كثيراً ما نربط المسرح بالمجتمع أو نعطي تفسيرا اجتماعيا للمسرح في جميع أشكاله ، باعتباره صورة من الواقع الاجتماعي. ومجمل الآثار الأدبية التي كُتبت في فترات التغيرات الفلسفية كانت تنتقل بمجتمعاتها من حال إلى حال. وفي هذه الفترات كان المسرح ولا يزال أقدرَها على تصوير المجتمعات بتحولاتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. باعتبار المسرح فن صدامي من خلال صراع الأيدلوجيات الغائبة أو ألمغيبه والحاضرة في ظل مواقف مختلفة بين الأفراد حول العالم والمجتمع والإنسان ، وسبب في ذلك أن الأيدلوجيات تقوم على الأفكار والعواطف والمواقف السياسية … وهي تتسم بالأسلوب الإصلاحي أو الثوري الذي يهدف الى تغير الواقع وظروف المجتمع أذ شملت (الإيديولوجيا) كلَّ منهج فكري طالب بتحرير الإنسان من الظلم وسعى إلى تحقيق العدالة والمساواة بين ألإنسان وأخيه ، فإذا كانت هذه الأفكار أو المواقف داعية الى تغير جزئي دون المساس بالحكم فأنها دعوة أصلاحية، أما أذا كانت داعية الى التغير الشامل فأنها هدم لكل الأيدلوجيات السائدة ودعوة ثورية الى تبني أيدلوجيات جديدة لتغير الواقع عن طريق مواقف فكرية أو لعقيدة سياسية معبره عن قضايا المجتمع ، وهذا الأمر الذي انعكس في الدراما وفي عدة اتجاهات تجديدية في التأليف المسرحي منها ملحمي وسياسي وتسجيلي في حين أن المسرح ما هو ألا مظهر من مظاهر السياسة أذا اتفقنا على تعريف السياسة أنها مجموعة الأفكار أو الفلسفة التي تشكل نظرية الحكم التي بتم في ضوئها تنظيم العلاقات الأفراد والمجوعات في المجتمع وفق قوانيين وقيم معينه تحكم توزيع السلطة والمال وتحدد الأدوار ومناطق التحرك للإفراد والجماعات فأن أية مسرحية مهما كان شكلها أو مذهبها فلابد أنها تتضمن خلفية أيديولوجية تشكل نظام فكري وسياسي واجتماعي لكاتبها ، أذ من ممكن القول أن نشوء
ما يعرف بالمسرح السياسي , ليس وليد القرن العشرين بقدر ما نجد في أعمال العديد من الكتاب الإغريق والى يومنا الحاضر ، فمن خلال المراجعة التاريخية نجد ثلاثة أنواع من المسرح السياسي الأول ما يدعى (مسرح السياسي إصلاحي) وهو نوع من المسرحيات التي تتعرض بالنقد لبعض مظاهر السياسة السائدة في المجتمع وأخطائها في مظاهر التطبيق ، كما جاء في مسرحية ( أيسخيلوس ) (برميثوس مغلولاً) ومسرحية (اريستوفان) (الفرنسان) التي يشن فيها هجوما على السياسيين في عصره دون الانتقاد لفلسفة الحكم نفسها والنوع الثاني تمثل في ما يعرف ( مسرح سياسي ثوري ) وهو نوع من المسرحيات التي تدعو الى استبدال سياسية حاكمة بأخرى ، وبشكل جذري وشامل ، ويشير الباحثين في هذا الجانب الى ( شيلي) باعتباره أول أديب اشتركي قبل ظهور (كارل ماركس) والفرق الوحيد بينهما هو أيمان بالقدرة على التغير الجذري عن طريق الحب والحرية والتنوير على عكس (كارل ماركس) الذي رأى حتمية صراع الطبقات. أما النوع الثالث (مسرح فكري سياسي) غير ملتزم وبأيديولوجيا محددة يقوم على جدل الأفكار وصراع الفلسفات ، كما في مسرحية (يوليوس قيصر ) (لوليم شكسبير ) من خلال الوضع المزدوج (لبروتس) في قصة اغتيال (قيصر) بين صديق خائن ومصلح لخط الحكم . وترى الدراسة أن الأنواع والتقسيمات أنفة الذكر ، ما هي ألا انعكاس دعوات الى الإصلاح الاجتماعي في أطار التغير الإيديولوجي بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، وكما يقال لا جديد تحت الشمس ففي القرن العشرين نجد رواد المسرح الحديث لجؤ الى أبتكار حرفية جديدة للمسرحية عن طريق الإنتاج أو التأليف التي تميزت بطابع أيدولوجي وسياسي على خلفية مسرح لا أرسطي كما كانت الخطوة المهمة في القرن العشرين ، أذ نشأ ما يعرف بالمسرح الملحمي على وجه التحديد ، بعد الحرب العالمية الأولى ، وهو في جوهر نشأته ألماني يرجع الى الاديب المخرج بسكاتور الذي حاول إلغاء الإشكال القديمة في مسرحه من خلال الفكرة السياسية بالإطار الثوري الايدلوجي بشعارات زعماء الفكر الاشتراكي (ماركس وأنجلز ولينين) وقتذاك وغيرهم ، وهي نفس الأفكار التي أعتنقها (بروتولد بريخت) على خلفيته أيدلوجية ماركسية تؤمن بالفكر الصراعي الذي ينطوي على أن لكل