وانتبذت حقول البرتقال
* الى ابراهيم.. روحاً.
نم هكذا، وانتعش برحلتك..
لست كالآخرين.
ما كان الآخرون يمتلكون زهوك..
كيف تسنّى للموت أن يعبث فيك
وهو يعرف اشتهاء الحياة ليديك..؟
كدت تحلّق بجسد نحيل
لولا ثقل همومك!
خذلتك الريح..
كان عليها حملك قبل أن تهرس الأرض عظامك.
أما استحت منك..؟
أما استحى التراب من أصابعك البيض..؟
بمن فكّرت لحظتها:
بالجدار وأنت تنزلق منه..؟
بالعيال ينتظرون عودتك..؟
بمن استنجدت لحظتها:
بالفراغ، بالتراب، بأجنحة العصافير..؟
لم تمت..
ما زالت تدحو ضحكتك في المرايا
وتعلّم الطيور كيف يكون الغبار أجنحة
والموت حياة!
خلتك هناك تنظر الينا:
يملؤنا بريق ناظريك
يملأ دارتك وسنوات عمر انزلق من بين يديك.
لم تمت..
لكنك انتبذت حقول البرتقال.
لم يمزّق الخوف شراعك
ولم يقتحم أسوارك العالية..
أنّى له ذلك ومراعيك خصبة
ولياليك مضاءة.
اعطيته ما لا يستحق: الموت.
نم هانئاً برحلتك.
(البصرة-16/3/2001)