أجمع رئيس جمهورية العراق د. فؤاد معصوم الدارس في الأزهر بالقاهرة، ونائب رئيس البرلمان العراقي الشيخ د. همام حمودي، والسياسي د. أياد علاوي، على تأبين الكاتب الصحافي الأشهر الراحل محمد حسنين هَيكَل، وبحسب«cnn»، قدم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، تعازيه في وفاة هَيكَل، إلى أرملة هَيكَل (هدايت علوي تيمور)، قال فيها: «مما لا شك فيه أن الأحرار والمدافعين عن الحق والحقيقة والعدالة في إيران والعالم لن ينسوا أبدا مواقفه وتحليلاته الشجاعة والمنصفة في الدفاع عن أهداف المناضلين ضد الاستبداد والاستعمار والاحتلال ودعم المدافعين عن استقلال وحرية الشعوب»، وفق ما نقلته، اليوم، وكالتي أنباء «إرنا» و«فارس» الإيرانيتين: «الأعمال والخدمات القيمة لذلك الراحل في التماشي مع مطالب الشعوب وتعريف ماهية وطبيعة التطورات الدولية بشكل صحيح وتوعية الأجيال المختلفة لشعوب المنطقة أمر لا يمكن نسيانه ويبقى خالدا في الذاكرة» وأعرب ظريف عن أمله في أن «تصبح الهواجس الاستراتيجية للراحل هيكل في الدفاع عن الانسجام والتماسك والتعاون بين الدول الإسلامية في الظروف الحساسة الراهنة، إذ تتعرض منطقتنا لمؤامرات أعداء الأمة لإثارة النعرات الطائفية، مصباحا منيرا لجميع نخب الساحة السياسية والإعلامية وأن تهتم بهذه الهواجس في إطار تحقيق أهدافه وأمنياته».
بغياب واضح للانقلاب في مصر (نعت الرئاسة المصرية) عن المشاركة في تأبين وتدفين هَيكَل، وبتشبيه صحافة البترودولار السعودية له برئيس الدعاية النازية يوسف غوبلز!.
وري جثمان هَيكَل الثرى في مدافن الأسرة في الماظة بمصر الجديدة شرقي العاصمة المصرية وسط مشاركة واسعة من شخصيات عامة وسياسية، ومن أصدقاء ومحبي هَيكَل. وشُيع هَيكَل من مسجد الحسين وسط القاهرة بناء على وصيته إلى مثواه الأخير. ونعت هَيكَل نقابة الصحافيين بمصر والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب وجامعة الدول العربية والبرلمان العربي والرئاسة الفلسطينية (الصحافي الإشكالي البريطاني فلسطيني الأصل عبدالباري عطوان لم يكن يرد على مهاتفة هَيكَل له !) وحزب الله اللبناني.
وبناء على وصيته وقبل نحو ساعة من صلاة العصر سُجي جثمان هَيكَل في مسجد الإمام الحسين وقد وصل الجثمان قبل مشيعيه وخلا المسجد إلا من أبناء حي الجمالية الذي خرج منه أديب نوبل نجيب محفوظ، حيث لفت انتباههم تدافع المصورين لحجز أماكن يستطيعون الوقوف فيها وقد وصل الى مسجد الحسين عدد من الصحافيين لا يناهز معجبي الراحل من أبناء المهنة في أي جيل. غاب المسؤولون الرسميون عدا وزير الشباب خالد عبدالعزيز الذي صادق هَيكَل أباه وزامله في الأهرام قبل عقود، إضافة إلى وزير الثقافة حلمي النمنم، وهو صحافي. وكان أكثر المشيعين من الصحافيين الذين حضر معظمهم للتغطية. زادت آلات التصوير على عدد المشاهير، وكان عمرو موسى وحمدين صباحي مرشحا الرئاسة السابقين، أبرز الحضور مع فاروق جويدة وعبدالحكيم نجل الرئيس جمال عبدالناصر وعدد من الإعلاميين ابرزهم محمود سعد وشريف عامر وعمرو خفاجى ومستشار رئيس الجمهورية السابق مصطفى حجازي. عشرة صفوف غير مكتملة من المصلين اصطفت منتصف المسجد الحسيني، لتؤدي صلاة الجنازة. تبعت الجنازة سيارات متناثرة لتصل تباعا، ليدفن في مراسم