نظام أجتماعي يكون متوازناً في لحظة معينة ومختل عندما تزداد عوامل التغير ولكل نظام أجتماعي قوتان : قوة تميل الى الهدم والإخلال بالتوازن ،وأخرى تعمل على البناء وإعادة التوازن فلا يعود المجتمع لحالته الأولى أذ يحيل (ماركس) الصراع الاجتماعي للعامل الاقتصادي ونظام الملكية ، و هذا الفكر الصراعي ليس بجديد ، ومن أبرز المفكرين في هذا الاتجاه كان (أبن خلدون) الذي أتخذ من العصبية القبلية مصدر لتفسير تصادم وصراع القبائل في المجتمع البدوي من أجل الحصول على الماء والغذاء ، الى جوار المفكر الايطالية (نيكلو ميكا فيللي) الذي يرى أن المصالح الخاصة مصدرا للصراعات الاجتماعية في حين ذهب ماركس الى أن الصراع الاجتماعي عبارة عن تنازع القوى الاجتماعية فيما بينها من أجل الدفاع عن مصالحها وكيانها ، وعدم تضمن النظام الاجتماعي توازناً في مكوناته الاجتماعية فهو يتكون من طبقتين رئيسيتين هما الطبقة المستغلة أي الطبقة المالكة للسلطة والثروة والطبقة المستغلة أي الطبقة المحكومة فاقدة السلطة والثروة و أي أن الأساس للصراع الطبقي هو توزيع المصادر الاقتصادية بشكل غير عادل يؤدي الى انقسام المجتمع لعدة طبقات متنازعة حول أعادة التوازن فيصبح للطبقة العاملة فكر يبلور طموحها وأهدافها في وعاء أيديولوجي وللطبقة البرجوازية الحاكمة فكر يعكس طموحها وأهدافها في وعاء آخر ونجد نظرة ماركس الى التوازن والتكافئ بين الطبقات الاجتماعية على أنها شيئ وقتي وليس سرمدياً في المجتمع بسب ..قواعد اقتصادية غير متوازنة ومن خلال هذه الصورة مصغرة للماركسية التي انعكس تأثيرها على رواد المسرح الحديث (بسكاتور وبريخت) اللذان وجدا أن ثمة نوعية من الجماهير تتمثل في طبقات الشعب العاملة التي تبدو أحوج الى ما تكون الى المسرح ، أذ أن المسرح في ألمانيا عادة ما يجذب أليه فقط الطبقات البرجوازية فأسندا المسرح لخدمة الطبقة العاملة من الكادحين على خلفية أيديولوجية يتفق عليها كل من بسكاتور بريخت في المسرح البروليتاري باعتبار أن الفن للفن ما هو ألا تسلية عابرة ومؤقتة ولهذا ينبغي أن يكون معملا وتربية أخلاقياً ، فأن بريخت نظر الى المسرح وسيلة من وسائل التعليمية ، أذ أن مسرحه لا يعني كثيرا بعزلة الإنسان ضحية للصراعات الداخلية ، أنما يتجه مباشرةً الى أبراز الانسان السياسي الحامل لبذور الثورة ، والذي هو نموذج طبقته لان المسرح في رائه جزا من الصراع الطبقي ، فهو يؤمن بحكم عقدته السياسية أيمانا قوياً بضرورة الالتزام في المسرح ،أي أن يلتزم الكاتب المسرحي بالتعبير عن القضايا مجتمعه وعصره في السياسة والاجتماع بما يوافق طبيعة التطور ويدفع بالمجتمع في مستقبله الى حياة أفضل وهذا لا يتحقق أذا ظل المسرح أسير مبدأ المحاكاة الارسطية بأن غاية العمل المسرحي أن يقدم صورة أمينة عن لواقع الحياة وأن يوهم المشاهد بما يراه على خشبة المسرح حقيقة واقعه فيتعاطف مع شخصياتها ويضع نفسه محلها ، فقد عارض بريخت مبدأ المحاكاة والتوهم و رأى المسرح رسالة سياسية واجتماعية بعيدة عن أيهام المشاهدين بالحقيقة وطالب الكتاب الابتعاد عن مبدأ المحاكاة للواقع على الطريقة المألوفة في المسرح التقليدي وأن يتحولوا الى ضرب جديد من التأليف تكون غايته عرض (مشاهد ولوحات) تروي أحداثاً ،تعبر في مجموعها عن فكرة أو قضية الى جانب من ذلك أخذ المسرح التسجيلي لرائده (بيتر فايس) خطوة متميزة في محاولة أشراك المشاهد ليما يعرضه من قضايا ، فأنه يتجاوز الى نبذ (القصة ) الى حد بعيد وللاستعاضة عنها بتسجيل صور من الواقع السياسي والاجتماعي لا يربط بينهما خيط من قصة فرد أو أفراد بعينهم ،بل ترتبط بدلالتها على وضع أو قضية في مجتمع تتضاءل فيه قضايا الأفراد في صورتها الذاتية وتتحول الى ظواهر عامة للقضية فهو مسرح أقاويل الصحف الإحصائيات والإذاعات وتحريك المجاميع الذي تختفي فيه شخصية الفرد الواحد. ولذلك يمكن القول أن السياسة بمرجعيات الرأي العام تشكل الجوانب الأيدلوجية للمسرح عبر العصور وهذه الجوانب الأيدلوجية هي مجوعة الأفكار والعقائد والفلسفات التي يتبناها الكاتب المسرحي في طروحاته وتنعكس بشكل أو بأخر في نصوصه المسرحية .
