أبطال المسرحية:
الجنرال ( يو – نو – الجزار )
3 سكارتارية عسكريين
6 خدم القصر
رئيس خدم القصر ( تى – صمول – أداه )
دجاجات المعسكر
دجاجة لادوس
دجاجة متطرفة
الدجاجة المزركشة ( دافنشى )
حراس الحظيرة
6 محققى غرفة التعذيب
حارس ملثم
ضباط
مراسلين محليين
مراسلين أجانب
فرقة القطط البرتقالية المتوحشة
الرئيس ( مو – صن – المحبوب )
وحدات قوات العميان الملثمة
الضابط ( نو – مور – المحقق )
المشهد الأول
حفل العسكريين الصاخب
يرفع الستار ..
الزمان .. أوائل الربع الاخير من القرن العشرين ..
المكان .. إحدى البلاد الصغيرة فى ربوع قارة آسيا..
يري مشهد لبهو أحد القصور الفاخرة .. في إحدي البلدات الآسيوية .. توجد في سقف المسرح – مساحة ممتدة من البلور.. مضاءة بضوء باهر.. توجد صورة عملاقة للجنرال.. بطل المسرحية الرئيسى.. زيتية علي الجدار.. ذات إبريز ذهبي عملاقة.. تجاورها عشرات الصور له- مع شخصيات سياسية وعسكرية.. وأمية عالمية ومحلية آسيوية .. إلي أقصي اليمين – يوجد سلم لونة ذهبي.. طويل ممتد إلي الطابق الأعلي .. إلي أقصي اليسار يوجد سلم آخر ذهبي.. يفضي إلي نفس الطابق الأعلي.. السلمان علي شكل بيضاوي.. توجد آرائك ومقاعد متناثرة.. في يمين ويسار المسرح.. بشكل منسق وهندسي.. ذات طراز آسيوي عصري.. ألوانها ما بين سوداء لامعة – وفضية وكهرمانية طراز المكان من الطراز البرجوازي .. السلطوي المتكلف .. توجد علي الجدران أسلحة نارية معلقة.. ترجع للقرون الوسطي والحديثة والعصرية.. مسدسات وبنادق وسيوف وبلطات.. ودروع وأوسمة ونياشين .. وميداليات وشهادات تقدير خاصة بالجنرال والجنرال هو وزير جيوش البلدة.. التى تقع في الشمال الشرقي من قارة آسيا.. وهي بلدة صغيرة تتمتع بإستقلال ذاتي.. وسط الدول الآسيوية الكبيرة.. والجنرال هو الرجل الثاني في البلدة.. التي ليست معترف بها دوليا..إلا من بعض الدول ذات المصالح معها.. ولقبه الرسمي المشهور به (يو – نو الجزار).. وقد لقبه المقربون بذلك اللقب.. لتعطشه للدماء .. في الحروب الكثيرة التي خاضها .. وهو يسعد بذلك اللقب كثيرا .. أما الرجل الأول فيالبلدة .. فهو رئيس البلاد المدني.. الذى أتي عن طريق الإقتراع – الشبه ديمقراطي .. أو من أتي به الجنرال الحاكم الفعلي للبلدة .. ليلهو به كالدمية .. ويحكم من خلف ظهره .. فكل من يصل لمنصب الرئيس .. هو ألعوبه بطريقة غير مباشرة – في يد الجنرال .. ويلقب الرئيس المدني الحالي للبلدة بـ ( مو – صن المحبوب) .. وهو أستاذ جامعي وسياسي شاب .. في العقد الرابع من عمره .. والجنرال والرئيس علاقتهما غامضة .. غير جيدة بالطبع .. لكنها مرتبة وغير متشابكة .. بها شىء من التعقيد .. لا هي جيدة جدا – ولا سيئة جدا .. مذبذبة حسب الظروف .. الجنرال له السيطرة علي كل شىء .. بما فيه الجيش .. لكن بأسلوب مستتر .. والرئيس له المدنيين – الفلاحين والصناع والمتعلمين .. الشبه مغيبين .. يقيم إصلاحاته في البلدة .. فهو واجهة جميلة .. لدولة عصرية ديقراطية .. تسعي للإستقلال الشامل .. تسبح علي بركة من النفط – والغاز والمعادن – والعقول النابهة.. وواعدة في إقتصادها .. الذي يديره العسكريين ببراعة .. عن طريق أساتذه الجامعات والإقتصاديين .. الذين ولائهم مذبذب .. ليس للجنرال ولا للرئيس .. لكن يترنح بين الإثنين .. ما بين صعودا وهبوطا .. خوفا او نفاقا – او لعبة توازنات
الزمان ..
منتصف ثمانينات القرن العشرين .. الوقت عصرا في خريف معتدل .. يسمع صوت ضجة آتية من الخارج .. يدخل الجنرال قصره .. وهو في نهاية العقد السادس من العمر .. في حلته الرسمية .. مع ثلاثة من سكرتاريته العسكريين متوسطي الرتب .. حلته العسكرية براقة .. يري من خلالها هوسه بأوسمته ونياشينه .. يهرول نحوه ستة من الخدم المدنيين .. في ملابسهم البيضاء .. مرعب هو للغاية .. قسمات وجهه .. تشى بالبرود والدموية وحب الظهور .. لياقته البدنية عالية .. فيبدو وكأنه في العقد الرابع من العمر لا السادس .. بسبب خلاصات الأعشاب النادرة .. التي تعيد الشباب للكهول .. التي يحيا عليها .. شعره أشهب بلا صلع .. قبعته العسكرية ضخمة كبيرة .. قصير القامة .. معتدل القوام .. يتعمد الصوت المرتفع – لإخافة من حوله .. وهو لا يحتاج لذلك .. فالجميع يهابوه بالفعل .. بسبب دمويته ومعاداته للبشر .. له ايمائات وتعليقات مخجلة .. كنوع من الوقاحة والتعالي عما دونه .. يتعمد تغيير طبقة صوته الرفيعة .. ليصبح أجش الصوت .. كنوع من إرهاب الضعفاء .. الذين هم جميعا ممن حوله .. وقد اختيروا ضعفاء مستسلمين – بعناية شديدة تدعو للدهشة
يو – نو الجزار : ( في حدة وهو يتلفت حوله )
- أين رئيس الخدم الديوث ( تي – صمول – أداة )
( يدخل المسرح مهرولاً .. رجل عجوز في العقد السادس من العمر .. ويتجه نحوه فى حلة رسمية – سوداء لامعة )
رئيس الخدم : ( في تذلل وإنحناء ) - لبيك سيدي الجنرال الكبير
يو – نو الجزار: ( يشرح في خيلاء ) - في مطلع الشهر القادم .. ساقيم حفلا صاخبا للنخبة العسكرية خاصتي .. سيحضره قواد الجيوش ونوابهم .. وقادة الأفرع الرئيسية .. وقدامي المحاربين .. ورجالنا السريين في الداخل والخارج .. كلابى المخلصين كلهم سيتواجدون
(رئيس الخدم) تي – صمول – اداه : ( في نفاق ) - سيكون حفلاً رائعاً سيدي ..
الجنرال : ( في غرور ) - بالفعل .. ما دمت خططت له يا حثالتى .. أنتم تعلمون عبقريتي العسكرية
( يستطرد )
أريد مئتى بقرة مشوية .. وألفى ديك رومى – على الطريقة الآسيوية .. وشتي أصناف الخضراوات والفاكهة .. وألوف من المأكولات البحرية .. بجميع أصنافها .. ومئات من زجاجات الويسكي والشمبانيا .. والخمور المعتقة الآسيوية .. وكذلك مئات الألوف – من أصناف المقبلات والمشيهات .. أريدها مائدة عامرة .. تتحاكي بها الموسوعات العالمية – وكتب التاريخ .. أريد عشرة آلاف خادم ونادل وسفرجي .. يعملوا في ذلك اليوم العظيم .. يا الله – كأنه يوم الحرب العالمية .. وعلي الأخص
( يفكر لمدة هنيهات )
إذبحوا ألوف من الدجاجات .. التي في حظيرتي الخاصة بالجيش .. الأنفار .. مائة ألف .. مئتي ألف .. ثلثمائة .. أريده رقما خرافياً فلكياً .. أريد ذلك الحفل صاخباً مشرفاً – ذو أرقام عالية تدخل الموسوعات .. أريد بذخا فى الذبح .. أعني ذبح الأبقار والدجاجات – وما شابه ذلك .. فلماذا خلقوا دوابى الملاعين هؤلاء .. بالطبع من أجل الذبح
تي – صمول – اداة : ( في تردد وتلعثم ) . - لكن .. لكن .. سيدي .. آ .. آ
يو – نو – الجزار: ( مندهشاً ) - فيم تلعثمك أيها المؤخرة العجوز .. ماذا تريد أن تقول
تي – صمول – أداة : ( متحرجا ) - معذرة يا سيدي .. أعطني الأمان حتي أتكلم
الجنرال : ( في حدة ) - لن أعطيك الأمان .. عليك التحدث بما داخلك والا
تي – صمول – أداة : ( يتكلم في حذر ) - سنتهم بالـ …………….
يو – نو – الجزار: ( يقهقه ) - بالسفة .. لا يهمني .. أنا أعلم من تعني .. الرئيس المدني .. وفريق أساتذة الجامعات – الذي يعمل معه .. لقد حددت علاقته بنا نحن العسكريين .. هو فى شأنه .. ها .. ونحن في شأنه .. أسمعت نحن في شأنه وكل شئونه .. وإلا قلبت عليه المائدة .. وجعلت البرلمان المزعوم .. الذى أقمته أنا .. يقررإنتخابات مبكرة .. تطيح به وبفريقه
تي – صمول – أداة : ( في تلعثم )
-كلا يا سيدي .. أعني .. أعني .. ليس الرئيس المدني
يو – نو – الجزار : ( في دهشة ) - إذن تعني من ( ساخراً ) التاريخ مثلاً .. أم امك العجوز
( يقهقه )
تي – صول – أداة : ( مطاطي الراس ) - توجد دجاجة في الحظيرة العسكرية .. من نوع .. من نوع .. الدافنشي النادر
يو – نو – الجزار: ( ساخراً مازحا بصوت أجش ) - دافنشي .. قلت دافنشي .. أوه لم افهم
تي – صمول – أداة : ( وهو يزفر ) - نعم يا سيدي دافنشى .. و .. و ..
