محسن عبد المعطي محمد عبد ربه :
(1)
سُورِيَّةُ الْمَجْدِ لَبَّتْنِي مَفَاتِنُهَا
أَدِيبَةَ الشَّامِ يَا مِنْ زَانَهَا السَّلَبُ
وَقَدْ تَجَلَّتْ جَمَالاً وَهْيَ تُسْتَلَبُ
عَشِقْتُ فِيكِ جَمَالَ الْقُدْسِ يَأْسِرُنِي
قَدْ زَانَهُ الْوَحْيُ وَالْإِشْرَاقُ وَالْغَلَبُ
سُورِيَّةُ الْمَجْدِ لَبَّتْنِي مَفَاتِنُهَا
قَالَتْ”تَعَالَ جَمَالِي بَاتَ يُنْتَهَبُ
يَا بِنْتَ حِطِّينَ مَا انْفَكَّتْ تُغَازِلُنِي
مِنْكِ الْمَزَارِعُ وَالتُّفَّاحُ وَالْعِنَبُ
شَامِيَّتِي رَاقَصَتْ قَلْبِي بِفِتْنَتِهَا
عَيْنَاكِ نَادَتْ وَهَاجَتْ تَحْتَهَا الثُّقُبُ
سُبْحَانَ مَنْ قَدْ حَبَاكِ الْحُسْنَ فَاتِنَتِي
تَهْوَاهُ مِنِّي قَنَاةُ الْحُسْنِ وَاللُّبَبُ
خَيَالُكِ الْخِصْبُ أَهْدَانِي مُعَلَّقَةً
هَلَّ الْجَمَالُ وَهَلَّ الْفَارِعُ الْخَصِبُ
(2)
رُمَّانَتَاكِ تَتَحَفَّزَانْ
عُصْفُورَتِي يَا وُرُودَ الْقَلْبِ يَا صُحَبُ
مِنَ الْحَنَانِ وَقَدْ أَضْنَانِيَ النَّصَبُ
سُورِيَّةٌ وَرِحَابُ الْقَلْبِ تَعْرِفِهَا
حِضْناً بَرِيئاً أَتَاهُ الْمَاءُ وَالْحَصَبُ
أَحْبَبْتُ حُسْنَكِ فِي الْأَكْوَانِ نَابِهَةً
تُدْنِينَنِي مِنْ جَمَالِ الرَّبِّ يَحْتَطِبُ
يَا حُلْوَةَ الْغُصْنِ وَالْأَلْبَابُ آسِرَةٌ
عَيْنَيْكِ فِي وَكْرِهَا الْفَتَّاكِ تَحْتَلِبُ
أَنَا الْمُتَيَّمُ بِالنَّهْدَيْنِ أَعْصِرُهَا
خَمْراً يُذِيبُ فُؤَاداً بَحْرُهُ الْخَبَبُ
نَهْدَاكِ مِنْ شَوْقِهَا الْعَاتِي تَحَفَّزَتَا
عَلَيَّ قَدْ هَلَّتَا وَاسْتَبْشَرَ الْعَتَبُ
رُمَّانَتَاكِ حَبِيبَاتِي وَمَصْدَرُهَا
حَنَانُ قَلْبٍ وَمِنْ نَارِ الْهَوَى سَبَبُ
(3)
غَرِيبٌ أَنَا..فِي دِيَارِي أَنَا
غَرِيبٌ أَنَا..فِي دِيَارِي أَنَا
وَجَافَى فُؤَادِي زَمَانُ الْهَنَا
غَرِيبٌ أَنَا..وَالدَّخِيلُ السَّفِيهُ
يُدَنِّسُ أَرْضِي وَيَهْوَى الْخَنَا
وَنَحْنُ نَعِيشُ بِعَصْرٍ كَئِيبٍ
يُحَارِبُ فِي مَكْرِهِ عَيْشَنَا
يُعَادِي الْمَحَبَّةَ يَمْحُو الْمَوَدَّ
ةَ يَبْغِي الْعَدَاوَةَ فِي الْمُنْحَنَى
***
تَكَالَبَ جُرْمُ الْيَهُودِ عَلَيْنَا
وَصَبُّوا الشَّمَاتَةَ فِي حَيِّنَا
وَلَمْ يَنْتَهِ الْبَغْيُ يَا أُمَّتِي
فَهُبِّي وَصُدِّي عَدُوًّا جَنَا
فِلِسْطِينُ أَرْضَ الْمَعَادِ تَعَالَيْ
نُحَرِّرُ فِي الْمَوْعِدِ الْمَوْطِنَا
(4)
فَرَاشَةَ الْقَلْبِ يَا أَحْلَامَ أُغْنِيَتِي
فَرَاشَةَ الْقَلْبِ يَا أَحْلَامَ أُغْنِيَتِي
يُزْهَى بِكِ الْكَأْسُ وَالْأَكْوَابُ وَالْحَبَبُ
قَدْ تُقْتُ لِلْوَعْدِ وَالْأَزْهَارُ فِي أُصُصِي
تُتَرْجِمُ الْحُبَّ مَنْشُوراً بِهِ اللَّهَبُ
يَا دَارَ حُبِّي فَهَلْ لِلصَّبِّ مِنْ جَمَلٍ