وما يؤكد ذلك ما جاء به الدكتور محمد مندور في ما أسماه النقد الايديولوجي الذي ينعكس وفق التبرير السياسي الى منهج نقدي في الادب والمسرح عموما باعتبارها من أهم وسائل التعبير البشري ، أذ أرتبط النقد منذ أقدم عصور بالعقائد والفلسفات أزداد هذا الارتباط وثقاً في العصر الحديث ، وتداخلت المناهج النقدية فيما بينها وبالعلوم الإنسانية الأخرى ، كالتاريخ ، وعلم النفس ، وعلم الجمال ، وعلم الاجتماع وغيرها ، وتقدم النقد مع تقدم تلك العلوم , وظهرت المناهج النقدية بأشكال مختلفة منها تأثري وموضوعي وتاريخي ونفسي وبنيوي أو المناهج الحداثية وما بعد الحداثية فكان المنهج التأثري والمنهج الموضوعي هما اللذان يتصارعان في النقد في أواخر القرن الماضي وأوائل الحاضر قبل أن تظهر وتسيطر فلسفات جديدة على وظائف الأدب والفن وأهدافها في الحياة ، وهي فلسفات لم تعد تسلم للآداب والفنون بأنهما نشاط جمالي فحسب . وأهم هذه الفلسفات : الفلسفة الاشتراكية والفلسفة الوجودية اللتان نتج عنهما منهج نقدي جديد نستطيع أن نسميه بالمنهج الايدلوجي وهو يسعى الى تبين مصادر الأدب والفن من جانب ، وأهدافه وظائفه من جانب أخر عند الفنان وهو على حد قول مندور مفاضلة بين المصادر والأهداف عند الفنانين والأدباء التي ترتكز على منطق العصر وحاجات البيئة ومطالب الإنسان المعاصر في أطار ما كان يسمى في أواخر القرن الماضي بالفن للفن لم يعد له مكان في عصرنا الحاضر ، الذي تصطرع فيه المعارك الحياة وفلسفاتها المتناقضة ، وأن الأدب والفن قد أصبحا للحياة ولتطويرها الدائم نحو ما أفضل.. وحان الحين لكي يلتزم الأدباء والفنانون بمعارك شعوبهم وقضايا عصرهم ومصير الإنسانية ولم يعد الأدب أو الفن مجرد هروب من الواقع بقدر ما يكون الأديب وعاء لمشكلات عصره يستقي مصادره منها مفضلا التجربة الحية المعاشة على التجربة التاريخية المستعادة ، فأن المنهج الايدلوجي يطالب بعضوية الفنان والأديب في مجتمعه بصورة فاعلة كما يؤكد الدكتور طه حسين في دراسته الأولى للمعري أن الرّجل وماله من آثار وأطوار نتيجةٌ لازمة وثمرة ناضجة لطائفةٍ من العلل اشتركتْ في تأليف مزاجه وتصوير نفسه.. والخطأ كلّ الخطأ أن ننظر إلى الإنسان نظرتنا إلى الشيء المستقل عما قبله وبعده، الذي لا يتصل بشيء مما حوله، ولا يتأثر بشيءٍ مما سبقه أو أحاط به أذن الفنان أو الأديب هو نتيجة لازمه لقضايا عصره الحاضر تأثر وأثر بها ، فالنقد الايدلوجي لا يكتفي بالنظر الى الموضوع فحسب بل يتجاوزه الى المضمون الذي يفرغ فيه الفنان والأديب أفكاره بعيداً عن ألانطواء الى الداخل في اجترار أحلام وأمال خاصة ، فأن مندور يرى أن النقد الايدلوجي في النقد يناصر اليوم عدة قضايا أدبية وفنية كبيرة مثل قضية الفن للحياة ،وقضية الالتزام في الأدب والفن، وتفضيل الأدب أو الفن القائد على الأدب والفن الصدى ، ومن الواضح أن كل هذه القضايا ترتبط بواقع الحياة المعاصرة وقضايا ومعاركها فيما يذهب المنهج الإيديولوجي للدكتور محمد مندور الى الماركسية في تغير طبيعة الانسان ليست هناك واقعية مجردة بل هناك واقعية متشائمة عرفها الغرب في القرن التاسع عشر ، وهي تؤمن بأن الانسان شرير بطبيعته وبحكم تكوين الفسيولوجي نفسه ،وكأنه بذلك شر حتمي لا فكاك منه ألا بأن يغير الانسان من طبيعته العضوية الى جوار واقعية أخرى (متفائلة) لم تنكر وجود الشر في الحياة ألا أنها وليدة ظروف لمجتمع فاسد في تكوينه ، والواقعية المتفائلة