن مجرد طرح هذه الأسئلة يثير أمامنا يثير أمامنا مفارقة حادة.. إنها مفارقة لم نتعود عليها بالنسبة إلي عديد من شخصيات المثقفين فى مصر، وهو يحتاج إلي توضيح أكثر، فكلنا يعرف –أو يعتقد أنه يعرف- شيئا أو أشياء عن جمال الدين الأفغانى أو عبد الله النديم أو طه حسين.. وغيرهم، والأجدر أن نقول: ومن منا لا يعرف الأفغانى والنديم والحكيم وطه حسين ومحمد حسنين هيكل وإحسان عبد القدوس وصلاح جاهين؟… ملمحا إلي أنه لا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه عن شخصيات التى نظن أننا نعرف كل شئ عنها حيث أنها قد لعبت أدوارا مهمة فى تاريخنا الحديث والمعاصر.
ومن الجوانب التى يتطرق إليها المؤلف فى هذا الكتاب، الحديث عن عبد الله النديم كمصلح اجتماعى حيث يعد –فى رأيه- رائدا للقومية العربية، وعن الأفغانى كرائد للفكرة العربية، ثم يطرح أسئلة فى غاية الأهمية وسرعان ما يجيب عنها فى سياق سطور الكتاب:
-كيف كان الرأى العام حول طه حسين صاحب كتاب “فى الشعر الجاهلي الذى أثار أزمة عاصفة فى النصف الثانى من العشرينات حتى اليوم؟
-ما موقف النديم خطيب الثورة المفوه وتلميذ الأفغانى؟
-ما موقف العقاد ابن العصر الليبرالي من ثورة يوليو عبر سنوات طويلة قبل رحيله؟
-من هو توفيق الحكيم الذى لقب بعدو المرأة وصاحب “عودة الروح” والذى لقب فى فترة لاحقة أيضا بصانع الأقنعة وصاحب “عودة الوغى”؟
-وما العلاقة بين الوجه والقناع؟
-ما علاقة إحسان عبد القدوس بالسياسة؟.. وما علاقة يوسف إدريس بالاقتصاد؟
وهكذا تزداد الأسئلة وتتعدد الإجابات، وهى إجابات تكشف بشكل مباشر عن جوانب غير منظورة لهذه الشخصيات، ونضرب مثلا علي أهمية تلك الأسئلة –التى ربما لم ينتبه إليها الكثيرون- بالسؤالين الأخيرين:
ما علاقة إحسان عبد القدوس بالسياسة؟.. إنه لم يكتب فى السياسة حتى أدخل عنوة علي مقهى فى الشارع السياسي فى السبعينات بعد أن أُدخل السجن فى أزمة 1954م ولم يخرج منه قط، اللهم إلا فى دروب كئيبة عرف فيها القصة وهرب إلي الرواية واقترب من فن الكتابة الأدبية، وحتى حينما أمر الرئيس أنور السادات فى السبعينيات أن يكتب فى السياسة لجأ إلي أسلوب أشبه بفن “الأبيجراما”، هذ الفن الذى يدور فيه الحديث حول قضية معينة بين اثنين أحدهما من جيل والآخر من جيل، بهدف التلغيز أكثر من الإفصاح.
وما علاقة يوسف إدريس بالاقتصاد؟.. ما علاقة يوسف إدريس باقتصاد السوق وشركة الدخان وانفتاح السبعينات الذى وصل وصل مداه السيئ فى الثمانينات بعد رحيله؟
وهكذا الأسئلة التى يطرحها الكتاب، فما أن يجيب عنها ويزيل عنها علامات الاستفهام، حتى يفاجئ القارئ بوضع الكثير من علامات التعجب بدلا منها، وهو ما يمنح الكتاب قيمة إضافية تؤكد أنه سثري المكتبة العربية بشكل كبير.
kalemat.nasser@gmail.com