يو – نو – الجزار: ( يهزل ) - و .. و .. ما شأنها مريضة مثلا
تي – صمول – أداة : ( مرتعباً ) - كلا سيدى .. لكن
يو – نو – الجزار: ( يفكر ) - هل سأحزر كثيراً .. لحمها مسحوم .. مشع مثلا .. به راديوم
تي – صمول – أداة : ( في هلع ) - كلا .. لكن
يو – نو – الجزار: ( يستطرد محتدا ) - إذن ماذا
تي – صمول – أداة : ( في خوف ) - إنها إنها
يو – نو – الجزار: ( يصرخ ) - تكلم يا غبي – يا ابن غسالة الصحون المتسخة فى الجيش
تي صمول – أداة : ( يهمس خائفا ) - متمردة .. إنها فنانة يا سيدي .. ترسم وتنحت وتكتب الأدب – وتقرأ .. تقرأ يا سيدي .. ليست أمية كالباقيات .. من النوع النادر .. آ .. آ .. الذي يتجرأ علي الكبار .. أعني اوامر الكبار
( يصمت الجنرال قليلاً ويفكر .. ثم ينفجر في الضحك عدة ثوان ثم يتمالك نفسه )
يو – نو – الجزار: ( يزفر متنهدا في تهدج ) - آه .. يا غبي .. يا أحمق .. ماذا تعني بكل هذه الصفات – التي قلتها عنها .. أشكسبير هى.. أتولستوي هي.. أهمنجواي هي.. أعلم أن نوع الدافنشي هذه.. كلما ظهر إحداها.. يثير القلاقل والتمردات .. هكذا تقول كتب التاريخ
(بحدة)
لكن ليس معي
(ينفجر في الضحك ثانياً)
أتعني أنها سترفض الذبح.. (يقهقه).. إنها أنثي يا غبي.. والإناث في مكنونهن ضعيفات.. أمام كلمة حلوة .. أمام صرخة في وجوههم .. أمام التلويح بالفراش والقهر
( يقهقه )
أفهمت يا عجوز آسيا .. يا حمار القصر .. يا مؤخرة الحظيرة
تي – صمول – أداة : ( يصيح ) - لن تفلح معها تلك المحاولات سيدى .. قد ترفض الذبح .. للأسف .. سترفض بالفعل .. إنها معبأة تجاهنا .. نظراتها لا تريحنى تجاهنا سيدى.. بعد صيحات – الديمقراطية والحرية والمساواة .. التي يلكوها المدنيين مع الرئيس الملقب بالمحبوب
يو – نو – الجزار: ( في حدة ) - أنا الذي جعلته محبوب .. وأكتب له أوراق خطاباته السياسية
تي – صمول – أداة : ( هامساً ) - الوقت ليس ملائماً سيدي للصدام.. مع .. مع الرئيس وفريقه .. والمدنيين .. الجو معبأ تجاهنا – أعنى فريق العسكريين
يو – نو – الجزار: ( في غرور ) - ضع الدافنشي هذه في أول قائمة الذبح
تي – صمول – أداة : ( في خوف ) - وإن اعترضت يا سيدي .. وأحدثت تمرد بين الدجاجات
يو – نو – الجزار: ( يقهقة ) - وهل الدجاجات تمتلك حق مصريهن يا غبى
(يغادر الجنرال المكان.. ويصعد السلم الأيمن إلي الطابق العلوي.. وهو لا زال يقهقه) - دافنشي وتمرد .. وتقرأ وتقول كلا .. يالحروف الابجدية اللعينة .. لقد جن رئيس الخدم العجوز القواد .. لا يعلم من هو الجنرال .. أنا من سمحت بتعليم تلك الدجاجات .. أنا الدولة والدولة أنا .. وأنتم تدركون من هو الجنرال .. وما هي سياسته وقبضته التي من الفولاذ
( يتوقف ويخاطبه )
لا تنسي أن تضع .. إسم دجاجاتي العاهرات المثيرات ( لادوس ) .. في قائمة الذبح .. وبعد دقائق تاتي بإحداهن – لتصعد غرفتي.. يا .. يا ديوث.. حتى أهددهن بتلك الورقة.. فيظلوا خاضعين لى طوال الحياة .. وبالطبع لن أذبحهن – أنا أهدد فقط .. لكن من ترفض العمل كفتاة جيشا .. تذبح .. ومن ترضخ .. نجزل لها العطاء – مع الضرب بالحذاء
( يظل يقهقه وهو يواصل طريقه )
لكن لا تخبر.. الدجاجة التى ستتمرغ فى فراشى .. إياك وأن تخبرها بأمر ذبحها .. حتي لا يفسد طعمها في الفراش .. وإلا أخذتك بدلا منها وقلبتك أنثى
( يواصل القهقهه وقد غاب عن الأنظار )
تي – صول – أداة : ( هامساً ) - داعر ظالم لعين .. مستبعد سفاح دموي .. وقصير دميم .. ونحن من جعلناه كذلك باستسلامنا .. ياخذ الدجاجات المسكينات إلى فراشه .. ويهددهم بالقتل – وكأنها إقطاعية .. وليست دولة عصرية .. ويجبرنى أنا العجوز المسكين – على مهنة القوادة
( يظهر فجأة الجنرال من أعلي .. ويتساءل في غضب )
يو – نو – الجزار: ( في حدة ) - هل تقول شيئا يا ديوث .. فمك يتلاعب .. أتريد أن تزيد – قائمة الذبح فردأ آخرا .. أظن انى سمعتك تتمتم بشىء ما .. لم أتبينه
تي- صمول – أداة : ( في رعب منحنيا ) - أدعو لك بالصحة والفحولة .. والقدرة علي الذبح سيدي الجنرال
الجنرال : ( في تفاخر وقد أعجبه حديثه ) - قل الجزار .. ولا تنسي كلمة جزار .. يا .. يا .. صراصير الدولة .. ها ها ها
( يدخل مخدعه ضاحكا .. ويغادر كل الحضور بهو القصر المنيف.. ورئيس الخدم .. لا زال يسب ويلعن فى داخله متوجسا )
ستار
المشهد الثاني
الدجاجة دافنشي تتزعم الدجاجات
يرفع الستار ..
يري مشهد لحظيرة دجاج – ليلا من الداخل .. المكان بدائى متواضع للغاية .. توجد العشرات من الدجاجات السمينات .. ذوات الألوان المختلفة .. يوجد مصباح وحيد عملاق.. يتدلي من السقف .. يري باب وحيد يفضي للخارج .. يقف خارجه حارس مسلح ملثم يسمع صوت قراق الدجاج الهامس .. يدخل كبير الخدم ( تي – صمول – أداة ) .. من الباب الوحيد مضطرباً يرتعد .. ومعه عشرات من الجنود المسلحين .. يقف وسط الحظيرة محاولا التماسك .. وقد تباعدت عنه الدجاجات .. يتفرس فيهم ويتفرسن فيه .. إستعداداً لإلقاء بيانه وأوامره
تي – صمول – أداة : ( في إرتباك )
- يا دجاجات .. يا أنفار – إعلمن .. هذا مرسوم عسكري .. لقد صدر أمر عسكري سيادي .. من الجنرال الجزار .. بأنه في نهاية الشهر الجاري .. سيقام حفل كبير للنخبة العسكرية .. وسيذبح فيه منكن .. آ .. ثلثمائة ألف دجاجة .. آ .. آ .. وستعلن ورقة علي الجدار بأرقامكن .. ومن يصيبها الدور .. تسلم نفسها للمطبخ على الفور .. ومن ستتقاعس ستحاكم – برفض الأوامر والجهاد والخيانة
( يصمت لاهثاً )
وعلي رأس القائمة .. الـ .. الدجاجة المزركشة من فصيلة ( دافنشى ) .. أما الدجاجات من فصيلة ( لادوس ) فتعفي من الذبح .. رحمة بـ بـ .. أطفالهن الصيصان .. مادمن مطيعات للأوامر – ذات الطبيعة الخاصة
( يغادر المكان مسرعاً هو وجنوده .. خوفاً من رد الفعل .. وهو يمسح عرقة .. وقد ساد صمت مطبق وذهول .. ووجوم علي وجوه الدجاجات )
دجاجة 1 : ( في ذهول ) - أذبح .. أنا أذبح .. ومن يرعي أولادي .. من بعدي .. عندي كتاكيت كثيرة .. عشرات أرعاهم .. صغار أطعمهم يومياً .. فرقة بأكملها من الجياع .. إذا ذبحوني .. من سينثر لهم الحب .. القمح والشعير .. من سيطعمهم .. هذا .. هذا .. ظلم .. ظلم .. ظلم .. من يرعي الصيصان من بعدي
( تنخرط فب بكاء صامت )
دجاجة 2 : ( مبهوتة ) - الذبح.. النهاية الذبح.. لقد خدمت الجنرال عشرات السنين.. وخدمت الحظيرة بإخلاص.. وعلمت أكثر من خمسة آلاف كتكوت.. مهارات الحياة في الأجواء الوعرة.. يكون هذا جزائي الذبح .. الذبح كشىء ليس له ثمن .. يالعدالة الجنرال ..
( تظل تبكي بصوت هامس )
دجاجة 3 : ( وقد مسها شىء من الجنون ) - أذبح .. أنا أذبح .. بعد كل هذه السنوات من الخدمة .. لقد علمت أولاد الجنرال .. من التمهيدي حتي الجامعة .. وصاروا قواد عسكريين .. وتحملت تحرش صبيانة بأنوثتي .. وبكتاكيتي الإناث .. ونظفت مراحيض القصر .. سنوات ليلاً بريشى – في البرد القارص .. وتكون نهايتي الذبح والطهو .. لا لا .. هذا كثير .. هذا ظلم .. ظلم بين .. سأموت كمدا هكذا
(تنخرط في بكاء عميق .. ويسود صمت طويل)
دجاجة لادوس : (وقد شردت في المجهول) - أما أنا .. فلا أخاف من الذبح .. بالرغم من إعفائي منه .. وأنتن تعلمن لماذا .. لأني داعرة للجنرال وخاصته .. فأنا فتاة الجيشا .. مذبوحة منذ زمن طويل .. قليلاً أصبح سلعة جنسية .. وأعامل أقل من فتيات الليل .. وبعد إهدار أنوثتي .. أضرب بالحذاء كمكافأة .. قطة المعسكر أنا .. حتي القطة الرخيصة .. لا تقبل ما أنا فيه .. دجاجة مجرد دجاجة لادوس .. عاهرة .. لذلك لم أذبح فعلياً .. ولا أخاف الذبح إن وقع .. ومن أسوأ ليالي حياتي .. ألا أذبح .. والدجاجات الفاضلات الأفضل مني أخلاقيا .. هن الائي يذبحن .. يالعجب الزمان .. إنها لسياسة تفريقية تعسفية .. فرق تسد .. إذبح بلا مبرر تسد
دجاجة متطرفة : ( وقد حلقت في أوهامها ) - أنا.. انا يا دجاجات كافرات .. لا أخاف الذبح.. لأني متدينة ونقية.. وأصلي للسماء ليل نهار.. فصيلة نادرة من الدجاج أنا.. قريبة من الله.. كلكن ملوثات إلا أنا.. قديسة.. نعم والله قديسة .. أنا الطاهرة المتدينة العفوف .. بعد الذبح .. سأذهب لجنة السماوات العليا.. لملكوت الله.. لم أفعل شىء في حياتي إلا التدين.. والترانيم الدينية.. فأنا أنقي منكن .. جئت من السماء للسماء .. يا ملوثين .. في عالم أشد تلوثاً
( تضع وجهها بين جناحيها وتبكي في صمت )
دجاجة 4 : ( تنظر إلي الدجاجة المزركشة الوحيدة .. من نوع الدافنشي وتندهش لرد فعلها البارد.. وابتسامتها المكتومة.. وكأن الأمر لا يعنيها.. وكأنها لن تذبح أول القائمة) - وأنت يا دافنشي .. لماذا لا تتكلميين .. أنت في أول قائمة الذبح
( تبدأ الدجاجة دافنشي في الضحك .. بصوت خافت .. ثم تعلو تدريجياً طبقة صوت ضحكاتها .. حتي تصل للقهقهة )
دجاجة دافنشي : ( تلوح بإحدي جناحيها كالإصبع ) - أنا لن أذبح يا عزيزتي
دجاجة لادوس : ( في سخرية ) - لماذا .. هل ستذهبين لفراش الجنرال مثلي .. حتي لا تذبحي .. هل أعلمكِ فنون العهر والتبذل
(تضحك الدجاجات في ألم .. وتبكي الدجاجة لادوس علي حديثها المؤلم .. كأنها تجلد ذاتها)
دجاجة دافنشي : ( في صوت حاد ) - أنتن تعلمن .. أني لا اذهب لفراش الصفوة .. ولا أنظف مراحيضهم .. ولا أؤمن حتي بسخافات معتقداتهم .. التى يفرضوها علي العامة .. ولا اعمل بصاصة علي زميلاتي .. من أجل لقمة العيش كبعضكن .. من المأسوف عليهن .. لكني صراحة أقولها .. أقولها .. أنا لن أذبح
دجاجة 5 : ( وهي تذرف الدموع ) - كيف وأنت نفر .. ولا يوجد ديك يحميك .. زوج أوعش .. أو صاحب مصلحة .. أو .. أو .. على من تستندين
دجاجة دافنشي : ( في جرأة وقوة ) - لا أحتاج لديك شركسي .. أو رومى آخر يحميني .. سأعترض وأمتنع عن تنفيذ الأوامر .. سأمتنع عن الذبح عزيزاتى
( تصعق الدجاجات – ويبتعدن من جوارها .. ويسود صمت عميق .. وكأنه له صوت .. صوت صيحاتهن المكتومة .. تتجرأ إحدي الدجاجات .. وتتلفت حولها وتهمس للدجاجة دافنشي )
دجاجة 6 : ( هامسة وجلة ) - هذا جنون يا زميلة دافنشي
( تتلفت حولها )
سيؤخذ حديثك علي أنه تمرد .. سوف تعدمين بعد محاكمة قاسية .. ستوصمين بالعار .. الذبح أشرف لك
( تهمس )
وما أكثر التجني في تلك المحاكمات ..