ولا ترى أن يكون هذا الشيء مبعث الى التشاؤم لان أسباب الشر من الممكن أزالتها ، وبذلك يعود الانسان خيراً وفي غضون ما ورد على لسان مندور حول هذا المنهج يرى الكاتب أن هناك جملة من الشعارات التي حملها ما أسماه المنهج الايدلوجي منها الالتزام في الأدب أو الفن القائد الغرض منها أدلجة الثقافة لمبررات سياسية وحزبية ضيقة ويتفق البحث مع ما ذهب أليه رجاء النقاش أن أطلاق المنهج الايدلوجي لنقد مندور ، تسمية غير دقيق يقول : ( لان كلمة أيدلوجيا ، تعني النهج النظري أو الاتجاه ، أو كما تقول المعاجم : فن البحث في الأفكار والتصورات . وبالتالي ليس هناك أيدلوجية واحدة بل أيدلوجيات … أذن لا يمكن وصف المنهج بالايدولوجيا .. ونحن نميل الى تسمية منهج مندور بالمنهج الاجتماعي. ولا يرى كاتب هذه السطور أن الفنان والأديب ما هو ألا استجابة لمتطلبات عصره وفق تبني أيدلوجي محدد ، لان ذلك يسلخ حريته ويطالبه بدور اندماجي في أحدى الأيدلوجيات التي ربما تكون مغلوطة في التطبيق ، وبعيداً عن مآخذ منهج ( مندور) فقد حدد وظائف ما يسمية النقد الايدلوجي بثلاث مهام : 1.تفسير الأعمال الأدبية والفنية ،وتحليلها مساعدة لعامة القراء على فهمها ، وأدراك مراميها القريبة والبعيدة وفي هذه الوظيفة يعتبر النقد عملية خلاقة قد تضيف الى العمل الأدبي أو الفني قيماً جديدة وربما لم تخطر للمؤلف على بال ،وأن لم تكن مقحمة عليه .2.تقييم العمل الأدبي والفني في مستوياته المختلفة ، أي في مضمونه وشكله الفني ،ووسائل العلاج كاللغة في الأدب ، والتكوين والتلوين وتوزيع الضوء والظلال في تصوير مثلاً وذلك وفقاً لأصول كل فن مع مراعاة تطور تلك الأصول عبر القرون .3.توجيه الأدباء والفنانين في غير تعسف ولا إملاء ولكن في حدود التبصير بقيم العصر وحاجات البشر ومطالبهم وما ينتظرونه من الأدباء والفنانين ويتبين أن ما يسمى منهج النقد الايدلوجي يميل الى منهج النقد الاجتماعي الذي رفض موقف الفن للفن ودعا الى التزام الأديب في قضايا مجتمعه ، كما يقول الدكتور (علي جواد الطاهر) أن منهج النقد الاجتماعي قد بلور بيان الصلة بين النص والمجتمع الذي نشأ فيه وهي بداية لخط من الدراسيين والنقاد يضعون المجتمع نصب أعينهم حين يزالون النقد بدعوات أصلاحية أو ثورية تكون الاشتراكية – مهما تكون نوعها مادة خصبة فيها ومن أبرز المذاهب التي تبنت منهج النقد الاجتماعي الماركسية والواقعية النقدية فقد تعصب له النقاد الماركسيون ، فأن الماركسية التي هي أشهر متبني هذا المنهج النقدي وقد قدمت – على أيدي (ماركس) و(أنجلز)- عاملاً اجتماعيا آخر من العوامل المؤثرة في تشكيل الأدب ، وهو وسائل الإنتاج أو العامل الاقتصادي بشكل عام ، ومن المسلمات به عند الماركسيين و أن الأساس والمؤسسات والممارسات كالأدب ، التي تشكل البنية الفوقية لذلك المجتمع ، فيما يعد الناقد المجري ( لوكاتش ) أعلى مؤشر في النقد الماركسي ، حيث كان ينظر الى الأدب على أنه ظاهرة تاريخبة اجتماعية لها جذورها في أعماق كفاح الطبقات وهو يرى الأدب يعكس الواقع الاجتماعي والاقتصادي لكنه رفض فكرة أن ثمة حتمية واضحة بين الاثنين ،وهو يحاول أن يبرهن على أن أعظم الآثار الأدبية لا تعيد فحسب أنتاج الأيدلوجيات السائدة في عصرها ، بل تجسد في شكلها نقداً لهذه الأيدلوجيات أي أن الأديب والفنان يلتزم بتقديم موقفه الفكري والفلسفي من هذا الوضع القائم الذي يدور حول قضايا الطبقة العاملة وهمومهما ومشكلاتها.