بسيطة. ووضعت نقابة الصحافيين أمام المدافن باقة ورد كبيرة، عليها عبارة تعلم نعي النقابة. ورافق إجراءات الجنازة انتشار أمني مكثف، حيث صحبت بعض مركبات الشرطة الموكب الجنائزى. مصادر مقربة من هَيكَل كشفت وصيته فى 7 صفحات ان تحصل زوجته التى شاركته رحلة عمره على نصف ثروته على ان يودع الوثائق الخاصة به دار الوثائق القومية، فى عزاء الراحل هَيكَل اقيم مساء بمسجد عمر مكرم وابرز المشاركين وفد من حزب الله الذي قدم الى القاهرة. واكد محمد عفيف مسؤول العلاقات الاعلامية بالحزب ان (قرار الحزب بالمشاركة فى العزاء جاء نتيجة العلاقات الطيبة التى تربط هَيكَل بقيادات الحزب) وعن لقاء وفد الحزب مع مسؤولين مصريين خلال تلك الزيارة قال ان (هذا لم يتحدد وان كانت علاقات الحزب بمصر لم تنقطع من خلال لقاءات مع مسؤولين مصريين بالسفارة المصرية ببيروت او مسؤولين حزبيين). التقى هَيكَل وحزب الله في زاوية مناصبة العداء للنظام السعودي. فى السياق ذاته كشف الصحافي محمد باز رئيس تحرير جريدة البوابة التى يترأس ادارتها عبدالرحيم الجندي: (هَيكَل كان يؤمن بالله لكن كانت لديه شكوك فى وجود جنة ونار وكان يعتقد ان نهاية الانسان ستكون فى الأرض)، بينما شكك محمد عبدالمقصود احد دعاة الاخوان فى اسلام هيكل وقال: (هَيكَل لم يكن مسلما واوصى بحرق جسده بعد الممات و اوصي ان لا يصلى عليه صلاة الجنازة وفى المقابل انتقد د. محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الاسلامية تصريحات الشيخ محمد عبدالمقصود وقال هذا الكلام ساقط ولا يعتد به ولا يجوز تكفير المسلمين حيث اعتبر عبدالمقصود هَيكَل من غير المسلمين.. ادعي محمد عبدالمقصود ان هَيكَل اوصي بأن يحرق جسده فمن اين اتي به فمن المعروف ان الراحل اوصى بان يصلي علية فى مسجد الحسين وهذا يعني ان حديث عبد المقصود تزييف للحقائق وافتراء وان محمد حسنين هَيكَل رجل مسلم وخدم وطنه وامته ونحسبه عند الله كذلك) ووجه الجندي رسالة الى محمد عبدالمقصود قائلا (اولى ان تكف عن هذه الافتراءات الكذابة على المسلمين واشغل نفسك بما ينفعها وينفع الامة).
هَيكَل قال في آخر لقاء له ضمن برنامج “مصر أين ومصر إلى أين”، على قناة “CBC”، أواخر كانون الأول 2015م: “يبدو أننا نسير في طريق لا نفهمه، ولا نعرفه، ولا ندرك أننا أمام مرحلة خطيرة أكثر عمقا، وآن الأوان للنظام الحالي أن يجلس ويناقش”.
الكاتب الصحافي جمال فهمي، أحد المقربين من هَيكَل أكد غير مرة بالأخص على هامش مشاركته في الجنازة:
إن “هَيكَل” امتنع عن تناول الأدوية والعلاج في أيامه الأخيرة، قائلا لعائلته وللمقربين منه: “الرحلة انتهت!”. وحسب تصريحات فهمي، فقد “استعجل هَيكَل لقاء ربه في أيامه الأخيرة، بعد تدهور حالته الصحية، فخاطب أطباءه قائلا: “لا تصارعوا القدر!”، مطالبا بعدم بذل مجهود أكبر في إنقاذه”، مشيرا إلى امتناع هَيكَل عن تناول الأدوية في آخر أيامه بعد إصابته بالفشل الكلوي، الذي كان يمكن علاجه منه، لكن شهادة الأطباء عما حدث لهَيكَل ومعه، صحّيّا، أصبحت لغزا.
لهَيكَل كتب الأكثر مبيعا وعمل مراسلا في إيران التي كانت موضوعا لكتابه الأول إيران فوق بركان عام 1951 ثم كتب بالإنكليزية عن إيران كتاب عودة آية الله عام 1982م الذي ترجم إلى العربية بعنوان مدافع آية الله.
—