محسن عبد المعطي محمد عبد ربه:
(1)
أَسْتَسْمِحُ الْإِحْسَاسَ فِي قَلْبِكْ
أَبُثُّكِ أَشْوَاقِي وَقَلْبِي يُصَبِّحُ = عَلَى يَدِكِ الْحُلْوَى – حَيَاتِي – أُمَسِّحُ
وَأَسْتَسْمِحُ الْإِحْسَاسَ فِي قَلْبِكِ الَّذِي = يَبِيتُ نَدَاهُ فِي فُؤَادِي وَيُصْبِحُ
تَعَالَيْ لِأَفْرَاحِي بِقَلْبٍ مُقَبَّلٍ = عَسَانَا نَعِيشُ الْعُمْرَ دَهْراً وَنَفْرَحُ
أَرَاكِ فَيَخْضَرُّ الْكَلَامُ بِمُهْجَتِي = وَتَأْخُذُنِي الْأَفْكَارُ فِيكِ وَأَسْرَحُ
فَرِحْتُ بِأَفْرَاحِ اللِّقَاءِ حَبِيبَتِي = وَقَلْبِي بِبحْرِ الْحُبِّ ظَلَّ يُلَوِّحُ
فَخُورٌ مَعَ الْأَقْدَارِ بِالْحُبِّ وَالْهَنَا = وَشَادٍ مَعَ الدَّهَّانِ أَلْهُو وَأَسْبَحُ
بِدُنْيَاكِ تُوِّجْتُ الْمَلِيكَ مُرَدِّداً= حَنَانَيْكِ يَا عِشْتَارُ قَلْبِي مُجَرَّحُ
(2)
تَرَبَّعْتِ فِي عَرْشِي حَبِيبَتِي
أُوَاكِبُ قَهْراً مِنْ جَحِيمٍ يُفَتَّحُ = أُقَاوِمُهُ مِنْ أَجْلِ حُبِّي وَأَنْجَحُ
أَنَّكِ فِي ذَاتِ الرَّحِيلِ حَبِيبَتِي = تَرَبَّعْتِ فِي عَرْشِي وَقَدْ كِدْتُ أُفْلِحُ
حَنَانُكِ يَا زَيْنَ النِّسَاءِ يَشُدُّنِي = إِلَى وَاحَةِ الْعُشَّاقِ قَدْ كِدْتُ أَنْصَحُ
وَأَنْتِ بِوَادِي الْعُمْرِ تَغْلِي حَبِيبَتِي = عَلَى الْجَمْرِ وَالْأَشْوَاقِ وَالطَّيْرُُ يَصْدَحُ
لَيَالِيَ كُنَّا لَا نُفَارِقُ حُبَّنَا = حَبِيبَيْنِ فِي دُنْيَا تَجُورُ وَتَنْطَحُ
أَقُولُ تَعَالَيْ إِنَّنِي مُتَشَوِّقٌ = تَقُولِينَ هَيَّا وَاللِّقَاءُ مُفَرِّحُ
نُفَرِّحُ دُنْيَا الْحُبِّ فِي كُلِّ ضَمَّةٍ = وَلَا يَنْتَهِي التَّغْرِيدُ وَالْحُبُّ يُفْسِحُ
(3)
عَلَى مَرْكِبِ الْعُشَّاقْ
يُنَادِيكِ قَلْبِي فِي الْهَوَى وَيُصَرِّحُ = أَمَا مِنْ مَعَادٍ عَلَّنِي أَتَسَلَّحُ
أُنَادِيكِ مِنْ آفَاقِ بُرْجِي بِلَهْفَتِي = لَعَلَّ غَرَامِي بِالْوِدَادِ يُصَبِّحُ
وَمَا مِنْ عِتَابٍ يَا حَبِيبَةُ خِلْتُنِي = أَبُثُ لِقَلْبٍ فِي الْهَوَى يَتَصَفَّحُ
أُحِبُّكِ يَا أَحْلَى فَتَاةٍ عَرَفْتُهَا = وَلَمْ أَرَ قَلْبِي فِي الْهَوَى يَتَلَوَّحُ
لِقَاؤُكِ فِي غَوْرِ الْفُؤَادِ تِلَاوَةٌ =لِآيَةِ حُبٍّ قَدْ أَتَتْنِي تُنَوِّحُ
فَإِنَّكِ كَنْزِي وَالْكُنُوزُ مَفَازَةٌ =تُدَنْدِنُ بِالْأَلْحَانِ لَا تَتَرَنَّحُ
وَإِنَّكِ عٌمْرِي قَدْ أَتَانِي تَكَرُّماً = عَلَى مَرْكِبِ الْعُشَّاقِ وَرْداً يُسَبِّحُ
(4)
