عبد الزهرة خالد :
أستصرخُ السّماءَ
لأجل قبرٍ واحد
لا أكثر
أتركُ روحي تذهبُ إلى ما تشاء
إلى حيث يومِ المحشر ،
أستجدي الوجودَ
كي تتعرى حصةُ بقائي
خارجَ أسورةِ المدينة
وتتخلى أكتافي من ثيابِ السكوت
لم يبقَ على عظامي
غير بشرةٍ سمراء
تعتليها غبرةُ حروبٍ همجيةٍ ونصرٌ فارغ
حنجرتي يلعقها الصدأ
بملاعقٍ من خذلان ولم أخبر الحفيد الأكبر .
كانَ جاري استعارَ كفّي مني
قبل سنين ولم يسترجع الأمانة
سمعتُ عنه في خبرٍ آجلٍ من أختي الأرملة
أنّه نفذَّ كلّ شرعِ اللهِ في ضغطِ الزناد .
خطواتي أصابها العوق
جراء هرولةٍ عادية
خلف ظلّي الطويل
المنشور على عاتقِ شمسٍ غربية
ولم يجاورني أحد .
الفرصةُ النادرة
لصوتِ الغابةِ يأخذُ استغاثتي
لأشرسِ مفترسٍ تحت الوصاية ،
ما ألطف الظلّال
حينما غطى البدلةَ المرقطة
بقشورِ الشجر
لا أرى مخالبَ الخوفِ ولا أسمع الدّمَ يبرأ الذمة ..
اللاجئونَ غيّروا ضروسي
إلى مناشير ورقية
تتمكن من حذف عطشي الوحيدِ القادر
على الانتصارِ عليهم برشّ الحبر الأسود ،
لقد دُفِنَ النّهر الخالد بتربةِ البادية
واستعُملت أظافري المتبقية في خدشِ النارِ المتجمدة
ولملمةِ مخلفاتِ قصائدي بعد حريقٍ
أصابَ مشاعري جراء نيرانٍ صديقة
في آخر احتفالٍ بفوزِ الهدنّة على السّلام .