الماءُ خلقٌ من
نار
يَحرقُ لِسان أقفالٍ كانتْ تُفتحُ بِغمزِ العَينِ
لمّا الرّغبةُ تؤججُ المُحَال
يَحْرقُ ناووُسَ الرُوحِ بلاَ حِسابٍ..
فِي حَضرَة جَليسٍ تلثَّمَت أعْرافهُ بالبيَاضِ
يُحرقُ ضَفائرَ المدَى بالبُعدِ المُتاحِ..
ويُلقي الرَّمادَ لِشاردٍ ينتظرُ غمزَ شَمَّاطِ السّماءِ..
وهو ضامرَ الوِشاح فِي عزٍّ الخُلوةِ …
الماءُ بِداية أم نِهاية …؟
الماءُ لغزٌ لم يتشكَّلْ ليُسيطرَ علَى الألوانِ العاريةِ
لَم يتَسَلْطن عَلَى خَارقاتِ الكَونِ …
الماءُ بالمُكوِّنِ الحَيِّ للكِميائاتِ عُنْصرٌ للغُمُوضِ
وهذا
البحرُ
وِعاءٌ من ترابٍ
ثقَّبَهُ طائِرُ التَاباكُولُو
فطفرَ مِن شَطِّ الأزلِ
لِصَخرةٍ بلُوتُو نِيةٍ تشُدُّ البَحرَ منَ الصُّرةِ
فَهُو المَائِلُ
المُهتزُ فِي أرجُوحتهِ
لَا يهْدأ عنِ الدورَانِ
خائنٌ يخفي الأسرار ……
السّماءُ هَذا الفَضَاءُ المُطْلقٌ الأعْلَى
بِناءٌ
كَاشِفٌ لوحْدتِنا
لَو شُقَّت مِن جديدٍ وسَارَتْ أبوابًا فمنْ يدْخُلهَا…؟
لو كُشطتْ منْ غَيمِها
وتَرَاءَى لنَا حِجابَ اللهِ
فأيُّ الهَوْلِ يلبَسُنا…؟
هذِه القبَّةُ المَضْرُوبةُ بأفْلاكٍ بحَجْمِهَا
تدُورُ رَحَاهَا بِسُلطانٍ إلى أيْن…؟
السَّماءُ
هذا الكَونُ المُمتدُ إلى مَا لا نِهاية …
هذَا الأملُ فِي تَقبيلِ يدِ الرَّبِ…
هَذا الصَّرحُ العَجائبِي الذي تشْتهيهِ كُلُّ العَجائِبُ
من يعُدُّ أدْراجَها..؟
منْ يَلجُ أجْواءَها ..؟
منْ تَحلُو لَهُ المَتاهَةُ فِي لا نِهايَاتِهَا..؟
هذه السَّمَاءُ التّي لاَ اسْمَ لهَا
غَيرَ السَّماءِ
تُحِيلنِي علُى شَيء واحدٍ
هُو
أنَّ ضَفائِرَ المَدَى رَكائِزُهَا ..
والنورَسُ الفِضِي
لنْ يَضَعَ اليَّد فِي اليدِ وطَائِرَ الكُوتِينْغَا الجَريحِ
وَهذا النَّهرُ
المنسابُ في احمرَارِه سيَتوقفُ رَدْحًا عُمْريًا
عندَ شجَرة دمِ التنينِ الدمويةِ
ليخْطفَ قربانًا مَلائكيًا منْ سُقطْرَة
يَا أهلَ اليَمَن
المَيْمَنةُ قُربَ الدَّارِ فاستَمِينُوا خَيرًا
ولا تشْعلُوا نارًا قبلَ الظَّهيرَة
ولا تحْملُوا تُرابَ المَقابرِ إلى النهرِ
واستحِمُّوا بالصَّخرةِ البيْضَاء
فَوضُوءكُم طَاهِر ٌ
والكَعبةُ علَى يمْناكُم فلَا تُقيمُوا صَلاتكُم علَى خِلافٍ ……
عبد اللطيف رعري/مونتبوليي