دجاجة دافنشي : ( في جنون التعقل .. وتعقل الجنون ) - أعدم وأنا متمردة .. أشرف لي ألا أموت كطعام للجنرالات .. بلا سبب منطقي .. أنا علي إستعداد للموت في سبيل الوطن .. في حرب شريفة مقدسة .. لا في حفل مبهرج عسكري .. أساوي فيه بالكافيار وإلاستاكوزا .. وخلل الأسنان .. وسيقان الضفاضع وأجنحة الصراصير
(يعود الصمت ليسود .. بعد تجمع الدجاجات في ركن.. والدجاجة دافنشي في ركن آخر)
دجاجة 7 : ( تصيح باكية ) - يا مجنونة .. أنت تعلمين أني أحبك .. أحب فيك الحديث الحلو المثقف .. ورعايتك لنا في الشدة .. وريشك المهندم .. وعقلك المتسع
( تصرخ )
يا معتوهة .. سيمثلون بك.. ستتهمين بعصيان الأوامر .. يتتوجين بباقة من التهم .. أولها رفض الجهاد العسكرى .. وعلاء مكانة الوطن .. قد يصل الأمر بإتهامك بالخيانة العظمي .. أنت تعلمين عقيدتهم .. من ليس معهم فهو عليهم .. سيلفقون لكي التهم البشعة .. وأنت النقية الطاهرة
دجاجة دافنشي : ( فيضحك هادىء ) - أشكرك عزيزتي دجاجة نفر 7 .. يا صديقتي الحميمة .. لا يهمني أتهم بالخيانة .. ورفض الأوامر .. أفضل الموت .. علي أن أوضع في صحن أبيض .. ويغمد عسكرى كبير أحمق .. مدعي للبطولة .. فاشل حتي في لعب الشطرنج .. يغمد شوكته وسكينته .. ويقطعني لأجزاء – و يلوكنى في فمه المقدس .. ويالسخرية القدر
دجاجة 8 : ( تتشبث بها باكية ) - يا مجنونة .. ستعدمين في ميدان عام كخائنة .. سيقولون أن لك آراء متطرفة سياسياً .. وأنك ضد مصالح النظام
دجاجة دافنشي : ( تصيح وهي تلوح .. بريشتها الكبيرة الحمراء في جناحها ) - لا يخيفني كل ذلك .. سأثور وأتمرد .. وأوصل صوتي .. للإدارة الأعلي فالأعلي .. للرئيس ( مو – صن – المحبوب )
دجاجة 9 : ( تضحك باكية ) - يا حمقاء .. هل تظنين أن الكبار .. علية القوم .. سيلتفتون إليك .. يتشاحنون – ويغيرون من سياستهم – من أجل نفر مثلك .. حتي وإن كانت دجاجة دافنشى نادرة
دجاجة دافنشىى : ( تصيح وترد بصوتها ) - يا زميلة نفر .. دجاجة دافنش .. دجاجة لادوس .. دجاجة متطرفة .. دجاجة سين .. دجاجة صاد .. أيا كان نوعها .. أنا مخلوقة عندي كرامة وكبرياء .. لا أعامل كأداة لشىء مهين .. ليس له مشاعر وحقوق .. سأثور علي الأوامر .. وأوصل صوتي للرئيس المحبوب .. حتي ولو فقدت حياتي .. حتي وإن لم يسمعني هو .. فالسماء تسمعنى .. وسالقن هؤلاء الحمقى الذين بالأعلى – درسا .. تتحاكى به الأغانى والأهازيج
دجاجة 10 : ( تبكي من هول تخيل المشهد ) - يا مخبولة .. سيمنعونك من الوصول للرئيس المحبوب .. إنه محاصر بالأمن .. أو بذريعه تأمينيه من الإغتيال .. هل تظنيه يقابل العامة مثلنا .. ستعتقلين وأنت تفكرين في لقاءه
دجاجة دافنشي : ( تصيح في حده .. وهي تلوح بميثاق حقوق الدجاجات ) - أليس هذا هو ميثاق حقوق الدجاجات .. الذي يتشدقون به في الإعلام .. سأضعه في عين الجنرال .. أريد تطبيق ما جاء به بعدالة
( تصمت )
من منكن معي
( تصمت جميع الدجاجات .. وتبادر العشرات بالإبتعاد عنها )
أنا أعذركن .. والتمس لكن العذر .. جبناء مهيضى الجناح .. كم أنتن مساكين .. تساقون إلي الجحيم جماعات
( تتجه لباب الحضيرة .. وهي تحمل الميثاق.. وتلوح به في حدة )
أنت يا هذا .. يا حارس الحظيرة .. أيها الحراس – هل تسمعوني
حارس 1 : ( في ذهول ) - ماذا تريدين يا معتوهة .. لماذا تصيحين هكذا ليلاً .. هل جننت با نفر دجاجة دافنشي .. لا ينقصنا إلا أنت .. تصرخين هكذا .. أنا لا أعمل عندك .. يا جناح الكتكوت
دجاجة دافنشي : ( تصدر الأوامر في تحدي ) - إرسل في طلب المدعو كبير الخدم (تي – صمول – أداة)
حارس 2 : ( في سخرية وإستهانة ) - ولماذا تطلبينه يا مختلة .. هل ستطلبين ترقيتك لجنرال .. أم ستطلبين الزواج منه .. عودى إلى مكانك
.. وإلا أطلقت عليك النيران
دجاجة دافنشي : ( في سخرية مضادة ) - لا أخافك يا فصيح المعسكر .. أطلق النار إذا شئت .. قل للجميع أن الدجاجة دافنشي .. تعترض علي الذبح .. علي تقرير مصيرها .. ولن تذبح كمثيلاتها .. وستهدم المعبد علي رؤسكم جميعاً
( تلتف الدجاجات حولها .. وقد نشبت الحمية فيهن .. ويتعالي قراقهن )
من منكن معي
( تصيح الدجاجات الحظيرة .. كلهن في صوت واحد جهوري )
الدجاجات : ( في صوت يرج المعسكر ) - نحن جميعاً معك
حارس 3 : ( في ذعر يخاطب رؤساءه .. في جهاز اللاسلكي )
– يا إلهي .. لقد وقع التمرد .. شىء لم يحدث في بلادنا .. منذ ألوف السنين .. لقد إعترضت إحدي دجاجات الدافنشي النادرة .. علي مصيرها .. على تقرير مصيرها .
ستار
المشهد الثالث
تحقيق مع الدجاجة دافنشى المتمردة
يرفع الستار ..
يري مشهد لحجرة صغيرة .. جدرانها سوداء .. مستطيلة الأركان .. في مواجهة الجمهور .. تقع منضددة مستطيلة ممتدة .. يجلس أمامها ستة من المحققين المتنمرين .. من ذوي الرتب فوق المتوسطة .. يوجد مصباح وحيد متدلي من السقف .. إضائته شديدة
الدجاجة دافنشي – تقف معصوبة الأعين .. وقد وضع حارس يقف خلفها .. ملثم أسود الملابس – يضع سلاحه الناري في رأسها .. مصوباً الماسورة – نحو مخها الصغير النابه.. وهي تضحك غير آبهة .. بكل ما حدث وسيحدث .. يخاطبها المحقق العسكري .. الثالث من الوسط
محقق 3 : ( في حدة )
- إسمك يا دنيئة
دجاجة دافنشي : ( ساخرة منتبهة ) - دنيئة .. حسنا يا من تحقق مع الدنايا .. نفر.. دجاجة نفر دافنشي .. أو إختر ما يحلو لك .. من نعوت الالفاظ
محقق 3 : ( متسائلاً ) - نوعك .. أعني فصيلتك .. ولا تثرثرى كثيرا
دجاجة دافنش : ( تستطرد ) - من نوع الدافنشى .. فصيلة نادرة .. نفر في حظيرة الجنرال الجزار .. وزير جيوش بلدنا الاسيوي
محقق 1 : ( في صراخ هادىء ) - لماذا فعلت فعلتك
دجاجة دافنشي : ( ضاحكة ) - لم أفعل شىء خاطىء .. إعترضت علي مصيري ..هل هذا خطأ .. محرم دينياً .. مكروه في التعاليم السماوية
محقق 2 : ( ضاحكاً في سخرية ) - وهل لك مصير .. يا جناح اليرقة .. يا أقل من الصرصورة
دجاجة دافنشي : ( تتنهد ) - وهل تظنون اليرقة يا جعارين عمياء .. من الدجاجات العاديات .. أساق إلي الذبح .. بلا سبب .. وأذهب طواعية .. هل تظنوني أداة بلهاء .. أداة للفساد .. مثل خادم الجنرال .. العلكة الممصوصة .. المبصوقة على الأرض
محقق 4 : ( يضرب المنضدة بيديه الإثنتين بحدة ) - تحفظي – فأنت تخوضين في سير الكبار .. وما أدراك ما الكبار .. وغضب الـ .. الكبار .. يا صغيرتي الأنثي
دجاجة دافنش : ( وقد وعت تلميحاته ) - أنا أحترم سير الكبار .. سيدي الضابط – ذو التلميحات الجنسية الخاصة .. لكن ما هو مفهوم سيرهم هذا .. ما هو المبرر .. من ذبح ثلثمائة ألف دجاجة – بلا سبب منطقي .. أتموت من أجل إطعام بطون – العسكريين الكبار وحفلاتهم .. أنموت من أهل أمجاد الكبار .. لابد من وضع حد لمغامراتهم تلك .. أنا أفهم أن يموت المرء .. في سبيل قضية ما .. حرب ما مقدسة – لا حفل يا .. عزيزي الضابط متوسط الرتبة .. يا من تهددنى
محقق 5 : ( يضحك مخيفاً إياها – بضحكته الطويلة الممطوطة ) - أوه .. هكذا ..اذن أنت تنتحرين بتلك الأفكار .. وتلك العبارات – التي تردديها علي مسامعنا
دجاجة دافنش : ( تصر علي كلماتها ) - نعم .. سمعها كلما شئت .. تمرد .. ثورة .. عته .. بله .. إنتحار .. صدام .. فانا لست أهاب الموت .. أموت نعم – لكن في شىء عادل ومشرف .. حرب كما قلت سالفاً .. مقدسة .. جهاد في سبيل الوطن .. محاربة العدو .. أعداء .. داخليين أو سواء كانوا خارجين .. أم لا .. أفعل شىء مشرف .. لكن أذبح من أجل – أن يلوكنى قائد عسكري .. لم يفعل شىء في حياته وتاريخه .. إلا التشدق بالوطنية .. وإلتهام الضحية من الدجاجات .. هذا هو المحال .. سيدي الضابط رفيع الشأن
محقق 6 : ( محتدا ثائرا ) - تحفظي وإلا الموت
دجاجة دافنشي : ( صارخة في رعود ) - أنا ميتة بالفعل .. لذلك أقول رأيي فيكم بصراحة
محقق 1 : ( وقد حرك حاجبيه مندهشاً ) - أنت خطيرة بالفعل .. ولا تهابي أي شىء
دجاجة دافنش : ( في عصبية ) - نعم لا أخشي الموت .. أنتم تستعبدون الدجاجات .. وتضيعون ذخيرة الجيش الآسيوى والدولة .. كباقي دول آسيا كلها بلا معني .. وأتمني أن يصل صوتي – للأعلي .. للرئيس المدني
محقق 2 : ( ساخراً ) - الرئيس المدني كما تسميه .. الألعوبة المزعوم .. نحن الذين نوصل لمسامعه ما نريد .. أتسمعين .. نحن .. هل أمطها لكي كي تفهمين .. نـ …. ح …. ن
دجاجة دافنش : ( في محاولة لإثارته.. وتصيد لاخطائه ) - لا تخوض في سيرة الرئيس .. أنت هكذا .. يا عزيزي .. هذه جريمة يعاقب عليها القانون .. هل أمطها أنا الأخري لك .. لا .. ت …. خ….و….ض
محقق 2 : ( يقهقه ) - لا تلعبي معي تلك اللعبة .. أنا فقط من يلعبها
دجاجة دافنش : ( في قهقهة ) - أنت سيادتك الذي قلت أنكم – تحركوه .. وهذا ليس في صالحك .. وإن ساسرد علي مسامعه – ما قلته عنه .. ما ساء ويسىء
محقق 3 : ( يرعد ساخراً ) - أوه عزيزتي الثائرة .. هذا إن خرجت حيه من هنا .. اسمعت حية
دجاجة دافنشي : ( تصرخ وكل جسدها يهتز ) - التهديد بالموت لا يهمني .. فأنا وقعت شهادة – ولادتي ومماتي .. بالتمرد علي أمر ذبحي .. فبماذا يضير الشاه سلخها بعد ذبحها
محقق 4 : ( يلمح لها حتي يخيفها ) - قولي لي يا كتكوتة .. هل مثلاً .. مثلاً تحبين العدو
دجاجة دافنش : ( في إنتباه وشبه ضحك ) - لا تلعب معي في ذلك الطريق .. من يتمرد علينا له صلة بالعدو .. لا تجعلني أتجه لموقف الدفاع – بعد الهجوم
( تصمت )
حسناً .. هنا سأجيبك بالفعل .. أنا أحب العدو .. وأنتم العدو لذلك أحبكم .. عليك أن تختار ما بين – حبي وكرهي .. الكرة في ملعبك
( تضحك ضحكات عالية )
محقق 5 : ( محاولاً إنهاء القضية ) - حسناً .. هكذا .. إذن لقد وسوس أحدهم في راسك .. شخص ما .. كيان ما .. لقد إتصلت بالعدو – أنت موقوفة – لحين محاكمتك محاكمة عسكرية .. يا خائنة
دجاجة دافنش : ( تصيح ) - العدو الأكبر – هي لعبة الشطرنج .. التي يلعبها رؤسائك الجنرالات .. أنتم أعداء البلاد .. بل أعداء آسيا كلها .. تلك القارة الشعبية المكتظة بالسكان .. التى أنتم عار عليها
محقق 6 : ( محتداً ) - أيها الجندي – أطلق النار علي رأسها .. لأنها تتطاول علي أسيادها .. بعبارات تمس كيان الدولة
( وقبل ان يطلق الجندي النار .. يسمع صوت فراق الدجاجات في الخارج عاليا .. فيضطرب المحققين )
محقق 6 : ( للجندي الذي يصوب البندقية .. في رأس دافنش ) - إذهب يا ولد لتري ما الأمر
الجندي : ( منتبهاً ) - حسناً سيدي ..