ما يعرف بالمسرح السياسي , ليس وليد القرن العشرين بقدر ما نجد في أعمال العديد من الكتاب الإغريق والى يومنا الحاضر ، فمن خلال المراجعة التاريخية نجد ثلاثة أنواع من المسرح السياسي الأول ما يدعى (مسرح السياسي إصلاحي) وهو نوع من المسرحيات التي تتعرض بالنقد لبعض مظاهر السياسة السائدة في المجتمع وأخطائها في مظاهر التطبيق ، كما جاء في مسرحية ( أيسخيلوس ) (برميثوس مغلولاً) ومسرحية (اريستوفان) (الفرنسان) التي يشن فيها هجوما على السياسيين في عصره دون الانتقاد لفلسفة الحكم نفسها والنوع الثاني تمثل في ما يعرف ( مسرح سياسي ثوري ) وهو نوع من المسرحيات التي تدعو الى استبدال سياسية حاكمة بأخرى ، وبشكل جذري وشامل ، ويشير الباحثين في هذا الجانب الى ( شيلي) باعتباره أول أديب اشتركي قبل ظهور (كارل ماركس) والفرق الوحيد بينهما هو أيمان بالقدرة على التغير الجذري عن طريق الحب والحرية والتنوير على عكس (كارل ماركس) الذي رأى حتمية صراع الطبقات. أما النوع الثالث (مسرح فكري سياسي) غير ملتزم وبأيديولوجيا محددة يقوم على جدل الأفكار وصراع الفلسفات ، كما في مسرحية (يوليوس قيصر ) (لوليم شكسبير ) من خلال الوضع المزدوج (لبروتس) في قصة اغتيال (قيصر) بين صديق خائن ومصلح لخط الحكم . وترى الدراسة أن الأنواع والتقسيمات أنفة الذكر ، ما هي ألا انعكاس دعوات الى الإصلاح الاجتماعي في أطار التغير الإيديولوجي بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، وكما يقال لا جديد تحت الشمس ففي القرن العشرين نجد رواد المسرح الحديث لجؤ الى أبتكار حرفية جديدة للمسرحية عن طريق الإنتاج أو التأليف التي تميزت بطابع أيدولوجي وسياسي على خلفية مسرح لا أرسطي كما كانت الخطوة المهمة في القرن العشرين ، أذ نشأ ما يعرف بالمسرح الملحمي على وجه التحديد ، بعد الحرب العالمية الأولى ، وهو في جوهر نشأته ألماني يرجع الى الاديب المخرج بسكاتور الذي حاول إلغاء الإشكال القديمة في مسرحه من خلال الفكرة السياسية بالإطار الثوري الايدلوجي بشعارات زعماء الفكر الاشتراكي (ماركس وأنجلز ولينين) وقتذاك وغيرهم ، وهي نفس الأفكار التي أعتنقها (بروتولد بريخت) على خلفيته أيدلوجية ماركسية تؤمن بالفكر الصراعي الذي ينطوي على أن لكل نظام أجتماعي يكون متوازناً في لحظة معينة ومختل عندما تزداد عوامل التغير ولكل نظام أجتماعي قوتان : قوة تميل الى الهدم والإخلال بالتوازن ،وأخرى تعمل على البناء وإعادة التوازن فلا يعود المجتمع لحالته الأولى أذ يحيل (ماركس) الصراع الاجتماعي للعامل الاقتصادي ونظام الملكية ، و هذا الفكر الصراعي ليس بجديد ، ومن أبرز المفكرين في هذا الاتجاه كان (أبن خلدون) الذي أتخذ من العصبية القبلية مصدر لتفسير تصادم وصراع القبائل في المجتمع البدوي من أجل الحصول على الماء والغذاء ، الى جوار المفكر الايطالية (نيكلو ميكا فيللي) الذي يرى أن المصالح الخاصة مصدرا للصراعات الاجتماعية في حين ذهب ماركس الى أن الصراع الاجتماعي عبارة عن تنازع القوى الاجتماعية فيما بينها من أجل الدفاع عن مصالحها وكيانها ، وعدم تضمن النظام الاجتماعي توازناً في مكوناته الاجتماعية فهو يتكون من طبقتين رئيسيتين هما الطبقة المستغلة أي الطبقة المالكة للسلطة والثروة والطبقة المستغلة أي الطبقة المحكومة فاقدة السلطة والثروة و أي أن الأساس للصراع الطبقي هو توزيع المصادر الاقتصادية بشكل غير عادل يؤدي الى انقسام المجتمع لعدة طبقات متنازعة حول أعادة التوازن فيصبح للطبقة العاملة فكر يبلور طموحها وأهدافها في وعاء أيديولوجي وللطبقة البرجوازية الحاكمة فكر يعكس طموحها وأهدافها في وعاء آخر ونجد نظرة ماركس الى التوازن والتكافئ بين الطبقات الاجتماعية على أنها شيئ وقتي وليس سرمدياً في المجتمع بسب ..قواعد اقتصادية غير متوازنة ومن خلال هذه الصورة مصغرة للماركسية التي انعكس تأثيرها على رواد المسرح الحديث (بسكاتور وبريخت) اللذان وجدا أن ثمة نوعية من الجماهير تتمثل في طبقات الشعب العاملة التي تبدو أحوج الى ما تكون الى المسرح ، أذ أن المسرح في ألمانيا عادة ما يجذب أليه فقط الطبقات البرجوازية فأسندا المسرح لخدمة الطبقة العاملة من الكادحين على خلفية أيديولوجية يتفق عليها كل من بسكاتور بريخت في المسرح البروليتاري باعتبار أن الفن للفن ما هو ألا تسلية عابرة ومؤقتة ولهذا ينبغي أن يكون معملا وتربية أخلاقياً ، فأن بريخت نظر الى المسرح وسيلة من وسائل التعليمية ، أذ أن مسرحه لا يعني كثيرا بعزلة الإنسان ضحية للصراعات الداخلية ، أنما يتجه مباشرةً الى أبراز الانسان السياسي الحامل لبذور الثورة ، والذي هو نموذج طبقته لان المسرح في رائه جزا من الصراع الطبقي ، فهو يؤمن بحكم عقدته السياسية أيمانا قوياً بضرورة الالتزام في المسرح ،أي أن يلتزم الكاتب المسرحي بالتعبير عن القضايا مجتمعه وعصره في السياسة والاجتماع بما يوافق طبيعة التطور ويدفع بالمجتمع في مستقبله الى حياة أفضل وهذا لا يتحقق أذا ظل المسرح أسير مبدأ المحاكاة الارسطية بأن غاية العمل المسرحي أن يقدم صورة أمينة عن لواقع الحياة وأن يوهم المشاهد بما يراه على خشبة المسرح حقيقة واقعه فيتعاطف مع شخصياتها ويضع نفسه محلها ، فقد عارض بريخت مبدأ المحاكاة والتوهم و رأى المسرح رسالة سياسية واجتماعية بعيدة عن أيهام المشاهدين بالحقيقة وطالب الكتاب الابتعاد عن مبدأ المحاكاة للواقع على الطريقة المألوفة في المسرح التقليدي وأن يتحولوا الى ضرب جديد من التأليف تكون غايته عرض (مشاهد ولوحات) تروي أحداثاً ،تعبر في مجموعها عن فكرة أو قضية الى جانب من ذلك أخذ المسرح التسجيلي لرائده (بيتر فايس) خطوة متميزة في محاولة أشراك المشاهد ليما يعرضه من قضايا ، فأنه يتجاوز الى نبذ (القصة ) الى حد بعيد وللاستعاضة عنها بتسجيل صور من الواقع السياسي والاجتماعي لا يربط بينهما خيط من قصة فرد أو أفراد بعينهم ،بل ترتبط بدلالتها على وضع أو قضية في مجتمع تتضاءل فيه قضايا الأفراد في صورتها الذاتية وتتحول الى ظواهر عامة للقضية فهو مسرح أقاويل الصحف الإحصائيات والإذاعات وتحريك المجاميع الذي تختفي فيه شخصية الفرد الواحد. ولذلك يمكن القول أن السياسة بمرجعيات الرأي العام تشكل الجوانب الأيدلوجية للمسرح عبر العصور وهذه الجوانب الأيدلوجية هي مجوعة الأفكار والعقائد والفلسفات التي يتبناها الكاتب المسرحي في طروحاته وتنعكس بشكل أو بأخر في نصوصه المسرحية .
