ثمة معلقات فوق رفوف الزمن المهمل تنهار ملامحه الفنطازية وتنكره مرآته، بعضهم على خيبته غافٍ آنئذٍ في التابوت في المنفى بقعر الجب يشتهي التقيؤ في أحضان المترفون، ويأكل بعدها رغيف خبز يابس حد الحجارة بينما كان يجلس متقرفص القدمين وعيناه مملوءة فسق في قلبه تعلق المسمار الصدئ ما قبل الأخير، عيناه الداكنتان مملوءتان فراغٍ دخل الحمام ليزيل غباراً عالقاً بجسده النتن، كل أبواب المدينة موصدة وأبواب داره متهرئة، الفجر الشيطاني القارص قارب، مرغ جسده في أكوام القشور بزوايا داره، في الخارج أناس بسطاء يعلقون بهمومهم في مقهى شعبي قديم أرائكه بالية مملوءة من عطاب السكائر ويغفو على الأساطير بينما الإنسان يتعرض لشهقات احتضار… سرح الجميع يرتبون أوراق حيواتهم .. ذنبهم الوحيد أنهم تركوه بلا ذنب.
حيتان البصرة
في الهزيع الأخير من الليل نهض بخطوات وئيدة ليغلق بقية الأشياء، المسافرون يتشبثون بالأرض وشط العرب يذرف الدمع منذ جيل سيقطعون رأس البصرة والواهنون يتذمرون، ستائر المستشفيات رثة وأبوابها مقتلعة وجيوبه فارغة عندما وجدوه إلا من تلك القصاصة الصغيرة كتب فيها “شيئان في الدنيا يستحقان الدموع والنزاعات الكبيرة
1- وطن حنون
2- وامرأة رائعة
أما بقية النزاعات فهي من اختصاص الديكة” (رسول حمزاتوف)
فأغلق عيناه ومات من أجلهما….
انانا
كعيون ألمها بثوبها الوردي وشعرها الكستنائي كانت تتعثر بأنفاسها المتقطعة بينما تسير في شارع البنات، في قلبها وتر يشبه الجمال ووجهها تكسوه ملامح الرحيل فخطواتها ترسم لزمن آتٍ حيث لا يوجد الحاليون، حيث الحب الصافي كالبلور، وحينما اقتربت منها نادتني أمي إنها الساعة السابعة ألا تذهب للعمل.
ماء الورد
الشارع لا نهاية له… المارة غرباء… الوجوه مختلفة… عينيها تتكلمان أشعار وخواطر وبعض حكايات الوجد، يبان في نظراتها مزاج طفلة مفرطة بالدلال دموعها تتغرغر في زاويتي عينيها، اقتربت من بائع قناني ماء الورد. وهمست له: