عن مجموعة النيل العربية للنشر والتوزيع بالقاهرة صدر حديثا رواية “غواي” للكاتبة وفاء شهاب الدين …اختارت وفاء شهاب الدين هذه المرة سبر أغوار ثقافة مختلفة طالما فتنت الكثيرين الذين يبحثون عن شيء مختلف ..واضطرت إلى تعلم لهجة جديدة لتتمكن من التعبير بواقعية عن هذا العالم المهمش والذي يقع على أطراف الاهتمام .. اختارت الكاتبة موضوعها الروائي هذه المرة عن الثقافة البدوية عند عرب مطروح والتأثيرات التي طرأت عليها حين تحولت المدينة ونجوعها إلى مقصد سياحي عالمي ..بين الأصالة والحداثة ،بين العادات والتقاليد في المجتمع المغلق والانفتاح التي تعيشه المدينة صيفا عند استقبالها لروادها ومحبيها تتأرجح الأحداث في الرواية بين المعقول والمقبول واللا معقول والمرفوض..نتجت الرواية عن تعايش قوي بين الكاتبة والمجتمع البدوي حتى أنها صارت ملمة بكثير من عاداته وقوانينه ومرجعياته الدينية والقانونية وظهر ذلك جلياً في الأحداث التي أتت غريبة أحياناً وصادمة أحيان أخرى ومثيرة للإعجاب ايضاً اثارت الكاتبة نقاط هامة ناقشتها بحياد وموضوعية ومنها وضع المرأة في الأعراف وطريقة التعامل معها ومقارنة قوية بين وضع المرأة في نجوع العرب في الماضي والآن في محالة لفهم طبيعة المجتمع المختلف والتغيرات التي طرأت عليه على مدى سنوات طويلة من الرصد والمتابعة الرواية تأخذ المنحي الرومانسي حيث تزخر بالعديد من الحيوات والمواقف والشخصيات التي تتنافر وتتآلف دون قانون يسري على الأحداث فتزخر بالمفاجآت التي تحول مجرى الأحداث بقوة قدمت الكاتبة للمكتبة العربية عشر كتب تتنوع بين الرواية والمجموعة القصصية منها طوفان اللوتس وأورجانزا،تاج الجنيات، رجال للحب فقط،سندريللا حافية،تذكر دوما انني أحبك،مهرة بلا فارس،شانيل،نصف خائنة وأخيراً “غواي” من أجواء الرواية ” أنا لا أتحدى بأفعالي أحد،أنا أفعل ما أريد،لا أهتم برأي ولا يسكرني ثناء ، أنا البدوي الذي تربى في أوربا،أحمل أفضل ما في البادية ويمتليء راسي بقيم الغرب التي لا يعترف بها شرقنا البائس الذي يظن أنه الأفضل والأقوى والأكثر تميزاً والذي ينساق أهله خلف أفكار بالية لا تزيدهم إلا شقاء ولا يحاولون حتى عرضها على عقولهم خشية الانفلات من القطيع الذي بوجودهم داخله يحميهم أنا بنظرهم الكافر الذي ألحد بأفكارهم رغم أن فكرة الإله لا تغادر قلبي انا الخاطيء الذي لم يلمس امرأة قط بلا حب ،أنا السارق الذي كد طوال حياته لتكوين ثروته والحفاظ عليها ولم يمس يوما قرشاً لا يستحقه،أنا الشيطان في صورة رجل بداخلي كل الشرور والملاك الذي يحمل كل قيم الخير، بداخلي جنة وأبواب جحيم حب وكراهية حلال وحرام ايمان وكفر تحت جلدي تسكن كل الافكار بلا ترتيب ولا أبذل مجهوداً يذكر للتحكم بها إلا أن حاولت مغادرتي حينها اعقلها وأشد لجامها..أنا الرجل الذي لا يؤذي أحد رغم كل الأساطير التي تحكي عن ظلمي وجبروتي ..أنا الرجل الذي يحتويك الآن بين ذراعيه دون أن يستطيع النظر إلى عينيك الجميلتين خوفاً عليكِ منه..أنا من يشتم عطرك الغامر الذي يلهب الحواس فيعف عن الاستمتاع به..أنا الرجل الذي لن يقترب أبداً إلا إن اقتربت أنتِ ..تحت رحمة عنادك أقضي أيامي فاقتربي أو أكملي طريق العناد لأن انتظارك فعلا يمتعني”..