( يركض الجندي ويفتح باب غرفة التحقيق .. ثم ثوان يعود بعدها الجندي .. ومعه ضباط مذعورين )
محقق 1 : ( يتساءل ) - ما الأمر أيها الضابط ..كيف تدخل علينا هكذا .. من تظن نفسك ..غرفة التعذيب محصنة ضد كل الأعراف والتقاليد .. هنا قانون آخر .. لا يخترقه أحد .. ولا حتى الرئيس المحبوب الألعوبة
ضابط 1 : ( يرتعد ) - الدجاجات في المعسكر .. علمن بأمر التحقيق مع دافنش .. أو تصفيتها .. لقد ثارت الدجاجات المجندات
محقق 2 : ( في دهشة ) - من أعلمهن يا بهيم
ضابط 1 : ( يتلفت حوله ) - لا أدري لابد أن أحدا ما .. يسرب أخبارنا لصالح الدجاجة .. الجنرال غاضب جدا .. الأوامر تقول حلوا الأمربسرعة .. حتي لا يصل لمسامع الرئيس المحبوب – والإعلام الداخلي والخارجي
محقق 3 : ( في إرتباك ) - كيف .. الأمر كبر وإستفحل – نريد أوامر من أعلي بذلك ..أنا لا أتصرف من رأسى .. رتبتى لا تسمح بذلك
ضابط 1 : ( يحدس مرتبكاً ) - تحاكم دافنش علي أنها خائنة .. أو أتصلت بالعدو .. أو إرهابية .. أو مجنونة .. أو .. أو .. أي شىء يا رجل .. الأمر بدأ يتعاظم – قيادة الجيوش تتخبط .. وصل عدد الدجاجات الثائرات لمئات الألوف .. لقد أعلنت حالة الطوارئ .. المعسكرات تغلى كبراد من جحيم
( يهرول جندي لداخل الحجرة – ويهمس في أذن الضابط – ثم يغادر بنفس الهرولة )
محقق 6 : ( مأخوذاً ) - ماذا حدث
ضابط 1 : ( يزفر ويمسح عرقه ) - مراسلي وكالات الإعلام – بالداخل والخارج .. قد علموا بالأمر .. وهم الآن أمام الجنرال الجزار .. يشرح لهم الأمر .. وكذلك الرئيس المحبوب قد علم بالكارثة .. رغم محاولات التعتيم .. يا إلهي إنها شىء مثل القنبلة – وتوابعها
(يعلو تدريجياً صوت قراق الدجاجات .. والمحققين والضباط هلعين .. ويسمع صوت الدجاجة دافنش .. تضحك عالياً بصوت ساخر )
دجاجة دافنش : ( تتساءل ) - والآن أعزائي أفراخ النسور .. هل أنا خائنة .. أم مجنونة .. أم متمردة .. أم إرهابية .. أم ماذا.. يا أولاد الأمهات الصالحات
( تظل تقهقه والمحققين صامتين عاجزين عن اخذ القرار )
ستار
المشهد الرابع
الجنرال الجزار أمام مراسلي الإعلام
يرفع الستار ..
يري مشهد لقاعة إجتماعات كبيرة .. الجنرال يقف علي منصة مرتفعة .. تعج بالميكرفونات .. وأمامه العشرات من رجال الصحافة والإعلام .. والمراسلين ومندوبي الصحف المحليين والأجانب .. يري علي وجه الجنرال الإرتباك والإضطراب .. ويتصبب عرقا
مراسل أجنبي 1 : ( يتساءل )
- سيدي ما أمر الدجاجة
الجنرال الجزار : ( يحاول الإبتسام ) - الأمر .. الأمر هو .. بسيط جدا إنها إنها .. دجاجة متمردة علي الأوامر .. تحرض الدجاجات على العصيان
مراسل أجنبي 2 : ( يشير يقلمه المصنوع في آسيا ) - سيدي الجنرال .. آسيا بلاد عريقة .. أنتم الآسيويين تصنعون تكنولوجيا المستقبل .. التقنية – حتي أن قلمي هذا صناعة آسيوية .. قل لي سيدي .. هل تلك الدجاجة ضد النظام .. أم ضد سياساتك في إدارة الجيش
الجنرال الجزار : ( يرتبك محتداً ) - لا يوجد أحداً ما – يعترض علي سياستي .. لأن لأن .. لأن ساستي تهدف للصالح العام .. ونحن جميعاً هنا عائلة واحدة ..نحن بلد آسيوي ديمقراطي .. كما قلت أنت سيدى ومنتجة للتكنولوجيا
مراسلة محلية 1 : ( تصيح ) - قيل أنها خائنة .. هل هذا صحيح .. هل إتصلت بالعدو بالفعل .. هلا تعمل لحسابه .. وإذا حدث كيف .. وهي كما قيل لا تخرج من حظيرتها .. ومن هو العدو هذا
الجنرال الجزار : ( يتلعثم ) - نعم نعم .. هي خائنة .. لكن – لم نتأكد من ذلك .. نعم لم نتأكد بعد .. التحقيقات لازالت جارية
مراسل غربي 1 : ( يتقدم ويصيح بلكنة غربية ) - لقد قالت مصادر من مكتبك .. أنها مختلة ومضطربة نفسياً .. هل هي خائنة أم مضطربة .. أم عميل .. أم ماذا
الجنرال الجزار : ( يمسح عرقه ) - لم نتأكد بعد .. لم نتوثق من .. من أي شىء تجاهها
مراسلة محلية 2 : ( في حدة وتلوح بأوراقها ) - سيدي الجنرال .. أنت لم تعطنا إجابات وافية .. علي تساؤلاتنا
( للحضور )
أنا أقول لكم
( للمراسلين جميعاً )
كل ما يحدث سادتي .. أن الدجاجة المسكينة .. إعترضت علي سياسات الجنرال .. والبهرجة العسكرية – التي يقوم بها من .. مآدب وترف وبذخ .. علي المحيطين به .. وجعل الدولة فريقين .. فريق مع فلان وآخر مع علان .. بعدها تتهم .. إما بالعمالة .. أو بالخيانة أو بالجنون .. أو أو .. مع أنها شبه محبوسة .. لم تخرج من حظيرتها طوال حياتها .. سيدي الجنرال .. أنتم النخبة العسكرية قوم آفاقين .. تتحولوا إلي هرر متوحشة .. إن مس أحدهم طبق طعامكم – وهو السلطة
الجنرال الجزار : ( يصرخ ويرعد ) - إنك عميلة مدسوسة علينا – أيتها الصحفية المراسلة .. أخرجوها من القاعة
( يمسك الجنود بالصحفية المراسلة المحلية .. ويجروها علي الأرض .. في مشهد صورته – جميع وكالات الأنباء .. والمراسلة تسب وتلعن الجنرال ورجاله .. بعدها يعود الجنرال إلي هدوئه – ويشير للمراسلين )
الجنرال الجزار : ( وهو يتصنع الهدوء ) - السؤال التالي .. سيداتي وسادتي
مراسل غربي 2 : ( مندهشاً من مشهد جر المراسلة على الأرض ) - سيدي الجنرال .. هل هذه الطريقة التي تعاملون بها النساء – في بلدكم .. المراسلين علي الأخص
الجنرال الجزار : ( يحتد لكن في إبتسام ) - إنها تتطاول علي الدولة وسياساتها
مراسل غربي 2 : ( مندهشاً ) - لم تتطاول سيدي لكنها ……..
( يقاطعه الجنرال محتداً )
الجنرال الجزار : ( في حدة ) - أيها جندي خذ منه الميكروفون وإمنعه من الحديث
( يقترب علي الفور .. أحد الجنود منه .. ويأخذ منه الميكروفون .. ويشير له بالمغادرة – ويغادر المراسل وهو مذهول .. وقد صور المشهد الهزلى المشين – المراسلين ووكالات الأنباء بكاميراتها .. يشير الجنرال للحضور بالتقدم للسؤال التالي )
مراسلة محلية 3 : ( في صوت أشبه بالصراخ ) - سيدي الجنرال .. أنت لست سيداً لأحد – الأمر كله تذبح الدجاجة أم لا .. هذا هو سر الموضوع
( للحضور )
يا سادة الدجاجة .. إعترضت علي مصيرها .. لذلك عوملت بتلك الوحشية .. إنها لا تريد من أحد اللهو بمصيرها .. لذلك تتهم .. إما بالخيانة أو الجنون
( للجنرال )
سيدي الجنرال .. أنت لست سيدنا .. سيدنا هو الرئيس الطيب ( مو – صن – المحبوب ) الهادئ الطباع .. وليس مثلك عدوانى دموى
(يحمر وجه الجنرال .. ويشير للجنود بيده .. ليخرجوها بنفس الطريقة السابقة .. في مشهد – كشف سؤء حالة نظام الجنرال – ووحشيته .. صورته جميع وكالات أنباء العالم علي الهواء.. وهم يجروها على الارض- وتتمزق ملابسها -وتظهر اجزاء من جسدها.. ثم بعد أن يستعين الجنرال هدؤه .. يشير للسؤال التالي)
مراسل آسيوي : ( فى صوت هادىء ) - سيدي الجنرال .. لابد من الإفراج عن الدجاجة .. الأخبار أتتنا أن الأمر إستفحل .. وسيخرج عن نطاق السيطرة .. بلدكم بلد آمن .. لا تدع لأعدائكم – الفرصة .. للنيل من النظام .. إعترفوا بخطئكم .. وأفرجوا عن الدجاجة
الجنرال : ( في حدة ) - كلا .. وأنا أعلم ما الصالح وما الضار .. وإلزم حدودك .. هل تحكم معى الجيش أم ماذا
مراسلة محلية 4 : ( تصرخ ) - سيدي الجنرال .. كف عن غرورك هذا .. لقد أثرت الدجاجات بسياساتك – وحفلاتك الصاخبة المبهرجة .. المعسكرات علي شفا بركان .. وأنت تنكر مسألة الذبح .. وتلف وتدور حولها
( للحضور )
نعم يا سادة .. جريمة الدجاجة التي لم يغتفرها لها الجنرال .. هي أنها رفضت الذبح
(للجنرال)
هيا ايها الجنرال .. قل أمام الجميع .. هل حديثي هذا صادقاً أم كاذباً
الجنرال الجزار: (وقد مسه جنون الغرور) - آ .. آ .. نعم الأمر كله كذلك .. وما شأنكم أنتم بسياسة الدولة أو .. سياستي .. هل تفهمون مثلي في العلوم العسكرية .. هل تعون ما معني التكتيك .. وفن تحريل القوات .. أنا هنا الحاكم .. وليس أحداً ما اخر.. أذبح أولاً أذبح الدجاجات .. تلك هي شئون منصبي .. ومن لا يعجبه حديثي من الحضور – يغادر القاعة
مراسلة محلية 4 : ( تصرخ ) - أنا أعترض ولن أغادر
الجنرال الجزار : ( يشير لجنوده ) - جروها – وإلقوا بها خارجاً .. بدون أدوات البث .. تصادر لصالحنا
مراسل غربي 3 : ( مندهشاً ) - سيدي الجنرال .. هذا كثير نحن علي الهواء
الجنرال الجزار : (يشير لجنوده) - هذا أيضاً يخرج
مراسل محلي 1 : (في ذهول) - يا سيدي الجنرال .. نحن لسنا قطيع حيوانات . تفعل بنا ذلك .. مسكينة دجاجاتك .. لهم الحق فى التمرد
الجنرال الجزار : ( يصيح ) - وأنت أيضاً تخرج – بدون كاميرتك وأجهزة البث
( يحدث هرج ومرج – الجميع في القاعة .. المراسلين يصيحون في وجه الجنرال .. البعض والبعض الاخر .. يقاوم الجنود .. الذين بدئوا يستعملون العنف بالهراوات.. وكل كاميرات العالم تصور المهزلة .. بثاً حياً .. في حالة من الهرج والبعثرة والتشابك بالايدي .. وصراخ المراسلات ولغط المراسلين .. والجنرال يقف علي المنصة – يجفف عرقه مصرا على اسلوبه .. متنمرا للجميع)
ستار
المشهد الخامس
الدجاجة دافنش تشرح قضيتها للإعلام
يرفع الستار ..
