عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة، بالتعاون مع “رابطة الأدباء والفنانين والصحفيين المندائيين في العالم”؛ صدرت المجموعة القصصية «كلمات في دائرة مغلقة» للقاص والكاتب المندائي الراحل “حسني الناشي”.
المجموعة تقع في 296 صفحة من القطع المتوسط، وتتضمن 41 قصة قصيرة متنوعة، تمَّ جمعها ونشرها بعد رحيل المؤلف عن عالمنا. لوحة وتصميم الغلاف إهداء من الفنان “مازن لطيف”.
قدَّم للمجموعة القاص والروائي والناقد “هيثم نافل والي” عضو اللجنة التحضيرية لرابطة الأدباء والفنانين والصحفيين المندائيين… ومما جاء في المقدمة:
( الصدفة هي التي جمعتني وعرّفتني بشخصية القاص القدير “حسني الناشي” من خلال أدبه القصصي المشحون بالعواطف الإنسانية الظاهرة التي لا يخلو منها مشهد، أو حدث، أو تصوير، أو جملة.. ومن يطالع أدب الناشي سيجد ما أقوله بوضوحٍ تام كالقمر في تمامه.. بل أستطيع أن أجزم بأن قصصه التي قيدناها في كتابه هذا ما هي إلا جسده، فرحه وحزنه، شوقه ووجده، لوعته وآهاته وألمه.. إن لم تكن حياته كلها.. منذ ولادته وحتى آخر نبض نطق به قلبه الرحيم، الكبير، العطوف المجلل بالحب لكل من حوله وكأن كل الناس أهله.
كان الناشي عليماً باللغة العربية، خبيراً لها، فجاءت كتاباته بلغة شعرية راقية، مؤثرة، إنسانية وتكاد تجعل الصخور تحس وتشعر لحميميتها ورقتها وانسيابيتها.. ناهيك عن لغة الوصف التي برع فيها وأجاد، فمثل لنا صورًا ومشاهد قلّ مثيلها في تاريخ القصة القصيرة العربية المعاصرة التي بدأت على يد محمود تيمور رحمة الله وميخائيل نعيمة عام 1927، ونعتقد بأن حسني الناشي قد أكملها بذات القوة دون مبالغة.
– ولد القاص الكبير حسني الناشي عام 1941 محبًا للآداب منذورًا لها..
– تخرج من دار المعلمين عام 1958 ثم أكمل دراسته الجامعية فحصل على بكالوريوس آداب الجامعة المستنصرية عام 1975.
– زاول مهنة التعليم لأكثر من ثماني وعشرين عاماً
– حازت مجموعته القصصية المسماة “لحظات من الجنون” موافقة وزارة الثقافة والإرشاد في حينها عام 1964 ولم يوافق قاصنا على نشر مجموعته لأسباب شخصية تتعلق به.
– نشر أول قصصه القصيرة في صحيفة غير حكومية عام 1966 بعنوان “الشارع ومصباح النيون” وكان النشر متأخرًا قياسًا لبداياته المبكرة في الكتابة.
– صدرت له مجموعة قصصية تحت عنوان “قوة الأشياء في شيبا” عام 2002 قبيل رحيلة الذي صادف 24-12-2002 بفترة قصيرة.. ثم بجهد خالص وبوفاء عظيم من زوجته تم طبع وإصدار مجموعته القصصية الثانية تحت عنوان “المعطف”.
– في سنوات حياته الأخيرة خانه بصره ولم تخنه بصيرته.. ظل يملي على زوجته وابنته أنسام ما يريد كتابته.. صارتا في تلك الفترة العصيبة القلقة الحزينة عينيه ويديه.. فخطتا وفيتا العهد باليد روايته التي لها معنى ومعاناة ما كان يحمل “خطوط مائلة” لأنه في تلك الفترة لم يعد يرى الأشياء التي تحيطه إلا خطوطًا واهية وبشكل مائل.
– في حزيران من عام 2015 منح القاص حسني الناشي عضوية فخرية، شرفية من قبل رابطة الأدباء والفنانين والصحفيين المندائيين للجهود التي بذلها من أجل إعلاء الكلمة التي ناضل من أجلها ويعتبرها الفعل والحركة والتطور..
من قصص المجموعة:
مع الفجر تأتون وأمضي / غدًا، وعلى مدى العمر / الورد لغة / فضاءات فسيحة / شواطئ نائية
بقايا رؤى من حلم مجنون / الشارع ومصباح النيون / شيء اسمه الماضي / إنه المطر / المفقود
يوم في حياة المواطن “عبد الله المدهوش” / أصداء في ليل طويل / صورة من الماضي / انتباهة
دموع في شارع مزدحم / لقاء في صبيحة يوم رمادي / عشاء لقِطة مي / كلمات في دائرة مغلقة
—