لم ار مدينة في الكون استقبلت عيدها مثلما هي مدن كوردستان العراق، ولم ار شعباً تهيأ لعيده مثلما هم اخوتنا الكورد، فمنذ اكثر من اسبوعين والناس تملأ بيوتها بكل ما حل وطاب وما اشتهت الانفس من ملبس ومأكل حتى ان الاسواق غاصت بالمتبضعين والاجمل من هذا ان الاسواق في كوردستان العراق عكس كل اسواق محافظاتنا تطرح بضاعتها باسعار أقل منها في ايام ما قبل العيد ليستطيع الجميع التبضع.. وحل العيد، عيد نوروز الخالد، وأوقدت النار في قمم الجبال، وتجمع الناس حولها مغنين وراقصيندون ان يعكر صفو فرحهم شيء، شباب وشابات، رجال من مختلف الاعمار ونساء، واطفال كالفراشات باثوابهم الملونة، هنا كل المدن اكتست بالالوان الزاهية كأنك في مهرجان كبير للالوان، فهو عيد الالوان، وعيد التآلف والمحبة والسلام.. ذكرني نوروز كوردستان بنور مدينتي الحبيبة الغافية على ضفاف شط العرب الكبير، البصرة، يوم كان نوروز يحل بيننا فرحاً، نحن نسمي ايام نوروز (بالكسلة) حيث تملأ الجموع منطقة الاثل في اقاصي مدينة الزبير، وتتزين الزوارق في شط العرب بشرائط ملونة، وفي المدارس كان المعلمون يسمون هذا العيد بعيد الشجرة، والشجرة هي واحدة من معاني الحياة.. كنا آنذاك نحب الحياة ونلتصق بها قبلما يحل الموت ضيفاً في بيوتنا!
لا فرق بين كوردستان والبصرة، ففي البصرة وعلى حدودها الغربية وفي منطقة الشعيبة بالذات نزفت دماء اخوتنا الكورد دفاعاً عنها ابان الاحتلال البريطاني للعراق عام 1914 وتلك جراح الشيخ المجاهد الكبير الكوردي محمود الحفيد رحمه الله تذكرنا بوحدة الشعب يوم لم تكن الدولة العراقية قد تأسست بعد.. وتلك البصرة واهلها تسجل للتاريخ اول استقبال حافل بعودة المناضل الكبير ملا مصطفى البارزاني الى العراق عام 1959 وهو استقبال لم تلقه اي شخصية في التاريخ المعاصر ما يثبت حب العراقيين لبعضهم دون الالتفات الى قومية او دين او مذهب..
في نوروز هذا العام، اختلط العراقيون في مدن كوردستان، عرباً واكراداً، هنا اللغتان العربية والكوردية امتزجتا لتشكل نسيجاً واحداً في جسد الوطن.. وهنا كان الحب يجمع ابناء الوطن الواحد.. فتحية للعراقيين الكورد في عيدهم المجيد..
لا فرق بين كوردستان والبصرة، ففي البصرة وعلى حدودها الغربية وفي منطقة الشعيبة بالذات نزفت دماء اخوتنا الكورد دفاعاً عنها ابان الاحتلال البريطاني للعراق عام 1914 وتلك جراح الشيخ المجاهد الكبير الكوردي محمود الحفيد رحمه الله تذكرنا بوحدة الشعب يوم لم تكن الدولة العراقية قد تأسست بعد.. وتلك البصرة واهلها تسجل للتاريخ اول استقبال حافل بعودة المناضل الكبير ملا مصطفى البارزاني الى العراق عام 1959 وهو استقبال لم تلقه اي شخصية في التاريخ المعاصر ما يثبت حب العراقيين لبعضهم دون الالتفات الى قومية او دين او مذهب..
في نوروز هذا العام، اختلط العراقيون في مدن كوردستان، عرباً واكراداً، هنا اللغتان العربية والكوردية امتزجتا لتشكل نسيجاً واحداً في جسد الوطن.. وهنا كان الحب يجمع ابناء الوطن الواحد.. فتحية للعراقيين الكورد في عيدهم المجيد..