يري مشهد للدجاجة دافنشي .. مع عشرة من الدجاجات رفيقاتها – إحداهن من نوع لادوس (فتيات الجيشا).. في قاعة فسيحة.. تقف أمام العشرات من المراسلين.. من وكالات الإعلام.. المحليين والأجانب.. الدجاجة دافنشى قد أفرج عنها.. وتقف في ثبات مع زميلاتها .. تحمل ميثاق حقوق الدجاجات .. الذي كتبه الجنرال الجزار بنفسه – مع الدستور الذى يتشدق بالحرية .. وهل أول من يخرقه .. ويعبث بالدساتير التي يكتبها هو .. من حين لآخر
مراسل غربي 1 : ( مبتسما )
- يا سيدة دجاجة العظيمة
دجاجة دافنشى : ( في خجل وقد طاطئت راسها ) - لست سيدة أحد .. أنت الذي سيدي .. ما دمت ضيفنا .. نادني بالدجاجة النفر – دافنشى الآسيوية
مراسل غربي 1 : ( يكمل ) - حدثينا أولا عن نوعك – وسر الدماء الثائرة التي تسري في عروقك
دجاجة دافنش : ( تضحك في خجل .. وهي لا زالت تنظر فى الأرض ) - أنا أدعي دجاجة نفر – دافنش .. موقعي دجاجة نفر .. في حظيرة الجنرال الجزار.. وجذوري من فصيلة الدجاج – دافنشى النادر المزركش الألوان.. كما ترون.. ولا أدعي أني أفضل عرقا.. من زميلاتي الدجاجات .. لكن قيل أن في دمائنا التمرد – والثورة علي الأوضاع الخاطئة.. في بالكم بإستعباد الدجاجات.. وأنا في طفولتي القريبة.. قرأت تقريبا جميع الكتب .. التي في مكتبة قيادة الجيش .. مثل كل أدب الروس.. والأدب الأمريكي .. وكذلك الإغريقي .. وكل الملاحم القديمة .. وكل كتب الأديان الحية والبائدة .. وجميع النظريات السياسية العالمية.. من أول الإستبدادية حتي الديمقراطية والليبرالية .. التى أعتنقها – وكذلك المئات من آداب الطفل .. من أول القصص المصورة حتي الكومكس.. ولا أدري أني أفعل شىء غريب.. لأن الجنرال – الذي أبجله وأقدره.. فعل بى صنيعا جميلا.. عندما سمح للنفر – بالقراءة .. فمن خلال قرآتي تلك .. فتح لي نافذة علي الحياة .. على العالم الواسع .. وأنا مجرد دجاجة فحسب ..أنثي نهايتها طبق الطعام .. أو زوج – ديك قراقه عالى بلا سبب
( يضحك الجميع )
وكذلك ممتنة كل الإمتنان .. لميثاق حقوق الدجاجات .. الذى أحمله في يدي الآن .. والذى خطه وكتبه الجنرال الجزار .. عظمت السماء شأنه .. والذي للأسف وأقولها (تضحك بمرارة)
للأسف لا يطبق أي شىء منه .. بل يتم خرقه كله
مراسل محلي 1 : ( يتساءل ) - إشرحي لنا قضيتك
دجاجة دافنشي : ( تستطرد ) - منذ أسبوعين .. دخل علينا خادم الجنرال الجزار المدعو أداة .. وهو له سيرة سيئة في الحظيرة .. لا داعي لذكرها الآن
(يحدث هرج ومرج بين الحضور – وتعلو الهمسات)
مراسلة محلية 1 : ( مأخوذة ) - هل يأخذ الدجاجات لفراش الجنرال .. أعنى فتيات الجيشا
دجاجة دافنشي : ( حزينة )
معذرة – أنا لا أخوض في أعراض زميلاتي .. ومن حق الجهات العليا – في دولتنا الآسيوية .. عمل تحقيق في هذا الشان .. إن تطلب ذلك
( تستطرد )
وأعلمنا المدعو ( تي – صمول – أداة ) .. كما يرمز له .. أنه ثمة حفل صاخب .. ستذبح فيه عدة آلاف – من الدجاجات .. ثلثمائة ألف بلا سبب .. وأنا علي أول القائمة .. نكاية فى – وبسبب تمردي الذي لم أعلنه .. طوال حياتي القصيرة .. هنا في جيش البلاد .. ثم غادر – وبكى من بكى – من الدجاجات .. وإستسلم من إستسلم .. أما أنا فثرت – علي مسألة ذبحي .. بأسلوب ليبرالي و .. إعترضت .. وقلت بصوت هادىء .. أنا لن أذبح .. ولكم الحق في محاكمتي
مراسلة محلية 1 : ( في تنمر ) - هل تكرهين الجنرال – يا عزيزتي لأنه لم يختصك.. بالإمتيازات الرائعة .. التي تحصل عليها زميلاتك
دجاجة دافنش : ( وقد إحمر وجهها – في سخرية ) - أيتها السيدة الفاضلة.. أنت لا تدرين ما هي الإمتيازات التي تلوحين بها.. فكوني حريصة في تعبيراتك.. حتى لا يضحك عليك الحاضرين.. إذا كانت تعجبك كلمة إمتيازات .. فإذهبي له – فحجرة نومة تتسع لصاحبات الطموحات – من النساء.. تجدين فيها ألف ميزة وميزة.. سيدتي الموالية للجنرال.. وأفضلها الضرب الحذاء – بعد تقبيل يده فى الفراش
(ينفجر الحضور في الضحك.. وتتعالي قهقهاتهم.. وتصاب المراسلة بنوبة غضب شديدة)
مراسل أجنبي 2 : (في مكر ودهاء) - هل تحترمين الجنرال سيدتي الدجاجة
دجاجة دافنش : (تفكر- ثم تضحك) - يا سيد مراسل .. سؤالك ماكر جداً .. نعم أحترمه لأنه عبقرية عسكرية .. لكن ما الداعي – لأن تذبح العشرات من الدجاجات .. في حظائر المعسكر .. بلا سبب سياسي أو أيديولوجي .. أو حتي حربي .. يا قوم – نحن لسنا ضد فكرة الجهاد .. من أجل الوطن .. إلقوا بنا – في أتون حرب وطنية شريفة .. لا أن نموت في مأدبة .. تتطاير فيها أغطية – زجاجات الوسكي والشمبانيا .. وتراق فيها آدمية الإناث من الدجاجات .. والمسماه بالحلوي والسكاكر .. لا لا .. وألف لا
(يصفق لها الحضور- مع تبرم الموالين للجنرال)
مراسل محلي 1 : ( في حدة ) - أنت تشوهين.. كل شىء- بعدة عبارات قرئتيها فى الكتب.. ولا تعين معناها يا نفر
دجاجة دافنش: (تتنهد) - كل أفكاري – وتلك العبارات .. قرئتها في كتب الجنرال العسكرية والسياسية .. فعل تريد القول أن أفكاره سيئة .. أنت تناقد نفسك – سيدي المراسل المحلي .. أنت يقف في صفه.. خوفاً علي موقعك.. في جريدتك – أو وكالتك – أو قناتك الإخبارية .. أنتم الطبقة المنتفعة – من وجوده في السلطة .. وسياساته المستبدة القاسية البشعة
مراسل محلي 1: (محتداً) - كلا كلا.. هذا كثير .. أنت تحرضين علي خلع الجنرال – العبقري العسكري
دجاجة دافنشي : (تحيي التحية العسكرية – وتضرب الأرض بقدمها) - كلا- والسماء تشهد علي ذلك.. الجنرال سيدي وسيد كل الدجاجات.. وهو بالفعل – إحدي عبقريات التاريخ العسكري .. في قارة آسيا .. لكن ببساطة – أنا لن اذبح بدون تحقيق في الواقعة .. حاكموني شردوني .. لكن بعد التحقيق
(يحدث لغط – وهرج ومرج بين الحضور .. وتتعالي الهمهمات .. تعود بعدها دافنشي للحديث)
أنذبح من أجل ملء بطونهم .. أنذبح من أجل أمجادهم .. أنا مستعدة للذبح لكن في معركة شريفة.. وليس في وليمة يتجشأ فيها العسكر الكبار.. ويملئون بطونهم.. ويخرجونا بعدها – كفضلات في المرحاض
( يعود الهرج والمرج – من جرئة حديثها.. ويسمع صوت بعض عبارات السباب والإستهجان.. ويغادر البعض القاعة.. ويتبقي البعض الآخر)
مراسل محلي عجوز: ( في تفرس ) - وماذا تقولين – في أمر إتصالك بالعدو – وعمالتك له
(تضحك الدجاجة دافنش .. ثم تفكر قيلاً وتعود لتتحدث)
دجاجة دافنش: ( في حكمة ) - عزيزي من هو العدو بالتحديد .. هل هو دولة ما –جارة عظمى .. رقعة إقليمية مثلاً .. نظام عالمى- ظالم مهيمن مستبد .. كتلتين تتصارعان على العالم – إن جاز التعبير .. لقد أصبحنا في عالم – يعادي بعضه بلا سبب.. أنا أتحدي أي شخص يقول لي – من هو الصديق ومن هو العدو .. في عالمنا المعاصر .. لقد إتهمت بالعمالة .. لأني ثرت علي الظلم .. فأنا لم أغادر البلاد.. منذ أن كنت فرخا صغيرا في الحضيرة.. بل لم أخرج من المعسكر.. طوال فترة تجنيدي.. التى حتى لم ياخذ أحدا ما رأيى فيها.. فكيف سافرت وجندت ضد البلاد وتآمرت.. هذه لعبة شهيرة.. كل من يقول لا – يصبح ضد النظام.. من ليس مع توجهاتنا فهو ضدنا
مراسلة أجنبية 1: (تتساءل) - وماذا تقولين في أمر .. أنك مضطربة نفسيا.. لذلك تثيرين الضجة حولك
دجاجة دافنشي: (تقهقه) - أنا لا أدري .. هل أنا متمردة .. أشق الصف .. أم متآمرة أم مختلة .. إن الجنرال يتخبط.. سياساته تتخبط.. كل هذا من أجل مجده العسكري.. وحفلاته الصاخبة.. وأتحدي أي شخص .. يدعي أنه لا يوجد بالفعل حفل .. وسيقام بعد شهر .. وتوجد إعلانات – في كل ربوع دولتنا الآسيوية .. تتكلم عن هذا الحفل .. ولا أطيل عليك .. أنا أعلم ما تلمحين إليه .. أنه ببساطة – الجنرال ونظامه .. عندهم تقارير طبية .. تفيد أني مختلة.. لكنك تناسيت -أن من كتب التقارير عسكريين.. سواء أكانوا يوالوه أم يهابوه.. أم متملقين .. أم أطباء منحرفين
(تضحك بشدة)
نحن يا عزيزتي في حظيرة .. يباع فيها كل شىء بالمال .. قطعتان من النقود للسجانين .. تؤدي بك إلى السجن .. ثلاث قطع لأطباء منحرفين .. تدخلك مشفي المجانين – إلي آخر عمرك .. أربعة قطع لرجل القبور .. ترسلك داخل قبر .. وأنت حي حتي الموت .. تتملق الكبار.. تجعلك إما سفيراً أو وزيراً.. أو من عليه القوم.. هذا هو نظام الدولة الاسيوية.. التي نحن بها سيدتي
مراسل محلي 2 : ( في دهشة ) - إذا كان هذا ما يحدث .. فهذه ليست دولة .. إذن – ما موقف رئيس البلاد المنتخب .. برلمانياً ودستورياً .. كيف يصمت علي كل هذا الفساد
دجاجة دافنش : ( تزفر وتتنهد ) - لقد وصلت له صوتي .. أنا وزميلاتي .. والكرة في ملعبه .. يكفي أن أقوله له .. ياسيدي الرئيس .. لقد هددوني بالقتل .. وبإهدار أنوثتي مع رعاعهم من الجلادين .. و إستجوبوني وأنا معصبة العينين .. وموجه سلاح في رأسي .. حتي أتراجع ولا يصل صوتي إليك .. ولاك المحققين فى سيرتك باسلوب دنىء .. بكل إستهانة وتطاول .. وكأنك لست الرئيس
(تصبح في حدة وألم)
يا سيدي الرئيس أقولها إليك .. لن أذبح .. لن أذبح علي يد الجنرال .. ونظام حظائره ومآدبه الفخمة .. حتي وإن إلتهمتنا فرق القطط – البرتقالية المتوحشة – التي تصفي كل من يقول لا – لسياسة الجنرال.. فرق التصفية السرية.. القطط التي تسعي ليلاً.. خلف ضحاياها من المعارضين
(تصيح بكل ما أوتيه من قوة)
لا لا لا .. للظلم والإستبعاد على يد الجنرال
(فجأة – تدخل فرقة من ثلاثين قطة متوحشة.. برتقالية اللون ملثمات.. وتهجم علي دافنش والدجاجات .. ويسود هرج ومرج .. ويسمع صوت زمجرة القطط المتوحشة .. مع صرخات – وقراق الدجاجات وإستغاثتهم.. الدجاجات فزعات.. إلا دافنش – تتلقي مخالب القطط البرتقالية – في جرأة وثبات.. الدجاجات تركضن في كل مكان.. ودمائهن تسيل .. ويتناثر الريش في كل مكان .. وكاميرات المراسلين .. تصور المشهد المليلودرامي .. في دهشة وشغف واستنكار)
ستار
المشهد السادس
دافينشى أمام الرئيس المحبوب
يرفع الستار ..
