من أولاد المترفين في البصرة في النصف الثاني من القرن الثاني للهجرة
هو أبو عبدالله الحارث بن أسد، لكن صفته تغلبت على اسمه.(إنما عُر ِف بالمحاسبي، لكثرة محاسبته لنفسه).. ولنعرف قيمته في الميزان فعلينا بهؤلاء الأخيار من الناس الذين شهده له:
قال الغزالي: (المحاسبي حبر الأمة في علم المعاملة، له السبق على جميع الباحثين عن عيوب النفس)
شهد َ له الذهبي: (المحاسبي، الزاهد العارف، صاحب التصانيف الزهدية)
حكى عنه العلاّمة التميمي: (المحاسبي، هو إمام المسلمين، في الفقه والتصوف والحديث والكلام)
وصفه الحافظ أبو نعيم: (المشاهد المراقبي ، والمساعد المصاحبي، كان في علم الأصول راسخا وراجحا)
مواعظ المحاسبي:
(1)
مَن شرح الله صدره، ووصل التصديق إلى قلبه، ورغب في الوسيلة إليه، لزم منهج ذوي الألباب برعاية حدود الشريعة.
(2)
أن صلاح الأمة وفسادها، بصلاح العلماء وفسادهم، فريق تسعد بهم الأمة، وفريق رضوا بالدنيا عوضا عن الآخرة
(3)
العبادة لا تسقط عن المسلم حتى الموت، والجوع ليس منزلة يسعى إليها
(4)
التهاون باليسير هو الذي يوقع في الإثم الكبير
(5)
الطهارة تسبق الصلاة
(6)
أفحص عن النية، وأعرف الإرادة، فإن المجازاة بالنية
(7)
إني أحثك على حسن الاستماع، لتدرك به الفهم عن الله عز وجل في كل ما دعاك إليه
(8)
أترك كل فعل يضطرك إلى اعتذار
(9)
صن دينك بالاقتداء
(10)
ألزم الخلوة بالذكر
(11)
أصحب النعم بالشكر
من كل ما قيل عنه ومنه، نتلمس من كلماته طمأنينة النفس، فالمحاسبي يحاسب نفسه من أجل سعادة سواه ويصنع لنا أمثلة منها ينتصب سلما
لمخافة الرب وحسن معاملة العبد