قد آنَ لي أن اسْتريح ..
وأُضمّدَ القلبَ الجَريح ..
أكتُبها تذكرةً وأُعيدُ ذاكرةَ الزمن ..
كنتُ وجاري نوقِدُ شمعَ المنايا ..
وقد التحَفنا بُرهةً بردَ الحنايا ..
وَلَكَمْ سَكَنّا في بُيوتٍ لم نستَطِعْ فيها الوقوف ..
قَهراً جَلَسنا القُرفُصاءَ ،،
وَرُؤوسنا فيها أنحَنت تحتَ السقوف ..
كمْ واحدٍ منّا غفا تعِباً ،،
وَرِجلا صاحبيهِ بنومِهِ صارت وِسادة ..
إذ صوتُ جلّادٍ يسُبُّ بِلا هَوادة ..
في جَلْدِنا ما فرّقوا ..
ما بينَ شخصٍ مؤمنٍ او مُلْحِدٍ او ابنِ سادة ..
يا صاحِبي !!
فكَمْ اشتركنا في الهموم ،،
وإن اختلَفنا في الكفاحِ وفي العِبادة ..
يا صاحِبي !!
بالأمسِ إذ كُنّا نجوبُ الدربَ نبحَثُ في المغاربِ والمشارقِ ..
وَبِصَبرِنا صِرنا على الأعواد ،،
لا ندري لنا هذي منابرُ أم مشانق ..
واليومَ نُطحَنُ في رُحى التغريبِ ،،
مفتونين نمكُثُ أم نفارق ..
يا صاحِبي !!
وَكَمْ افتَرَشنا الأرضَ في ورقِ الجرائد ..
كانت فِراشاً ساعةً ،،
ولِفِكرِنا زاداً ومائدةً فما أحلى الموائد ..
يا صاحِبي !!
آن الأوانُ لِكَيْ نَشُدَّ العزمَ في أقوى السواعِد ..
إنّ الحياةَ تُحِبُّ مَنْ فيها يكافحُ فَلْنُجاهد ..
يا صاحِبي لا مُستَحيل !!
تعالَ عاهِدني بها وأنا أُعاهِد ..