محسن عبد المعطي محمد عبد ربه :
(1)
كَيْفَ يَبْقَى الشَّوْقُ..أَخْضَرْ؟!!!
إِنَّ مَنْ يَهْوَاكَ أَكْثَرْ=لَا تَسَلْ عَنْهُ فَتَسْكَرْ
يَا حَبِيبِي لَا تَسَلْنِي=كَيْفَ يَبْقَى الشَّوْقُ أَخْضَرْ؟!!!
وَجَمَالِي فِي لِقَاءٍ=بِكَ قَلْبِي يِتَأَثَّرْ
وَيُغَنِّي فِي حَنِينٍ=لَكَ وَالْبُعْدُ تَقَهْقَرْ
***
اِسْقِنِي شَهْداً مُصَفًّى=فَاحَ مِسْكاً فَاضَ عَنْبَرْ
بِكَ يَا سِرَّ اللَّيَالِي=أَنَا أَحْيَا بِالْمُقَدَّرْ
وَأُدَاوِي بِكَ عُمْراً=بِكِ يَا عَلْيَاءُ أَزْهَرْ
***
(2)
يُقَاسِمُنِي صَفَيرُ الْبُعْدِ..نَفْسِي
يُقَاسِمُنِي صَفَيرُ الْبُعْدِ.. نَفْسِي=وَيَشْطُرُنِي بِإِيقَاعٍ وَجَرْسِ
وَيَرْقُصُ فِي كَرَامَاتِي حَفِيًّا=كَأَنِّي وَالْهَوَى اقْتَرَنَا بِعُرْسِ
كَأَنِّي مَسَّنِي عِفْرِيتُ جِنٍّ=وَرَامَ الطِّبَّ مِنْ خَبْطٍ وَمَسِّ
أُنَاجِي الشَّوْطَ فِي شَجَنٍ وَصَبْرٍ=وَأَجْلِسُ لِلْكِتَابَةِ فَوْقَ كُرْسِي
***
وَيَحْمَدُ رَبَّنَا الْمَعْبُودَ قَلْبٌ=يَرُومُ لِقَاءَهُ فِي خَيْرِ دَرْسِ
وَيَفْتَحُ بَابَ جَنَّتِهِ سَرِيعاً=وَيَنْشِلُنِي مِنَ اسْتِقْطَابِ نَحْسِ
سَلَاماً أَيُّهَا الْعَبْدُ الْمُفَدَّى=سَلَاماً قُلْتُهَا فِي بَعْثِ شَمْسِي
***
(3)
أَخْلَاقُهُمْ..بَزَّتْ جِنَانَ الْخُلْدِ
لِي صُحْبَةٌ عَاشُوا بِقَلْبِي وَحْدِي=يَشْتَاقُهُمْ لَحْنُ الْوَفَا وَالسَّعْدِ
هُمُ النُّجُومُ فِي الدُّجَى أَبْقَوْا عَلَى=مَا قَدْ كَتَبْنَا فِي فَرَائِدِ عِقْدِي
يَبْنُونَ أَمْجَادا تَوَالَتْ بِالْمُنَى=هِيَ النَّفِيسُ الْمُجْتَبَى مِنْ شَهْدِ
اِمْدَحْهُمُ إِنْ شِئْتَ مَدْحاً صَادِقاً=يَسْمُو بِذَاكَ الْفَنِّ لِلْمُعْتَدِّ
***
وَجَّبْتُهُمْ فِي حِنْكَةٍ مَعْهُودَةٍ= أَكْرَمْتُهُمْ فِي فِطْنَةٍ مِنْ بُعْدِ
اَلشَّمْسُ هُمْ فِي قَدْرِهَا أَنْعِمْ بِهِمْ=فِي نُبْغِهِمْ فَاقُوا عُلُوَّ السَّدِّ
اَلنِّيلُ هُمْ فِي جُودِهِمْ أَعْظِمْ بِهِمْ=أَخْلَاقُهُمْ..بَزَّتْ جِنَانَ الْخُلْدِ
***
(4)
اِنْسِبْ لِرَبِّكَ ..كُلَّ الْفَضْلْ
اِنْسِبْ لِرَبِّكَ ..كُلَّ الْفَضْلِ وَاذْكُرْهُ=وَإِنْ دَعَاكَ لِخَيْرٍ لَا تٌؤَخِّرْهُ
يَا مَنْ كَتَبْتَ شُعُوراً بَعْدَ تَجْرِبَةٍ=خُذِ الشُّعُورَ إِلَى حَقْلٍ وَشَجِّرْهُ
وَاجْعَلْهُ زَهْراً جَمِيلاً يَحْتَوِي أَملاً=يُحْيِي الْقُلُوبَ بِهَدْيِ الْحُبِّ وَابْذُرْهُ
