شمالي وادي الرافدين يتعظ من جنوبي وادي النيل ..تَذْكِرَةٌ
رئيس جنوب السودان سلفا كير وقع الجمعة مرسوما ينص على زيادة عدد الولايات من 10 الى 28 ما سيعرقل آلية تقاسم السلطة التي تم التفاهم حولها في اتفاق السلام الذي يهدف الى وقف الحرب الاهلية التي تدمر بلاد جنوب السودان منذ كانون الأول 2013م. الجمعة، سرق عدد كبير من المسلحين من طاقم المنظمة معدات طبية وتقنية واليات ولوازم شخصية. وتكرر الامر في اليوم التالي.
دخل جنوب السودان في حرب شرسة في كانون الاول 2013م عندما اتهم كير نائبه السابق رياك مشار بالتخطيط للانقلاب عليه. وخلف العنف عشرات القتلى وقسم البلد الفقير على اسس اثنية. اليوم 7 تشرين الأول 2015م حذر المتمردون في جنوب السودان من احتمال “العودة الى الحرب” اذا نفذت الحكومة خطتها بزيادة عدد الولايات في البلاد ثلاثة اضعاف في اجراء يمكن ان يقوض في رأيهم اتفاق السلام الذي وقع في نهاية آب. اعلن الوسطاء الدوليون وبينهم بريطانيا والنروج والولايات المتحدة ان هذا المرسوم “يتناقض في شكل مباشر” مع اتفاق السلام الذي وقعته الحكومة في 26 آب، فيما دعا الاتحاد الاوروبي جوبا الى “الامتناع عن المضي” في زيادة مراكز السلطة في البلاد.
وقال الناطق باسم المتمردين مابيور قرنق ان “هدف هذا القرار الاحادي هو اثارة المشاعر القبلية لشعوب جنوب السودان لتكون هناك عودة الى الحرب”.
وحذر من ان تطبيق هذا المرسوم الرئاسي ” قد يؤدي في الواقع الى انهيار” اتفاق السلام.
وينص الاتفاق على تقاسم المراكز التنفيذية المحلية في عشر ولايات بين الحكومة والمتمردين. وفي شمال البلاد الغني بالنفط حصل المتمردون على مراكز حكام ولايات الوحدة واعالي النيل وجونقلي.
وترى الحكومة ان انشاء ولايات جديدة – ستقسم ولايات الوحدة واعالي النيل وجونقلي التي تعد ميادين القتال الرئيسية، الى 10 ولايات – سيؤدي الى تسهيل تحقيق اللامركزية في السلطة.
لكن مابيور قرنق رأى انها “مجرد محاولة جديدة (من قبل بعض عناصر) حكومة سلفا كير لاخراج عملية السلام عن مسارها”.
وفي بيان مشترك، اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني والمفوض الاوروبي للشؤون الانسانية خريستوس ستيليانيدس ان هذه الخطوة “تتنافى نصا وروحا” مع اتفاق السلام.
وليتم تبني المرسوم لا بد من اقراره في البرلمان وغالبيته مؤيد لكير. ويفترض ان يتم ذلك في نهاية تشرين الاول.
منظمة اطباء بلا حدود اعلنت الثلاثاء انها اضطرت الى تعليق عملياتها في مدينة لير بولاية الوحدة، وذلك للمرة الثالثة منذ كانون الاول 2013م بعد تعرض مقرها لهجومين شنهما مسلحون نهاية الاسبوع الفارط.
وسبق ان سحبت المنظمة طاقمها الاجنبي من لير في ايار بسبب تصاعد وتيرة المعارك في المنطقة. ثم كانت اول منظمة غير حكومية تعود اليها في تموز بفريق محدود.
جنوبي السودان تمرد على العاصمة (الخرطوم) بدعم الغرب على أساس ديني مسيحي واجبرت وقائع مماثلة اللجنة الدولية للصليب الاحمر على ان تتخذ يوم الاثنين القرار نفسه في لير. ومن شان قراري المنظمتين ان يحرما السكان مساعدات طبية حيوية.
—