النساء والكتابة (22): إنها لا تكتب من أجل إغواء الرجل أو السيطرة عليه بل ترمي من الكتابة كل شروخ جسدها وتموجاته
القسم الخاص بالشاعرة والروائية بلقيس خالد
تحقيق خاص: إعداد: سماح عادل
يمكن تسمية رفض بعض الكاتبات في مجتمعاتنا الشرقية الاعتراف بكونهن مضطهدات، وكونهن يتعرضن للقهر والتمييز “إنكارا” لأن هؤلاء الكاتبات يؤكدن بحدة شديدة على أنهن غير مظلومات، وأنهن يمتلكن كل الحرية في الكتابة، والتعبير. ويصل الأمر ببعضهن إلى التعريض بكاتبات أخريات، والتأكيد على أن هناك كاتبات يشتهرن لأسباب أخرى غير جودة الإبداع، وكأنهن يركزن على اضطهاد أخريات من نفس جنسهن بدلا من الاعتراف بكونهن مضطهدات ومهضومات الحقوق. السعي إلى الحديث بعنصرية عن نساء أخريات، والإنكار الشديد لأوضاعهن يعكس ضعفا شديدا في موقفهن، ورغبة في عدم الرؤية بوضوح لما يحدث على أرض الواقع.
في حين أن هناك كاتبات أخريات يحرصن على الوعي بأوضاعهن وأوضاع باقي النساء في المجتمع، ويفهمن أهمية الكتابة النسائية التي تسعى لعمل رؤية نسوية عميقة، تخلق عالما خياليا جديدا تكون فيه المرأة بطلة في الروايات والقصص، وتحاول محوما كرسته الرؤية الذكورية على مر سنوات طويلة من رسم صورة نمطية للنساء.
لذا كان لنا هذا التحقيق الذي يجمع آراء الكاتبات من مختلف بلدان منطقة الشرق حول الصعوبات التي تواجهها النساء حين يقررن أن يصبحن كاتبات، وتضمن التحقيق الأسئلة التالية:
هل تواجه الكاتبات صعوبات للتفرغ للكتابة مثل عملها، ومهام الأمومة ورعاية الأسرة وأعمال المنزل؟
هل العوائق التي تمنع الكاتبات من التفرغ تؤثر على إنتاج الكاتبات سواء على مستوى الكم وأيضا الكيف؟
هل تشعرين بالظلم حين تتم مقارنة نصوص الكاتبات من النساء بنصوص وإنتاج الكتاب من الرجال رغم التفاوت الكبير في إتاحة الفرص وتوافر إمكانية التفرغ؟
ما رأيك في انتقاد البعض للجرأة في كتابات النساء والذي قد يصل إلى حد الوصم؟
هل تشعرين أن كتابات النساء مظلومة من قبل النقاد والمهتمين بالأدب؟
تقول الشاعرة والروائية العراقية “بلقيس خالد”:
“قوة الدافع الثقافي هي التي توفر وقتا بعد أن أقوم أنا شخصيا بتنضيد وقتي حسب الأهمية لدي”.
وعن تأثير العوائق على إنتاج الكاتبات كما وكيفا تقول: “دجنتُ عوائقي وجعلتها من المحفزات لتطوير موضوعاتي وتقنيتها أثناء الكتابة”.
وعن الشعور بالظلم من مقارنة النصوص تقول: “لستُ من الضحايا حتى أشعر بالظلم، الكتابة تحررني مثلما أحررها والفضاء المسموح للنساء بلا ضفاف، وهنا الحرية الخطرة التي تستوجب لجام الوعي الأخلاقي من قبلي ككاتبة ضمن منظومة ثقافية عليّ مهام عدة في أولها الجانب التنويري في الأدب”.
وعن انتقاد البعض للجرأة تقول: “بعيدا عن الجرأة في معظم الأحيان الكتابة النسوية تستفز نفرا لا يستهان به من النساء والرجال. بخصوص (الجرأة) فهي مفهوم واسع جدا ويحتوي في داخله تنويعات من الجرأة. الآيروسية لم تعد جرأة بل أمست من البضاعات الرخوة التي تفسد ثمار النصوص”.
وعن النقاد تقول: “هناك نساء حصلن على شهرة بالمجان، لأسباب خارج النص المكتوب من قبلهن، وهناك كتابات عن النص النسوي ذات نبرة إعلامية سواء بالسلب أو الإيجاب”.