بِقَلْبِكِ يَا مَلِيكَةُ عَلِّمِينِي
لِقَلْبَيْنَا زَفَافٌ لَا يُرَامُ = بِأَنْوَارِ الْجَلَالِ غَداً يُقَامُ
فَلَيْسَ هَنَاكَ قَهْرٌ يَا حَبِيبِي = وَلَيْسَ هَنَاكَ ذُلٌّ وَانْتِقَامُ
وَلَيْسَ هَنَاكَ ذُلٌّ وَانْكِسَارٌ = وَلَكِنْ لِي وَأَشْوَاقِي مَرَامُ
حَبِيبِي يَا مَلَاكَ الْحُلْمِ أَقْبلْ = فَلِي بِمَحَبَّةِ الْأُنْثَى عَلَامُ
بِقَلْبِكِ يَا مَلِيكَةُ عَلِّمِينِي = وَصَفِّي الشَّهْدَ يَحْضُرُنِي اشْتِمَامُ
وَآمُلُ أَنْ أَذُوقَ الشَّهْدَ كَأْساً = بِمِحْرَابِ الْمَحَبَّةِ يَا احْتِشَامُ
فَصَلِّي لِي صَلَاةَ الْقُرْبِ وَاصْفِي = وَغَنِّي لِي فَلَا يَدْنُو انْقِسَامُ
(5)
أَخَافُ عَلَى الضِّحْكَاتِ تَنْأَى وَحُبُّنَا
أَخَافُ وَلَيْلُ الْبُعْدِ يَطْغَى وَيُشْبِحُ = وَيُلْقِي فُؤَادِي فِي الْجَحِيمِ وَيَطْرَحُ
أَخَافُ بِأَنْ أُلْقَى لِأَسْفَلَ سَافِلٍ= أُكَابِدُ فِي الْأَحْزَانِ لَا أَتَرَوَّحُ
أَخَافُ عَلَى الضِّحْكَاتِ تَنْأَى وَحُبُّنَا = بِنَارِ جَحِيمٍ مُجْحِفٍ يَتَضَحْضَحُ{1}
أَخَافُ عَلَى الْأَبْوَاقِ يَصْمُتُ شَدْوُهَا = وَنَحْيَا نُدَاوِي جَرْحَهَا وَنُلَحِّفُ {2}
أَخَافُ مِنَ النَّوْبَاتِ فِي سَاحَةِ الْهَوَى = يُسَوِّي بِقَلْبِي جِنُّهَا وَيُبَجِّحُ
أَخَافُ مِنَ الْأَلْغَامِ تَحْفِرُ حُفْرَةً = تُضَايِقُنَا فِي إِثْرَهَا نَتَرَنَّحُ
أَخَافُ مِنَ الدُّنْيَا وَمَكْرِ دُهَاتِهَا = يُقَابِلُنَا فِي سَاحَةِ الْفِكْرِ مِتْيَحُ{3}
هوامش:
{1} يَتَضَحْضَحُ
السرابُ: تَرَقْرَقَ. وـ الأمرُ: تبَيَّنَ.( تَضَحْضَحَ ) السَّرابُ: ضحضح.( الضَّحْضَاحُ ): ماءٌ ضَحْضاح: قليلٌ لا عُمْقَ فيه. وـ القليل.( الضَّحْضَحُ ) من الماء: الضَّحْضاح. وـ ( في الجغرافيا ): رملٌ أو صخرٌ يتجمَّعُ قريباً من سطح الماء في بحرٍ أو نهرٍ، ويُخْشَى منه على الملاحة.
{2}نُلَحِّفُ
أَلحَفَ: (فعل)
ألحفَ / ألحفَ بـ يُلحف ، إلحافًا ، فهو مُلْحِف ، والمفعول مُلْحَف – للمتعدِّي
أَلْحَفَ صَاحِبَهُ : اشْتَرَى لَهُ لِحَافاً
ألْحَفَهُ الثَّوْبُ : جَعَلَهُ لَهُ لِحَافاً ، أَوْ أَلْبَسَهُ
أَلْحَفَ السائلُ : أَلحَّ في المسأَلة وهو مستغن عنها
أَلْحَفَ شَارِبَه : بالغ في قَصَّه
{3}مِتْيَحُ : مِتيَح: (اسم)
المِتْيَحُ : من يتعرض لما لا يعنيه فيقع في البلايا
المِتْيَحُ من الخيل : التَّيَّاح
التَّيَّاح من الخيل : ما يعترض في مِشْيَتِهِ نشاطاً ، ويميل على جانبيه .