ترى الدجاجة دافنشى مُجبرة – ومضمدة الجراح .. هى والعشرات من الدجاجات .. أمام الرئيس المحبوب.. الشاب السياسى الملقببـ (مو – صن – المحبوب) .. الرئيس فى العقد الرابع من العمر.. يرتدى حلة لامعة سوداء.. يقف أمام مكتبة الخشبى المزركش.. فى حجرة فسيحة .. الدجاجات الثائرات أمامه .. تقفن ثلة واحدة بدون حراس .. تمنعه عنهم.. ينظر الرئيس المحبوب لدافنشى – والدجاجات مبتسم.. ثم يشير لدافنشى بالتحدث .. فتتقدم – ومعها عريضة الشكوى .. التى وقع عليها .. الوف من الدجاجات وتعطيها له
الرئيس مو – صن – المحبوب : (ضاحكا )
- ما هذه صغيرتى
دجاجة دافنشى : (وقد أحمر وجهها خجلا – وتضعه فى الأرض إجلالا للرئيس ) - هذه أصل الشكوى – سيدى الرئيس.. رعاك الله .. مقدمة من سبعمائة وعشرين الف ونيف دجاجة .. ضد الجنرال الجزار .. ضد سياساته
الرئيس مو – صن – المحبوب : ( مازحا وقد أخذ منها الشكوى ) - من منكن دجاجة نفر دافنشى
( تضحك الدجاجات – وتشير دافنشى على نفسها .. بعد تردد وخجل .. من وسامة الرئيس .. يتلفت الأخير حوله طويلا .. باحثا عنها – وسط ضحكات الدجاجات .. ثم يجلس على مكتبة .. ويشير لها بالتحدث )
دجاجة دافنشى : ( ترفع يديها .. وهى تشرح ) - ياسيدى الرئيس المحبوب .. منذ عشرات السنوات .. ونحن فى حظيرة الجنرال الجزار .. نساق إلى الهلاك.. بلا سبب منطقى .. لذلك سيدى الرئيس .. نحن نسجل إعتراضنا .. وتمردنا ضد قرارات .. ذلك الجنرال الظالم .. الذى يريد ملئ بطونه – وهو ورجاله المدعين .. وتسيطرمجد خاص .. بالنخبة العسكرية على حساب حياتنا .. لقد هُددنا بالقتل سيدى .. وإتهمنا بالعمالة والجنون .. وأقل دليل حدث سيدى .. هو هجوم مايسمى بالقطط البرتقالية .. فرق التصفية السرية .. التى تسعى ليلا خلف المعارضين .. لقد هاجمتنا أمام كاميرات الإعلام والميديا .. ومزقت لحومنا .. وتطاير ريشنا .. وسالت دمائنا
الرئيس مو – صن – المحبوب : ( يبتسم مازحا – ويتلفت حوله .. يبحث عنها ) - قلتن من منكن دجاجة دافنشى
(تضحك الدجاجات .. ويحمر وجه دافنشى من المزحة )
إذا يا دجاجات .. أنتن تشقوا عصا الطاعة هكذا
دجاجة دافنشى : (نافية) - كلا البتة .. ياسيدى المحبوب – نحن سنعود لحظيرتنا .. حتى إذا اقيم الحفل .. نحن لا نريد لا الجلبة .. ولا البلبلة لجيش بلدنا الآسيوى .. الجنرال سيدنا والجيش بيتنا .. وأنت رئيسنا .. والوطن الآسيوى أمنا .. ولك الأمر الأخير
الرئيسمو – صن – المحبوب : ( يحدس فى مكر ) - هل مثلا – تردن ان أخلع .. أو أعفى – الجنرال الجزار من منصبه .. ليرتاح الجميع
دجاجة دافنشى : ( تنفى بيدها- وتحرك ريشتها الحمراء – الوحيدة فى جناحها ) - كلا كلا.. سيدى الرئيس المحبوب .. نحن مجرد دجاجات نفر فحسب .. لا نملى سياستنا على أحد .. نحن لسن ساسة .. نحن أفراد فى الجيش .. أنتم الكبار – ونحن نتلقى الأوامر فقط .. من نحن – حتى نملى على سيادتكم .. ماذا تفعل أولا تفعل ..هذا أمر سيادى سياسى .. وقرارات الدولة العليا – يأخذها السادة الكبار .. لا صغار الدجاجات ذوات الريش
( تنظر الى الرئيس .. نظرة ماكرة ذات معنى – وتبتسم ) - لكن أود ان اوضح لسيادتكم .. سيدى المحبوب .. أن الأمر على شفا كارثة .. الإضراب فشا.. فى المعسكرات الأخرى فى الدولة .. والدجاجات بدئن فى المناوشات مع الأخريات .. المواليات للجنرال .. والحراس والصف الأعلى فالأعلى – من العسكر .. ويوجد إطلاق متقطع للنيران .. لا نريد الوصول لشفا الهاوية .. حتى لا نتهم – نحن المتمردات على الظلم .. بمحاولة إسقاط الدولة .. دون أن نشعر .. ولك سيدى الأمر الأخير- هذا مجرد توضيح – غير ملزم – فحسب
( الرئيس مو – صن – المحبوب – يشرد مأخوذا فى خوف .. ويعى ويفهم رسالة الدجاجة الماكرة دافنشى .. فهى تخيره بين ضياع النظام والدولة .. وبين وجود الجنرال الجزار .. الذى إنتهى فعليا وجوده .. مع أول تمرد يحدث – منذ عشرات السنين ..ينهض الرئيس موصن المحبوب .. ويتحدث بصوت عالى .. مخاطبا نفسه وقد أنصتت له الدجاجات مندهشات .. يظل يدور حول مكتبة .. وهو ينقر بقلم أزرق – صناعة آسيوية على الخشب)
الرئيس مو – صن – المحبوب : (فى صوت – شبه عالى ومسموع ) - الجنرال .. الجنرال .. ذلك الأحمق .. الذى أثار عليه الدجاجات بغروره هذا – لكن لكل حصان كبوه .. وكبوته فى غروره – كان لا يظن – أنه سيحدث تمرد أبدا .. وبحفله الصاخب الأخير .. الذى لم يستشر فيه أحدا ما .. وقع وثيقة إنهاء خدمته .. لقد وضع الدولة فى كومة .. ووجوده فى كومة أخرى.. إما الدولة وإما سقوطها .. الجنود بدئوا فى اطلاق النار – على رؤسائهم .. إذن لابد من .. من .. من – لأن الوقت ليس معنا .. حتى لاتحدث الكارثة .. ويعم التمرد فى الدولة كلها .. نحن على شفا ثورة وكارثة محققة .. آه .. آه .. ياسيدى الجنرال .. إنك تحرجنى .. فأنا لا أتمناها لك .. ذبحت نفسك بيدك لا الدجاجات
( يلتفت للدجاجات – وعلى راسهم دافنشى – بعد أن يعود إلى مكتبه .. ويجلس – ويكتب بالقلم الازرق الاسيوى ) - قرار رئاسى ينفذ من اللحظة تلك .. عفو عام عن كل الدجاجات الثائرات .. ولا يحاكم أى منهن.. إن عدن طواعية إلى حظائرهن .. يفرج عن باقى دجاجات الحظائر بأسلوب منظم .. ويتم ترتيب أوضاعهن .. لا يحبسن داخل المعسكرات كالمعتقلات .. لا للفساد الجنسى – وفتيات الجيشا .. لا لا لا .. يتم تغيير نظام الحظائر – فى الدولة كلها .. إلى أسلوب ادمى .. رقابة مدنية صارمة على العسكريين .. لا لمفهوم دولة داخل الدولة .. لا تقام مأدب – إلا بأمر رسمى – من رئاسة البلاد الآسيوية .. ويسمح بها – فى أضيق الظروف .. تعين الدجاجة دافنشى العظيمة – التى فى حديثها – تهدد بأسلوب غير مباشر .. كسفيرة للبلاد – فى الأمم المتحدة .. حتى نتخلص من تهديداتها – وثوريتها المثمرة .. التى طرحت ثمارا – وجب قطافها .. ولنستغل عبقرية دافنشى –الفنانة – فى أمور اخرى .. رعاها الله .. يعفى الجنرال الجزار من كل مناصبه .. ويعين بدلا منه وزير مدنى تابع للرئاسة .. يوضع الجنرال الجزار تحت الإقامة الجبرية –فى مكان سرى – مجهول .. دون محاكمة علنية .. ويعامل كمواطن عادى .. وإن قاوم القرارات يتم التعامل معه – كخارج عن الشرعية والقانون – إنتهى
( تصحيح الدجاجات الثأرات فرحا – ويتقافزن .. وتظل دافنشى واقفة تنظر للرئيس .. فى ألم – دهشة وأعجاب من دهائه .. لقد أنهى التمرد فى لحظة واحدة .. وتخلص من غريمه. الجزار فى نفس اللحظة .. وبجرة قلم صناعة آسيوية – تخلص من الدجاجة – الشبه مزعجة الثائرة – التى تهدد .. وأرسلها خارج البلاد .. إلى المنفى .. بأسلوب عادل مهذب متحضر .. يشير الرئيس لهم بالانصراف .. وهو يتنهد .. فيحيوه – لكن تهجم عليه دجاجة من نوع لادوس –
( فتيات الجيشا ) .. لتقبله فرحا وإعجابا بقراراته .. فيتملص منها معتذرا بلباقة .. نافيا ضاحكا – فى اشارة أنه يرفض الإباحية .. ثم يتساءل وهم يغادرون .. للمرة الاخيرة) - قلتن من منكن الدجاجة دافنشى العظيمة
(تضحك الدجاجات وتغادرن – وهن يسمعن صوت الطائرات المقاتلة – تشق السماء ذاهبة – لتنفذ أوامره الجديدة .. مع تحرك عسكرى كثيف .. غير مسبوق .. جيوش تتحرك – وترى دموع دافنشى تسيل .. وهى تغادر المكان .. فهى آخر ليلة لها – على أراضى الدولة الاسيوية – مسافرة الى المنصب الجديد .. المنفى .. تذيل الرئيس المدنى – بنظرات إعجاب مختلطة بالاستنكار .. فهى شبه معاقبة منغية .. مطرودة مذمومة .. بسبب طول لسانها – إن جاز التعبير – وكأنها ليست بطلة قومية فى بلادها .. وبلاد اسيا .. والعالم كله قاطبة )
ستار
المشهد السابع
حادث إنتحار الجنرال الجزار
يرفع الستار
يرى مشهد للجنرال الجزار .. جالسا وحيدا على
مكتبة.. الكائن فى وزارة الجيوش.. وقد بلغه أمر عزله من منصبه.. وجميع سلطاته – وتفرق المناصرين من حوله .. بعد أن سقط كالثور الذبيح .. لقد اسقطته الدجاجة نفر دافنشى بتمردها .. وبكل غرور جعل المدنيين – وعلى رأسهم الرئيس (مو -صن-المحبوب) ينالون منه .. بعد أن أصبحت قراراته المتعالية .. خطرا على الدولة الآسيوية الوليدة .. بعد أن كان رجلها الأول .. فصارمجرد عسكرى .. موضوع رهن الإقامة الجبرية .. تحاصر مكتبه وحدات من (قوات العميان الملثمة الخاصة ) التى أنشئها.. هو خصيصا – لمكافحة أعداء البلاد الخطرين.. فصار هو العدو الاول.. وتنكر له الجميع.. ركوعا وتمجيدا للوضع الجديد.. وهو حكم المدنيين .. الجنرال يحملق – فى ميثاق حقوق الدجاجات مبهوتا .. يضحك تارة ويعبس تارة اخرى ..وكأن الجنون مسه .. ينهض – ويلقى نظرة أخيرة على غرفته .. التى سيغادرها للأبد .. هو ورجاله العسكريين .. فلقد أضحى منصب وزير الجيوش .. من نصيب المدنيين .. أما قيادة الجيش وقرارات الحرب .. يقوم بها ضباط كبير فى رئاسة الأركان .. يأخذ أوامره من المجلس الأعلى .. الذى يقوده أى رئيس مدنى منتخب .. ولاسيما فى الوضع الحالى .. أن يكون ( مو – صن – المحبوب )
الجنرال يدور .. دورة قصيرة فى الغرفة ويتنهد .. يعود للجلوس – بعد سماعه للخطوات القاسية .. للفرق الملثمة .. التى تحاصر وزارته وزرة الجيوش .. إيذانا بإقتحام المكان .. إن حاول الجنرال أو رجاله التمرد .. يضغط الجنرال على زر .. يدخل بعدها خادمه القواد المقرب (تى – صمول – أداة ) .. فيندهش الجنرال من وجوده – داخل الوزارة
الجنرال : ( فى شبه دهشة )
- عجبا .. أى ريح أتت بل يا ( أداة ) .. ظننتك ستطلق على النار بعد سقوطى .. لقد آذيتك كثيرا .. كنت ألقبك بال.. بالقواد .. وأنت أيها الشيخ .. أكبر من ذلك .. أأتيت لتواسينى فى محنتى .. محنة المؤامرة التى حاكوها ضدى – مع تلك الحشرة المسماه – دجاجة دافنشى .. والتى لا تصلح إلا لتنظيف المراحيض
