الآن..
وقد أستسلمتْ لي العواصفُ الهوج
وأرخت لي الأمواجُ ظهورها
وأنتشرت جثث الوحوش
فوق العباب
أرفع أشرعة الغياب
أشرعة القهر والذهاب،
أوجه بوصلتي نحو الغرب،
وأكون سرب يمام
يلتحف السماء
مغادرا بلا قلب بلا رجوع
نحو خرافات من المجهول
لنْ أقذف ورائي
ذكرى الماضي السحيق
لكن سأترك طفولتي المسروقة
هناك،
وعلى الطرقات سأترك أثرا للأقدام
هنا شمعة توقدُ في حلكة العتمات ..
تنير قناديل العمر،
في جوف الرحلةِ الحزينة
هذه جزر لم أعهدها
هذه جبال نائية
جزر طافية كأسفنجة
وهذه طيور مهاجره
كلها ليست أجمل من بلادي
وها أنا أعودُ سندبادا
مرارا وتكرارا
مغتربا
كما عرفتني الدار
وحيدا ..
كما عرفتني الدنيا
صامتا كالمدن المحطمة
***