وما يؤكد ذلك ما جاء به الدكتور محمد مندور في ما أسماه النقد الايديولوجي الذي ينعكس وفق التبرير السياسي الى منهج نقدي في الادب والمسرح عموما باعتبارها من أهم وسائل التعبير البشري ، أذ أرتبط النقد منذ أقدم عصور بالعقائد والفلسفات أزداد هذا الارتباط وثقاً في العصر الحديث ، وتداخلت المناهج النقدية فيما بينها وبالعلوم الإنسانية الأخرى ، كالتاريخ ، وعلم النفس ، وعلم الجمال ، وعلم الاجتماع وغيرها ، وتقدم النقد مع تقدم تلك العلوم , وظهرت المناهج النقدية بأشكال مختلفة منها تأثري وموضوعي وتاريخي ونفسي وبنيوي أو المناهج الحداثية وما بعد الحداثية فكان المنهج التأثري والمنهج الموضوعي هما اللذان يتصارعان في النقد في أواخر القرن الماضي وأوائل الحاضر قبل أن تظهر وتسيطر فلسفات جديدة على وظائف الأدب والفن وأهدافها في الحياة ، وهي فلسفات لم تعد تسلم للآداب والفنون بأنهما نشاط جمالي فحسب . وأهم هذه الفلسفات : الفلسفة الاشتراكية والفلسفة الوجودية اللتان نتج عنهما منهج نقدي جديد نستطيع أن نسميه بالمنهج الايدلوجي وهو يسعى الى تبين مصادر الأدب والفن من جانب ، وأهدافه وظائفه من جانب أخر عند الفنان وهو على حد قول مندور مفاضلة بين المصادر والأهداف عند الفنانين والأدباء التي ترتكز على منطق العصر وحاجات البيئة ومطالب الإنسان المعاصر في أطار ما كان يسمى في أواخر القرن الماضي بالفن للفن لم يعد له مكان في عصرنا الحاضر ، الذي تصطرع فيه المعارك الحياة وفلسفاتها المتناقضة ، وأن الأدب والفن قد أصبحا للحياة ولتطويرها الدائم نحو ما أفضل.. وحان الحين لكي يلتزم الأدباء والفنانون بمعارك شعوبهم وقضايا عصرهم ومصير الإنسانية ولم يعد الأدب أو الفن مجرد هروب من الواقع بقدر ما يكون الأديب وعاء لمشكلات عصره يستقي مصادره منها مفضلا التجربة الحية المعاشة على التجربة التاريخية المستعادة ، فأن المنهج الايدلوجي يطالب بعضوية الفنان والأديب في مجتمعه بصورة فاعلة كما يؤكد الدكتور طه حسين في دراسته الأولى للمعري أن الرّجل وماله من آثار وأطوار نتيجةٌ لازمة وثمرة ناضجة لطائفةٍ من العلل اشتركتْ في تأليف مزاجه وتصوير نفسه.. والخطأ كلّ الخطأ أن ننظر إلى الإنسان نظرتنا إلى الشيء المستقل عما قبله وبعده، الذي لا يتصل بشيء مما حوله، ولا يتأثر بشيءٍ مما سبقه أو أحاط به أذن الفنان أو الأديب هو نتيجة لازمه لقضايا عصره الحاضر تأثر وأثر بها ، فالنقد الايدلوجي لا يكتفي بالنظر الى الموضوع فحسب بل يتجاوزه الى المضمون الذي يفرغ فيه الفنان والأديب أفكاره بعيداً عن ألانطواء الى الداخل في اجترار أحلام وأمال خاصة ، فأن مندور يرى أن النقد الايدلوجي في النقد يناصر اليوم عدة قضايا أدبية وفنية كبيرة مثل قضية الفن للحياة ،وقضية الالتزام في الأدب والفن، وتفضيل الأدب أو الفن القائد على الأدب والفن الصدى ، ومن الواضح أن كل هذه القضايا ترتبط بواقع الحياة المعاصرة وقضايا ومعاركها فيما يذهب المنهج الإيديولوجي للدكتور محمد مندور الى الماركسية في تغير طبيعة الانسان ليست هناك واقعية مجردة بل هناك واقعية متشائمة عرفها الغرب في القرن التاسع عشر ، وهي تؤمن بأن الانسان شرير بطبيعته وبحكم تكوين الفسيولوجي نفسه ،وكأنه بذلك شر حتمي لا فكاك منه ألا بأن يغير الانسان من طبيعته العضوية الى جوار واقعية أخرى (متفائلة) لم تنكر وجود الشر في الحياة ألا أنها وليدة ظروف لمجتمع فاسد في تكوينه ، والواقعية المتفائلة ولا ترى أن يكون هذا الشيء مبعث الى التشاؤم لان أسباب الشر من الممكن أزالتها ، وبذلك يعود الانسان خيراً وفي غضون ما ورد على لسان مندور حول هذا المنهج يرى الكاتب أن هناك جملة من الشعارات التي حملها ما أسماه المنهج الايدلوجي منها الالتزام في الأدب أو الفن