حَتَّى إِذَا مَا نَمَى خُذْ مِنْهُ نَرْجِسَةً=فِي ذَلِكَ بَعْدَ الظُّهْرِ وَانْثُرْهُ
***
أَرْضِ الْعِبَادَ عَلى حُبِّ وَبَادِلْهُمْ=أَحْلَى سَلَامٍ مَعَ الْأَشْوَاقِ بَدِّرْهُ
خُذِ الرَّفِيقَ وَكُنْ عَلَّامَةً مَعَهُ=تُهْدِيهِ شِعْراً وَعِلْماً لَا تُقَطِّرْهُ
وَكُنْ سَخِيًّا عَلَى ذِي الْفَضْلِ يَا وَلَدِي=أَنْعِمْ عَلَيْهِ وَقُمْ بِاللَّهِ ذَكِّرْهُ
وَاغْنَمْ بِدَارِ الْوَرَى مَا تَبْتَغِي شَغَفاً=وَاصْمُدْ مَعَ الْمَجْدِ بِالْأَنْوَارِ سَطِّرْهُ
***
وَكُنْ وَفِيًّا لِدِينِ الْحَقِّ مُلْتَزِماً=بِمَا عَلَيْكَ لِرَبِّ النَّاسِ وَانْصُرْهُ
ثُمَّ الصَّلَاةُ عَلَى الْهَادِي وَعِتْرَتِهِ=مُحَمَّدٍ خَيْرِ خَلْقِ اللَّهِ قَدِّرْهُ
هُوَ الشَّفِيعُ الَّذِي تُرْجَى شَفَاعَتُهُ=فَكُنْ حَبِيبَ رَسُولِ اللَّهِ وَاشْكُرْهُ
أَوْصِ اللِّسَانَ صَلَاةَ الْخَيْرِ مُجْتَهِداً=وَإِنْ يُلَبِّ بِأَحْلَى الطِّيبِ عَطِّرْهُ
***
(5)
وَلْيَكُنْ عِشْقُنَا نَبِيلاً نَبِيلَا
{وَلْيَكُنْ لَيْلُنَا طَويلاً طَوِيلَا}{1}= وَلْيَكُنْ يَوْمُنَا جَمِيلاً جَمِيلَا
وَلْيَكُنْ حُبُّنَا أَصِيلاً طَوِيلَا= وَلْيَكُنْ عِشْقُنَا نَبِيلاً نَبِيلَا
وَلْيَكُنْ وَعْدُنَا الْأَمَانِيَّ صَارَتْ=بَلْسَمَ الْحُبِّ وَالنَّسِيمَ الْعَلِيلَا
وَلْيَكُنْ مَا يَكُونُ شِعْراً وَنَثْراً= وَلْيَكُنْ بَيْتُنَا بِاللِّقَاءِ خَمِيلَا
***
وَلْيَكُنْ ثَوْبُنَا الشَّبَابَ الْمُحَلَّى=بِسَنَا النَّبْضِ قَدْ كَفَانَا حَلِيلَا
وَلْيَكُنْ شَهْدُنَا الْحَلَالَ الْمُصَفَّى=قَدْ كَفَانَا وَمَا نَرَاهُ بَخِيلَا
وَلْيَكُنْ عَزْفُنَا عَلَى النَّايِ قُرْباً=قَدْ أَلِفْنَاهُ فِي الصَّفَاءِ خَلِيلَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{1}{وَلْيَكُنْ لَيْلُنَا طَويلاً طَوِيلَا} : هذا الشطر أخذه الشاعر على سبيل التضمين من كلمات أغنية هذه ليلتي وهي أغنية أدتها أم كلثوم في 1968 من كلمات جورج جرداق وألحان محمد عبد الوهاب من مقام الكرد. وهذه الأغنية تعتبر أول قصيدة يلحنها محمد عبد الوهاب لأم كلثوم والتي تعرضت لهجوم بعض النقاد وغنتها المغنية الأردنية سهام الصفدي في اول أغنية لها في برنامج اكتشاف المواهب ركن الهواة في عمان في السبعينات.
هذه الأغنية هي أول أغنية عاطفية تغنيها بعد حرب 1967
***