رَكِبْتُهُ وَفُنُونُ الْحُبِّ تُرْتَكَبُ
اَلْيَوْمَ عِدِّي بِأَحْلَامٍ مُعَدَّدَةٍ
عَيْنَاكِ تَرْنُو وَقَلْبِي فِي الْهَوَى حَسِبُ
قَلْبِي يُؤَمِّلُ أَنْ نَحْيَى عَلَى غُصُنٍ
مَعاً حَبِيبَةَ قَلْبِي وَالْهَوَى لَعِبُ
صُبِّي لَنَا الْكَأْسَ بِالْآمَالِ يَرْقُبُهَا
وَدَنْدِنِي اللَّحْنَ يَسْتَهْدِي بِهِ الرَّكِبُ
تَمَيَّزِي فِي فُنُونِ الْحُبِّ قَاطِبَةً
وَنَوِّعِي الْعَزْفَ يُسْتَرْضَى بِهِ الْقُطُبُ
حَبِيبَتِي فِي زَمَانِ الْوَصْلِ مُتْعَتُنَا
وَالْحَاسِدُونَ بِبُسْتَانِ الْهَوَى خُشُبُ
كَاتِبَةَ الْمُبْتَغَى سِيرِي بِنَا قُدُماً
لَعَلَّ نَارَ الْهَوَى يُكْوَى بِهَا الْخَرِبُ
شَاعِرَةَ الْمُلْتَقَى أَلْقِي عَلَى أُذُنِي
قَصِيدَةً عِطْرُهَا يَبْقَى وَيَنْكَتِبُ
جَمِيلَتِي تِلْكُمُ الْأَعْوَادُ فِي شُغُلٍ
تِيهِي بِعُودِي وَعُودُ الْجِنِّ يَرْتَعِبُ
بَحْرُ الْهَوَى ثَائِرُ الْأَمْوَاجِ هَائِجُهَا
وَالْمَوْجُ يَعْلُو وَيَخْتُ الْمُلْتَقَى شَرِبُ
فَلْتُسْعِدِي يَخْتَنَا وَقَدِّمِي نَسَباً
فَإِنَّ يَخْتَ الْهَوَى لِلْحُبِّ مُنْتَسِبُ
عُودِي لِعُشٍ عَلَى دَوْحِ الْهَوَى ثَمِلٍ
عُودِي لِأَهْلِ الْهَوَى بِالْحُبِّ يَنْقَلِبُوا
(5)
قَالَتْ لِيَ..اسْكُنْ فَوْقَ عَرْشِي
أَخَذَتْنِي
لِقَلْبِهَا
ضَمَّتْنِي
لِحِضْنِهَا
قَالَتْ
لِيَ:
..اسْكُنْ
فَوْقَ
عَرْشِي
وَارْوِ
جَدبِي
يَا فَتَى
إِلَى مَتَى؟!!
أَشْتَاقُ
لَحْظَةَ
حُلْمِنَا
فَوْقَ
جَزِيرَةِ
حُبِّنَا
أَنْتَ
أَنَا
حُلْمُ التَّوَحُّدِ
حُلْمُنَا
مَتَى
يَعُمُّ
الْعَالَمِينَ
حُبُّنَا؟!!!
مَتَى
نَقُومُ
يَا فَتَى
مِنْ نَوْمِنَا؟!!!
مَتَى نَجُوبُ
أَرْضَ رَبِّي
نَسْتَقِي
مِنْ عِشْقِنَا؟!!
نُوَزِّعُ
الْأَحْلاَمَ
وَالْأَيَّامَ
وَالْأَنْسَامَ
وَنَنْشُدُ
الْغَرَامَ
لِلْبَرِيَّةْ
(7)
قَدِ اغْتَصَبْنَا لِقَاءَ الْحُبْ
إِنِّي حَبِيبَةَ قَلْبِي فِي الْهَوَى جُنُبُ
وَقَدْ سَهِرْنَا وَبَاتَ الْقَلْبُ يَحْتَسِبُ
أَحْلَى لَيَالٍ قَضَيْنَاهَا مَعاً قَمَرِي
نَذُوقُ شَهْدَ الْهَوَى وَالْحُبُّ مُنْقَلِبُ
قَدِ اغْتَصَبْنَا لِقَاءَ الْحُبِّ فِي لَهَفٍ
وَقَدْ نَأَى عَنْ حِمَانَا السُّقْمُ وَالْجَرَبُ
كَشَفْتِ كُلَّ كُنُوزِ الْحُبِّ تَحْضُرُنِي
فَغُصْتُ فِي بَحْرِكِ الْمَيَّاسِ أَنْجَذِبُ
مَا بَالُ قَلْبِي يُجِيدُ السَّبْحَ فِي جُمَلٍ
تَسْتَنْطِقُ الْحَيْلَ وَالْأُسْطُولُ يَنْشَعِبُ ؟!!!
إِنِّي أُدَخِّلُ فِي حُورِيَّةٍ قَدَرَتْ
عَبَرْتُهَا وَلَهِيبُ الشَّوْقِ يُنْتَدَبُ
قَدْ حَاوَرَتْنِي بِإِحْكَامٍ لِقَبْضَتِهَا
عَلَى جَهَنَّمَ فَالْتَفَّتْ بِهَا الْقُضُبُ