تى – صمول – اداة: ( فى تاسى ) - سيدى .. كنت ولا تزال سيدى .. لا يصح أن أتخلى عنك فى تلك ال .. المحنة .. أرئيت الجميع قفز من السفينة وهى تغرق .. لقد تركوا الوزارة خاوية .. خوفا من حدوث إطلاق نيران .. فأتيت لأن اقنعك بالمغادرة – بلا .. مشاكل .. هيا سيدى رحمتك السماء .. إجمع أوراقك .. وغادر فى دقائق .. أنت رهن .. ال .. الإعتقال .. قبل أن ياتى الوزير المدنى الجديد .. وإلا اعتبرت منشقا .. لانريد شماته .. ولا تطاول من أحد عليك .. سيدى .. أرجوك .. سيطلقون عليك النار إن قاومت .. إنجو بحياتك ولن يبطشوا بك .. قرار العزل يقول ذلك .. أنت رهن الإعتقال .. لكن بلا محاكمة
الجنرال : (يزفر ضاحكا فى برود) - حسنا يا رجلى المخلص .. يامن آذيته كثيرا.. أمهلنى لدقائق أجمع فيها أوراقى.. وأودع المكتب
(يفادر (تى – صمول – أداة ) المكان زائغ العينين.. مبتئسا على سيده الجنرال.. الذى صنع منه قوادا كريها.. وأتى متسامحا لمؤآزرته بعد عزله .. وهو كله خوف -من أن يجعل من نفسه مصفاه .. كلها ثقوب ..من طلقات الرصاص الحادة .. التى ستطلق عليه – إن لم يغادر مكتبه .. فى غصون ربع ساعة .. على الأكثر .. ذاهبا الى الإقامة الجبرية .. طوال حياته المتبقية.. فى مكان مجهول
يمسك الجنرال بحقيبته السوداء.. وينظر اليها بتفاخر.. يخرج منها زجاجة خمر معتقة.. فاخرة مستوردة.. وكأس بلوريه كبيرة نسبيا.. ثم يخرج مسدس ناري حديث.. سريع الطلقات.. صناعة آسيوية.. ويضعهم أمامه علي المكتب.. وقد أمسك بالمسدس بيده اليمني.. وفي اليد اليسري كأس الخمر.. يجرعه بحدة.. وهو يهلوس مع نفسه
الجنرال: ( وهو زائغ العينين) - يالعجب الزمان .. تلك الدجاجه تنتصر علي .. عليأنا الجنرال الجزار .. الجنرال قائد الجيوش.. أنا …أنا الذي ذبحت.. دولا وجيوشا وأنظمة.. تذبحني هي تلك الأنثي .. ذات الريش – باعتراضها علي الموت… وكأنها هي.. التي تملك مصيرها
(ينهض صارخا)
أنا الذي أملك مصير الدجاجات.. هاه.. هاه.. لا.. لا..لا يصح أن تعترض الدجاجة على مصيرها.. هذا مربط الفرس.. من يحتل من .. من يغزو عقل من.. من له مصير.. ومن الذى يرسم المصير .. أى زمان نحن فيه .. أيعترض الأدنى على الأعلى .. يالهول .. أتعترض الدمى على محركها .. أتعترض الخراف على راعيها .. يالسماء .. أى عالم أسود الذى انا فيه .. أيعقل أن يظن الأحمق .. الرئيس الألعوبة .. الذى أتيت أنا به وبأشكال فريقه المشوه .. أيعقل ان يتجرا على أنا – سيده .. وهو المدنى .. الأقل .. وأنا العسكرى الأعلى.. الذى لا يعرف العودة .. لمنزله دون أن يسألنى .. الذى لا يستطيع التبول – إلا باذنى.. هذا الكلب الغير مخلص.. الذى صنعته أنا بشروطى .. وأطلقت عليه إسم المحبوب.. أول من عضنى هو .. وأصبح الأبله – نصير العدالة والحرية .. وانا السيد العظيم – رمز الإستبداد والدكتاتوية .. لقد تعلم الإقتصاد فى جامعة – أنشئتها أنا .. خصيصا للعامة الرعاع .. وبدلا من أن يمتن الى المدنيين الحثالة .. ينقضون على نسرهم المقدس .. وينهشون لحمه .. وتلامذتى العسكريون .. أين هم .. الجميع قفزوا من السفينة.. وهى تغرق.. هؤلاء السفلة الجرذان.. أعطونى ظهورهم- وركعو للنجم الجديد..(مو – صن – المذموم).. كما أسميه.. أنا.. أنا- من صنعت لهذه الدولة كيانها .. بعد أن كانت حظيرة طيور .. زريبة بلا أبواب .. صنعت أمجادها رجالاتها و أنظمتها .. كنت أنا الدولة والدولة أنا .. إقطاعيتى الداجنة الصغيرة .. والآن الدجاجات هن الدولة .. والدولة الدجاجات .. وسيدهم الذى كان يقبلون حذاءه – فى ذمة التاريخ ..هذا لو ذكرنى التاريخ بكلمة إنصاف .. هاه .. هاه .. ترى .. ترى .. هل الخطأ بى أنا وليس هم..أم العكس.. أمخطئ أنا.. لأنى نسروهم حمائم.. أمتجنى أنا لأنى ديك- وهن دجاجات حقيرات متدنيات.. خلقن لغرف النوم.. لا أدرى.. لكن الذى أدركه ان الأيام القادمة.. سوداء قاتمة.. لا أدرى هل وعودهم لى صادقة.. يعتقل بلا محاكمة.. أم سيتم تصفيتى غدرا.. الجميع خانونى.. وأنا النسر الوديع.. نسرا وليس حملا .. لذلك – هذا عهد على نفسى .. أمام هيلمانى .. لن اغادر السفينة وهى تغرق .. بالفعل بحق السماء.. لن أغادرها.. كأى ربان شريف قوى.. سأموت مع نظامى.. الذى يذوى.. فى إنتظار بعث جديد .. لن أتنازل عن افكاري – وسياساتى ومعتقداتى.. أنا الجنرال.. والدولة لازلت تطيع أوامرى.. ساضربهم فى مقتل
(ينهض وهو وصل لحالة الجنون)
لازلت الجنرال الجزار .. عندما أأمر أجاب .. لا أعبا بالحمقاء البليدة اليرقة.. التى تسمى دجاجة دافنشى .. والتى عينت سفيرة على أنقاص نظامى .. لقد قبضت الثمن .. ركلات .. ركلات .. تلك الحمقاء اللزجة الكريهة .. التى.. وأظنها .. فهمت .. وتفهم .. وستفهم.. أنها لن ترى تراب البلاد.. بعد آلان طوال حياتها.. ستموت بطلة منبوذة.. لأن الجميع.. لا يحبون الثائر.. يبولون على أنفسهم خوفا منه.. سواء كانوا مدنين او عسكريين.. أو عفريت أزرق.. لا أحد يهوى.. تواجد دجاجة مثل دافنشى.. تلك التى حركت ريشة فى جناحها.. فأسقطت.. أسقطت.. ويالأسف نظام الجنرال الجزار- المخيف المريع .. ليهنئوا بها .. ولتهنأ بالمنفى .. فى صورة منصب .. أو مناصب قادمة.. ما أروع الركلة – فى المؤخرة .. فى صورة منصب رفيع
(يصرخ فى حدة .. وهو يجرع الخمر .. وقد وصل إلى حد الثمالة)
أنا لا أعبا بالجميع .. وعلى الأخص .. الدمية العروس .. التى لاتزال تحرك يديها ببلاهة.. لاتدرى ماذا تفعل .. تلك المسماه (مو- صن – المحبوب المذموم) .. الرئيس المدنى الانقلابى (يلوح بيديه فى جنون)
أتسمعنى يا موصن المحبوب القذر .. يا مؤخرة النظام .. أنا .. أنا لا أعبأ بك .. ولا بقراراتك الإنقلابية
(ينادى على (تى – صمول – أداة).. الذى لا يزال يقف ملتاعا بالخارج)
ياولد .. يا أداه .. ياقواد الدولة .. أريدك عندى كالريح الخبيثة
تى – صمول – أداه : (يدخل مهرولا وقد هاله الموقف .. فيتجمد فى مكانه) - سيدى ما .. ما هذا المسدس الذى بيدك .. سيدى هل شربت من – زجاجة الخمر هذه ..
سيدى أنت ثمل .. بالله عليك هيا غادر الحجرة .. سيقتحمونها فى ظرف دقائق
الجنرال: (فى نظرات زائغة) - يا قوادى اللعين.. قل لى.. هل غادرت كل الدجاجات الحظائر.. أم تبقى منها البعض
تى صمول أداة: (وقد راعه .. مشهد المسدس المصوب إلى صدره.. وهو القواد الرعديد) - لقد غادرن جميعا.. إلا الدجاجات من فصيلة الموالين لك (لادوس – الجيشا).. إنهن حزينات على ماحدث .. لازالوا يروك سيدهم.. أرجوك سيدى فيما تفكر.. أدرك ماتفكر فيه .. هذا مرعب.. سيقتلوك ثم يقتلونى معك.. هل هذا جزائى لأنى أتيت – لأواسيك.. يالى من غبى .. أتيت لهلاكى بكل حماقة
الجنرال: (فى جنون مطلق) - يا ولد يا قواد.. أأمر الجلادين الموالين.. أو ما تبقى منهم.. بذبح الدجاجات الحزينة من فصيلة الموالين ..الادوس أو الجيشا.. يغلق المعسكر عليهن.. فى وجه القوات المقتحمة.. ثم يذبحن على الفور
(يضحك)
وأظن أن الجلادبن المغيبين .. الذين أسفل الأرض .. لازالوا لا تأتيهم الأخبار .. لا زالوا يظنونى الحاكم الأوحد فى البلدة .. هكذا أنا صنعتهم .. إنهم شبه عميانا .. لاتدخل ولا تخرج – من مكان تواجدهم أى معلومات .. هم أولا وأخيرا .. نصل حاد لسكين – سرى صنعته أنا .. انهن أبشع من قرود الحكمة .. قل .. قل .. جلادين الحكمة.. ها ها ها
تى – صمول – أداة : (فى شبه نواح) - سيدى تعقل ..إن الدجاجات تلك خاصتك.. جميعهن باكيات عليك.. كلهن ذهبن إلى.. ف.. فراشك .. ليس هذا جزاؤهن .. أهكذا تعامل خواصك المخلصين
الجنرال : ( صائحا فى حدة ) - نفذ الأمر .. وإلا أطلقت عليك النار
تى – صمول – أداه : ( يجهش بالبكاء ) - حسنا سيدى سأفعل .. لكن دعنى أبلغ الأمر شفويا.. حتى .. حتى .. لا يشك فى أحد
الجنرال: (وقد وعى أنه يحاول الفرار منه) - كلا يا فصيح – بالهاتف .. هنا و أمامى – حتى لا تفر من المكان .. وتخدعنى – هيا يا لعين .. لم اعهدك ماكرا هكذا .. يا ديوثى اللعين
تى – صمول – أداه : ( يمسك بالهاتف ويده ترتعش ) - ألو .. مر .. مرحبا .. هل هنا .. مقر إدارة التصفية السرية .. نعم .. نعم .. أنا ( تى – صمول أداه ).. الج .. الجنرال .. الجنرال الجزار .. يأمركم بالصعود أعلى الأرض .. وإقتحام الحظائر .. وقتل آسف – أعنى ذبح ما فيها من دجاجات .. نعم نعم .. عاطل على باطل .. س .. سوا الحظائر بالأرض
(يضع الخادم السماعة.. ويخر على الأرض .. باكيا مستلقيا يرتعد .. بعدها يجلس الجنرال على مقعده – مبتسما .. شاردا فى المجهول .. ويمسك بكاس الخمر – فى يده اليسرى .. وفى يده اليمنى المسدس.. يصيح مهلوسا.. وهو يجرع الخمر.. وقد وصل للجنون المطلق)
الجنرال: (يرعد بصوت مشروخ) - أنا الجنرال الجزار يا إنقلابيون
أنا الجنرال الجزار يا خونة
أنا الجنرال الجزار يا مدنيين
هاه .. لم اسمع صوت قراق الدجاجات – وهن يصرخن ذبحا.. ما الذى حدث فى الدنيا.. هل اصبحت دنيا بلا ذبح
(على غرة .. يسمع صوت قراق الدجاجات وإستغاثاتهن – مع تتابع إطلاق نيران كثيف .. وفى ذات اللحظة .. يطلق الجنرال النار على نفسه.. وتندفع منه نافورة من الدماء .. يسقط بعدها رأسه – على مكتبه .. شبه مبتسما .. ويديه تتحجران على المسدس .. وكأس الخمر .. بعدها بثوان تقتحم المكان وحدات .. (قوات العميان الملثمة).. فتجد المشهد كما يراه الجمهور.. (تى – صمول – أداه) قد خر على الارض .. وهو يولول .. والجنرال شبه نائم على مكتبه .. والدماء تشكل بقعة كبيرة – حول رأسه .. فى شبه إبتسامه جزعة .. وقد أطلق النار على فمه .. وكأنه كان يلوك الرصاصة .. فإخترقت الرصاصة – من فمه إلى خارج أعلى رأسه .. وإستقرت فى الجدار خلفه .. فى صدر خريطة البلاد الرسمية الآسيوية.. يتقدم فرقة العميان – ضابط شاب قصير ملثم .. يرمز له (نو- مور- المحقق).. وهو الذى سيتولى كتابة التقرير الخاص.. بقضية فساد وإنتحار الجنرال.. وسيكون هذا التقرير – من عدة ألوف من الأوراق .. والوثائق والصور والشهادات.. يقترب المحقق من الخادم العجوز .. وينهضه من سقطته .. الرجل يولول – وقد بال على نفسه .. شبه غائب عن الوعى .. الجنود يعبثون بأوراق الجنرال .. فى حذر .. بواسطة أجهزة – تكنولوجية حديثة .. خوفا من وجود مواد سامة .. أو متفجرات .. يٌجلس الضابط الشاب الخادمالقواد العجوز – على مقعد آخر خاوى .. وبعد ثوان – يستعيد الخادم أداه رباطة جاشه .. وكأنه فى حلم سئ .. أشبه بالكابوس )
