فَلْيَكُنِ الْبَيْتُ الشِّعْرِي كَالْمِفْتَاحِ
الَّذِي يَفْتَحُ أَلْفَ بَابٍ.
وَرَقَةٌ تَسْقُطُ؛ شَيْءٌ يَتَطَايَرُ فِي الْهَوَاءِ؛
فَلْيُخْلَقْ مِنْ جَدِيدٍ كُلُّ مَا يُمْكِنُ أَنْ تَقَعَ عَلَيْهِ الْعَيْنَانِ
وَ لْتَبْقَ رُوحُ السَّامِعِ مُرْتَعِشَةً.
***
اُخْلُقْ عَوَالمَ جَدِيدَةً وَ اعْتَنِ بِكَلِمَتِكَ؛
النَّعْتُ، عِنْدَمَا لَا يُحْيِي، يُمِيتُ.
***
نَحْنُ فِي دَوَّامَةِ الْأَعْصَابِ.
اَلْعَضَلَةُ تُعَلَّقُ
كَذِكْرَى، فِي الْمَتَاحِفِ،
لَكِنْ لَيْسَ بِهَذَا نَحْنُ أَقَلُّ قُوَّةً:
اَلْقُوَّةُ الْحَقِيقِيَّةُ
تُوجَدُ فِي الرَّأْسِ.
***
لِمَاذَا تَتَغَنَّوْنَ بِالْوَرْدَةِ، يَا أَيُّهَا الشُّعَرَاءُ!
اِجْعَلُوهَا تُزْهِرُ فِي الْقَصِيدَةِ.
***
لِأَجْلِنَا نَحْنُ فَقَطْ
تَحْيَا كُلُّ الْأَشْيَاءِ تَحْتَ الشَّمْسِ.
***
إِنَّ الشَّاعِرَ لَإِلَاهٌ صَغِيرٌ.
*القصيدة في الأصل الإسباني:
Que el verso sea como una llave
que abra mil puertas.
Una hoja cae; algo pasa volando;
cuanto miren los ojos creado sea,
y el alma del oyente quede temblando.
Inventa mundos nuevos y cuida tu palabra;
el adjetivo, cuando no da vida, mata.
Estamos en el ciclo de los nervios.
El músculo cuelga,
como recuerdo, en los museos;
mas no por eso tenemos menos fuerza:
el vigor verdadero
reside en la cabeza.
Por qué cantáis la rosa, ¡oh poetas!
hacedla florecer en el poema.
Sólo para nosotros
viven todas las cosas bajo el sol.
El poeta es un pequeño Dios.
*شاعر شِيليٌّ سوريالي أشهر من نار على علم. ازداد بمدينة سانتياغو سنة 1893 ميلادية. يشكل إلى جانب بابلو نيرودا و غابرييلا مسترال و بابلو دي روكخا الرباعي الأبرز في الشعر الشيليِّ خلال القرن العشرين. و نضيف إلى هذا كله أن هويدوبرو مؤسس نظرية الخلق في الأدب و دافع عنها عبر مقالات و بيانات عدة بالإضافة إلى تجسيدها في كتاباته الشعرية. و لعل القصيدة الماثلة بين أيدينا نموذج على ما نحن قائلوه. وتنادي نظرية الخلق، كما يبين أحد النقاد، بالعودة بالفن و الأدب إلى مكانته السامية و الابتعاد عن السوق التجاري الرأسمالي، و تدعو إلى الهروب من النفعية و عدم ارتباط الأدب بأي شيء خارجي (الدين، العلم، المجتمع) وتنظر نظرية الخلق إلى الأدب بمنظار يختلف عن بقية النظريات فهي تنظر إلى الأدب كتسلية خالصة و هذا النوع من الأدب يعتبر مستقلا و مسؤولاً عن نفسه فقط. و ترى أن الأدب تكنيك “تقنية” فالأديب يستمتع بالتكنيك بحد ذاته. و أن الفن للفن و الشعر للشعر و الأدباء الذين يؤمنون بهذا المبدإ يرفضون كل صلة للأدب بأي قيمة أخرى مهما كانت، و يعتبرون قيمة الأدب بكونه فنا و أي شيء نفعي لا يمكن أن يدخل في إطار الأدب و الفن. و تؤكد أن العمل الأدبي كائن خلقه الأديب من ذاته و وسيلته في الخلق هي اللغة فعملية الإبداع الأدبي عملية خلق حرة و جوهر الأدب هو الصياغة و التشكيل. توفي هذا الشاعر سنة 1948.
**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء -المغرب.
—