ضمن فعاليات مهرجان نظران المسرحي الأول قدمت مونودراما حارس السرير أمس الاربعاء 23/3 على خشبة نقابة الفنانين /فرع البصرة .
مونودراما حارس السرير
تأليف : حسين نجم
تمثيل واخراج :
علي المهدي
النص :
-قدم مؤلف مونودراما حارس السرير حدثاً سردياً مشاكساً للواقع منتفضاً لذاته المتشظية مابين حروب سنوات مضت
وبقايا اعضاء بشرية تناسلية
عاطلة عن العمل لشاب يحاول ان يخلق علاقة حميمية مع اركان حجرة نومه وفراش الزوجية ومرآة غرفته مع منضدة صغيرة وطبلة .
فسرد المؤلف احداثه عن طريق حوار الشخصية على شكل خطاب يحمل
دلالات رمزية
من خلال تفرد ذاتية الممثل مع نفسه .
مابين ماضيٍ وحاضر الشخصية وتراكمية الحروب الممنهجة .
وبين مايحكيه ومايتذكره .
ليصنع لنا المؤلف من خلال المتن الحكائي بعد ملحمياً .
تجسد في داخل غرفة الشخصية الساردة للحدث وتعلقها بالمكان
السرير
الزوجة
المرآة
وفضاء الغرفة
فكان المكان مشحون بالماضي الذي يذكره بوالده .
وفي مكان مرغم على التعايش معه رغم قساوة الواقع المرهون
بالماضي .
-لغة النص
اعتمد المؤلف على لغة السرد بحوار مكثف استخرجه من ذات الشخصية عبر تساؤولات كونية وجود الحروب وعبثيتها .
واقعه الذي لايتقبله
داخل معترك الحياة .
ماابقى الزمن مغايراً
للمكان او مفتوح مابين
حروب غادرت وحروب
جاءت لتجعل منه شخص يحاكي كل الأزمنه وعلى لسان ذات الشخصية المهزومة تلقاء نفسها .
لتنامى صراعها ويتصاعد داخلياً نتيجة
تبعات الحروب الطارئة
على زمان ومكان الشخصية.
وهذا ماجعل المؤلف يقدم نصاً مسرحياً احادياً وحكائياً مكثفاً ومحبوكاً افترش من خلاله ذات الشخصية وانفعالاته الداخلية
وتركيزه على شخصية
الممثل .
-نص العرض :
الممثل :
كنت اتمنى من الممثل أن يكسر ويحول المعاني اللغوية الى صورة معبرة عن طريق
المتن الحكائي للخطاب
ويوازن ما بين الكلام الحوار والأفعال الفيزيائية للشخصية
وتواتراتها المتبادلة والمتغيرة من خلال تقليده للشخصيات .
وقد كان قادراً على ذلك في حضورٍ شاخص وصوت مؤثر
وتنوعه بإلقاء الشخصية
رغم انفلات ايقاع
العرض تارة ورجوعه تارة اخرى .
نعم استعرض للجمهور
ادواته في حركة جسده
من جسده وتعبير ه الإنفعالي بحرية إبداعية
وهو يحوّلِ الأفكار من أفكار المؤلف إلى أفعال ممثل فينقلنا من التجريد إلى الواقع. وهذا يدفعني إلى التساؤل :
هل علي ممثل يمثل نفسه !؟ أم يمثل دور رجل فقد رجولته بسبب الحروب !؟
أين أرواح بقية الشخصيات لم تصل لي عدا استذكاره لشخصية الأب الذي كان يتمتع بفحولته .
اذن علي اشتغل على
نسبياً على
جسده
وصوته
صمته
انفعاله الداخلي
تركيزه
وقد نقلنا مخرج العمل الذي هو ممثل العمل
الى موضوع العرض. فوضعنا في فضاء درامي ينقصه الدقه في تأثيث المكان وتغطية سينوغرافيا العرض من اضاءة وصوتيات واغاني
كنت اتمنى ان تكون
بصوت الممثل نفسه
فشاهدنا السرير والمرآة والزوجة واحلامه المؤجلة
خلال أداء الممثل علي المهدي ماخلق ذلك التوحد ما بين الممثل والمشاهد . ثمة إيقاع ثمة سرد، وموسيقى كشفت عن عمل مسرحي مونودراما جميل يعرض هموم الشخص ونحن ننتظر ونترقبه من خلال منظور ذاتي ووجداني آخر