قصص الكاتب حمزة شباب في هذه المجموعة استكانة للماضي و استحضار متواتر لسلسلة المواكبة ، حيث المستقبل يشق طريقه بلا تقشف ، و يمضي في سطور قصصه بلا زهد ، حيث تقع القصة الرئيسة في إطار الأدب التكنولوجي ؛ فالأدب يسير بطبيعة حتمية إزاء التكنولوجيا التي بسطت ذراعيها له لتشكيل الوجودية الفلسفية ؛ لأن ” كل قربان مجهول يعد لمحو الخطيئة خطيئة ” .
مما يستلفت النظر في المجموعة أنها تخوض الأبعاد الإنسانية و الاجتماعية في قالب الأحداث السياسية ، حيث يسقط الكاتب براعته على الحدث الاجتماعي وفق ما يمر به وطنه العربي في خصوصيته ، ففي ” حالة حرب ” يتخلى ناظم عن شخصيته الثقافية ليبرز فحولته الذكورية وسط الحرب الأهلية التي يشهدها وطنه ، أما في ” ابنة المخيم ” يرسم الإطار الخارجي لقصته عن طريق تحديد إيحاءاته في أحلام تلك الفتاة التي تقع فريسة التقاليد العمياء لصون شرف مجتمع من اللاجئين .
وراء تلك القوة المتفجرة في مجرى الكتابة يتناول الكاتب عدداً من النماذج البشرية متفاوتة المصير ، لنرى شاعراً يعدم من أجل قصيدة ، و طبيباً يتطاول في أخطائه ، و فتاة لم يسعفها الوقت في النظر إلى المرآة لتجد نتيجة الحرب في وجهها و قد مزقته الشظايا .
من الجدير بالذكر أن المجموعة صدرت بنسخة إلكترونية عن دار حروف منثورة للنشر و التوزيع بالإسكندرية / مصر ، و تقع في 62 صفحة من القطع المتوسط ، و تضم ثلاث عشرة قصة تحت العناوين الآتية : ” قربان التكنو العظيم ” ، و ” كليلة و دمنة في عصر الحداثة ” ، و ” سجان الثقافة ” ، و ” حالة حرب ” ، و ” وسام الجوقة للاجئ ” ، و ” عنوسة الياسمين ” ، ” الربيع ” ، و ” قصة هوية ” ، و ” ابنة المخيم ” ، و ” شق عينيه فخلق العالم ” ، و ” الطب المفقود ” ، و ” مدير على طاولة الثرثرة ” ، و ” أنا ابن الضباب ” .