نو – مور – المحقق: ( وهو يربت على وجهه بلطف) - هل هدأت يا اداة ياعجوز الجنرال
تى – صمول – اداة: (وهو يملئ رئتيه يالهواء) - نعم نعم بدات أستعيد قواى
نو – مور- المحقق: (فى شبه استجواب وتساؤل) - قل لى ماذا حدث- قبل قليل فى الغرفة .. أعنى ما أمر به الجنرال .. أريد ما لا نعرفه عنه .. لا تضيع وقتنا .. أنا قائد فريق التحقيق .. المكلف من الرئيس المحبوب .. ماأمر القوات السرية تلك – التى أعدمت ماتبقى من الدجاجات .. لقد فوجئنا بها تنشق عنها الأرض .. وتدخل الحظائر – وتطلق النار على الدجاجات فى وحشية .. من هم هؤلاء .. إنهم شىء غير مسجل – فى فرق جيش البلاد .. عجبا أمر هذا الجنرال الشيطان .. إنهم شبه مغيبين .. شىء مثل الآلات .. لقد تم تصفية هؤلاء المتوحشين .. ومات من مات – من الدجاجات المسكينات .. وأنقذنا البقية .. لقد حاول الجنود – إستجواب أحد الناجين .. من هؤلاء .. إنه لايدرك أنه إنسان .. يكرر عبارات غير مفهومة .. قل لى – هل تعرضوا لغسيل مخ .. بلا امخاخ فعليا
تى – صمول – أداة : ( يتنبه للكارثة فينهض صارخا ) - ما .. ماذا هل أعدمتم الجنرال .. أقتلتموه
نو – مور- المحقق : ( يزفر فى هدوء ) - كلا ياجدى – إنتحر .. وأنت فى الأسفل تبول لا إراديا .. من الرعب
تى صمول – أداة : ( فزعا ) - آه .. آه يا ويلى .. لقد لقد اجبرنى على إصدار .. إصدار أمر الذبح للجلادين السريين .. إنهم ( فرق الموت بلا سبب ) .. التى لا يعرف عنها أحد .. وهم لايعرفون شئ عن الخارج .. أى شئ .. هم فى المعسكر أسفل الارض .. بعدة كيلومترات .. كل مهمتهم تنفيذ أوامر الجنرال فقط .. إذبحوا هذا يفعلون .. إتركوا هذا يعيش يتركونه..إنهم كما سمعت – لا يدركون كونهم بشرا .. لقد عرضهم الجنرال .. منذ طفولتهم .. لتجاربه النفسية البشعة .. حتى صاروا أشبه بالمسخ
نو – مور- المحقق : ( يدون الأرقام فى رأسه ) - كم عددهم
تى – صمول أداة : ( يتذكر) - عدة الوف قليلة
نو مورالمحقق : ( يهزه بلين) - يالهول .. ألوف .. من رئيسهم.. أعسكرى ام مدنى .. مواطننا أم أجنبى .. أم ماذا بحق الشيطان
تى – صمول – اداة : (يتلفت حوله فزعا) - يسمى الصرصورالأحمر .. ستعرفه من ملابسه الحمراء .. وهو لا يعرف الجنرال .. لم يره فى حياته المظلمة – فى باطن الأرض .. أسفل المعسكر .. بعدة كيلومترات .. فى شىء يسمى كهف الجحيم .. وكذلك لايعرف – لمن يعطى أوامره – ولماذا .. شئ أشبه .. أشبه بالاداة .. أداة الشرمثلى هكذا .. يأخذ الأوامرمن مجهول .. ويعطيها لمجهولين .. دربهم مجهول .. فى مكان مجهول .. لأسباب مجهولة .. إننا جميعا سيدى الضابط ….
نو – مور- المحقق: (فى الم وذهول) - أداة إنكم أداة يا .. أداة .. ياالله – ليس هكذا تدار الدول ..أتدرى يا أداة يا عجوز الجنرال .. لقد قتلت فرق الموت هذه .. الدجاجات الوحيدات المخلصات للجنرال .. نعم الجنرال الأحمق الأسوء .. النذل المجنون قتل مناصريه .. الجميع غادرن – إلا الدجاجات المناصرات له .. (الجيشا أو لادوس) .. فاغتالنهن فرق الموت .. وبالتالى إغتلنا نحن تلك الفرق .. وأمسكنا بالمدعو هذا .. الذى أظنه هو .. ( الصرصور الاحمر) – بسبب ملابسه .. وعند استجوابه المبدئى .. لم تفهم منه كلمة مفيدة .. لقد تربى فى بالوعة .. إسمها تصفية بلا رحمة .. بلا سبب .. بلا أخلاقيات .. الجميع عنده أعداء لسيده .. الذى حتى لم يره .. ولم يرى تراب الوطن .. حتى أنه لا يدرى ما معنى وطن .. وأظن أنه – لا يعرف أنه مجرد انسان .. ياللعجب أخفوا عنه .. أنه يوجد بداخله شئ اسمه الإنسان .. وهو جالس فى الاعتقال .. يتساءل من أنا .. ومن ذبحت .. ومن هن فرقتى تلك .. ولماذا ذبحت .. ومن هو سيدى وفى أى البلاد أنا .. إنه لا يدرك أنه إنسان .. سامحه الله الجنرال الملعون .. لقد صنع الشر بيديه .. وحصده هو .. إنتحر بعد أن ذبح مواليه – من الدجاجات المسكينات .. من فصيلة لادوس .. ( العاهرات دجاجات الجيشا ).. عشن مقهورات على فراشه .. وفراش رجالاته .. ومتن ذبيحات لولائهن له
تى – صمول – اداة : ( يبكى بحرقة ) - سيدى – لقد أجبرنى تحت تهديد السلاح .. و .. و
نو – مور- المحقق : ( فى نظرة استنكار) - وطوال السنولت السابقة .. أكان السلاح فى رأسك .. أم أنك من المنتفعين لوجوده فى السلطة
تى – صمول – اداة : ( يرتعش ) - أ .. أ.. سامحه الله .. كلنا ضحاياه .. إن لم يكن تارة بالتهديد .. فأخرى بالمناصب والمال والنفوذ
( ينهض الضابط الشاب .. ويمسك بالهاتف ويخاطب الرئيس المحبوب .. الذى وكله المهمة بالأمر المباشر)
نو – مور- المحقق : ( وهو يحي التحية العسكرية منتصبا ) - سيدى الرئيس ( مو – صن – المحبوب ) .. نعم نعم .. أنا فى حجرة الجنرال .. المأسوف على حياته .. لقد انتحر – فى لحظة دخولنا غرفته .. نعم نعم .. والأسوء سيدى .. لقد أمرتحت تهديد السلاح .. وهو مخمور.. خادمه القواد أداة .. بإعدام باقى الدجاجات فى المعسكر ..نعم نعم سيدى .. والكارثة أنه تم تنفيذ الإعدام جزئيا .. فى بعض من الدجاجات المناصرات له .. من فصيلة لادوس .. نعم نعم الجيشا سيدى .. لم يفارقن الحظيرة .. باكيات عليه .. والأدهى سيدى – أن من نفذ الإعدام فرق سرية .. تسمى (الموت – بلا سبب ) .. أو ما شابه ذلك .. وعندما أسرنا قائدهم .. ( الصرصور الاحمر ) يتبين هذا من ملابسه .. إتضح أنه – به شئ من غسيل المخ أو البلاده .. أو أن هناك بشرا فى الكوكب .. لا نعرف عنهم شئ .. لقد رباهم الجنرال .. تحت أرض المعسكر .. بعدة كيلومترات .. فى مكان يسمى كهف الشيطان .. ويأخذون الأوامر من مجهولين .. وينفذون لسبب مجهول .. ولا يعرف – هذا الصرصور رجاله .. ولا هم يعرفوه .. بل أظن أنه لايعرف – فى أى الدول هو .. وأنه داخل نطاق كوكب إسمه الأرض .. ومن جنس إسمه الإنسان .. شئ سيدى أغرب من الخرافة .. إن الجنرال الراحل سيدى .. أشبه بالشيطان .. وأسوا من الشيطان .. لابد سيدى من تفتيش باقى المعسكرات .. بل تمشيط الدولة كلها .. حتى لانفاجأ بالأسوأ .. إنه ينتقم من معارضيه .. حيا أو ميتا .. أخشى من وجود – فرق سرية أخرى .. لايعلم عنها أحد .. بدات أشك فى كل شئ .. فى سيرته ذلك الجنرال.. من أين أتى .. وأين مسقط رأسه .. وهل يوجد إنسان بهذا – الدهاء والتجبر والتشيطن .. ما الذى وراءه – يعمل لحساب من .. أى دولة .. وكيف تسقطه تلك الدجاجة ببساطة .. ومن أين أتت بكل هذه الجرأة – والحكمة والشجاعة .. وهى لا زالت غضة .. إنها فرخ سيدى .. أنا أشك فى تلك الدجاجة .. وسأتابعها طوال عمرى .. حتى أعرف سرها وسر الأمر .. القصة كلها غير منطقية .. وفى ذات الوقت منطقية .. أحداثها عجبية مبعثرة .. و مترابطة – حتى الإحكام .. هل الجنرال غبى مغرور – أضاع نفسه .. أم أن أمر إسقاطه – مدبر من أحد ما .. جهة ما.. كل هذا سأضعه فى تقرير – من عدة آلاف من الأوراق .. تحت إشرافكم سيدى .. فى ظرف عدة أيام .. نعم نعم .. المدعو أداة رهن الإعتقال .. إنه يولول سيدى .. بال على نفسه – لحظة إنتحار الجنرال .. الموقف كان عصيبا عليه .. نعم نعم سنحافظ على حياته .. ونقوم بإستجوابه – حتى نقف على أسرار الجنرال – السرية .. حسنا سيدى.. علم وينفذ
( ينظر الضابط الشاب – للمدعو أداة .. ويرتب عليه– بشىء من الإستنكار والتحذير )
تى – صمول – أداة : ( فى رعدة ) - ما .. ماذا ستفعلون بى هل ستقتلوننى
نو – مور- المحقق : ( فى مكر وحنو ) - كلا يا جدى .. نريد منك أسرار الجنرال السرية .. وستعامل كمتعاون مع السلطات .. إن شئت .. وإن ابيت .. آ ..
( يصمت )
أنت الجانى على نفسك .. نحن نعلم أنكم ضحايا له
( بحدة )
لكن تذكر ممتلكاتك الضخمة .. وأموالك الطائلة ومهنتك القذرة .. حتى لا تنعت بال .. أنت تفهم .. بالتربح واستغلال النفوذ .. فى حضن نظام الجنرال المعادى للبشر
تى صمول أداة : ( تتهدج انفاسه مرتعبا – فيخر بالإعترافات ) - حسنا حسنا .. إنه له خزينة سرية تحت الأرض .. فى مكان ما مجهول فى دولتنا .. بها كل أسراره .. ومفتاح شيفرتها من شئ .. كلمات أو حروف .. لا أدرى هل هى لإنسان أم ماذا .. أم أنه حيوان .. سمعته مرة وهو مخمور .. يقول إسمه وتعجبت .. إنه إنه .. لا اتذكر شئ مثل .. ( يش – بعده كلمة .. نف – بعده كلمة .. أد )
نو – مورالمحقق : ( مندهش ) - هكذا .. حسنا ياعجوز.. ها أنت بدئت بالتعاون .. سنحافظ على حياتك .. لكن إمتن للدجاجة العظيمة .. التى غيرت مجرى حياة بلدتنا الاسيوية
( يصمت )
والتى سأطاردها ماتبقى من عمرى .. لأعرف سر حركة عصيانها .. التى اسقطت بها الجنرال المخيف
( يعود للنظر لخادم الجنرال – الذى لا يزال ملتاعا يرتعد )
قلت ماذا .. كلمة السر هذه ( يش) بعدها ( نف ) بعدها ( أد ) .. ماذا تقصد الحروف بـ يش .. شى الطعام مثلا .. ثم نف يقصد السهم نفد .. بعدها أد يعنى قد مثلا .. أم ماذا .. سأظل طوال حياتى.. أحاول كشف سر هذه الكلمات .. لأن الخزينة وجدناها بالفعل .. فى حقل مهجور .. ملغم بالمتفجرات .. تم إبطال مفعولها .. حقل يملكه الجنرال فى الريف .. بصورة سرية .. أممم .. أممم .. أراهن بحياتى – أن سر الأمر كله عندك .. أنت سيدتى الفرخ العظيمة .. دجاجة دافنشى .. أممم .. أممم ..
ستار
إلى اللقاء فى الجزء الثانى
( أسرار الدجاجة العظيمة دافنشى )
القاهرة
مصر
2019