القائد الغرض منها أدلجة الثقافة لمبررات سياسية وحزبية ضيقة ويتفق البحث مع ما ذهب أليه رجاء النقاش أن أطلاق المنهج الايدلوجي لنقد مندور ، تسمية غير دقيق يقول : ( لان كلمة أيدلوجيا ، تعني النهج النظري أو الاتجاه ، أو كما تقول المعاجم : فن البحث في الأفكار والتصورات . وبالتالي ليس هناك أيدلوجية واحدة بل أيدلوجيات … أذن لا يمكن وصف المنهج بالايدولوجيا .. ونحن نميل الى تسمية منهج مندور بالمنهج الاجتماعي. ولا يرى كاتب هذه السطور أن الفنان والأديب ما هو ألا استجابة لمتطلبات عصره وفق تبني أيدلوجي محدد ، لان ذلك يسلخ حريته ويطالبه بدور اندماجي في أحدى الأيدلوجيات التي ربما تكون مغلوطة في التطبيق ، وبعيداً عن مآخذ منهج ( مندور) فقد حدد وظائف ما يسمية النقد الايدلوجي بثلاث مهام : 1.تفسير الأعمال الأدبية والفنية ،وتحليلها مساعدة لعامة القراء على فهمها ، وأدراك مراميها القريبة والبعيدة وفي هذه الوظيفة يعتبر النقد عملية خلاقة قد تضيف الى العمل الأدبي أو الفني قيماً جديدة وربما لم تخطر للمؤلف على بال ،وأن لم تكن مقحمة عليه .2.تقييم العمل الأدبي والفني في مستوياته المختلفة ، أي في مضمونه وشكله الفني ،ووسائل العلاج كاللغة في الأدب ، والتكوين والتلوين وتوزيع الضوء والظلال في تصوير مثلاً وذلك وفقاً لأصول كل فن مع مراعاة تطور تلك الأصول عبر القرون .3.توجيه الأدباء والفنانين في غير تعسف ولا إملاء ولكن في حدود التبصير بقيم العصر وحاجات البشر ومطالبهم وما ينتظرونه من الأدباء والفنانين ويتبين أن ما يسمى منهج النقد الايدلوجي يميل الى منهج النقد الاجتماعي الذي رفض موقف الفن للفن ودعا الى التزام الأديب في قضايا مجتمعه ، كما يقول الدكتور (علي جواد الطاهر) أن منهج النقد الاجتماعي قد بلور بيان الصلة بين النص والمجتمع الذي نشأ فيه وهي بداية لخط من الدراسيين والنقاد يضعون المجتمع نصب أعينهم حين يزالون النقد بدعوات أصلاحية أو ثورية تكون الاشتراكية – مهما تكون نوعها مادة خصبة فيها ومن أبرز المذاهب التي تبنت منهج النقد الاجتماعي الماركسية والواقعية النقدية فقد تعصب له النقاد الماركسيون ، فأن الماركسية التي هي أشهر متبني هذا المنهج النقدي وقد قدمت – على أيدي (ماركس) و(أنجلز)- عاملاً اجتماعيا آخر من العوامل المؤثرة في تشكيل الأدب ، وهو وسائل الإنتاج أو العامل الاقتصادي بشكل عام ، ومن المسلمات به عند الماركسيين و أن الأساس والمؤسسات والممارسات كالأدب ، التي تشكل البنية الفوقية لذلك المجتمع ، فيما يعد الناقد المجري ( لوكاتش ) أعلى مؤشر في النقد الماركسي ، حيث كان ينظر الى الأدب على أنه ظاهرة تاريخبة اجتماعية لها جذورها في أعماق كفاح الطبقات وهو يرى الأدب يعكس الواقع الاجتماعي والاقتصادي لكنه رفض فكرة أن ثمة حتمية واضحة بين الاثنين ،وهو يحاول أن يبرهن على أن أعظم الآثار الأدبية لا تعيد فحسب أنتاج الأيدلوجيات السائدة في عصرها ، بل تجسد في شكلها نقداً لهذه الأيدلوجيات أي أن الأديب والفنان يلتزم بتقديم موقفه الفكري والفلسفي من هذا الوضع القائم الذي يدور حول قضايا الطبقة العاملة وهمومهما ومشكلاتها.
الاحالات
1.د. علي جواد الطاهر ، مقدمة في النقد الأدبي ، ط1، ( دبي : مؤسسة سلطان عويس الثقافية ،2003 )
2. د.وليد قصاب ،مناهج النقد الأدبي الحديث :رؤية أسلامية ، ط1، ( دمشق :دار الفكر ،2007)
3.د. محمد مندور ، النقد والنقاد المعاصرون ، ط1، ( القاهرة : دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع ،1997 )
4. عبد الرزاق الأصفر ، مذاهب الأدبية عند الغرب ، ( منشورات اتحاد الكتاب العرب ،1999 ) ،.
5. د. عمر محمد الطالب ، المذاهب النقدية :دراسة وتطبيق ، ( جامعة الموصل : دار الكتب للطباعة والنشر، ) 1993.