(*)
قراءتي تحاول نزهة ً جوانية ً في رواية (كلاب جلجامش) للروائي شاكر نوري لعلها تتعرف على مديات الرواية الوظيفية للكشف عن فاعلية (جلال )الذي ينتجُ اتصالية المؤتلف الوفي التي تهدّم منظومة المستبد الراسخ. وعلى مستوى السرد فأن هذه الاتصالية تبلغ غاية الغزارة في تعديد مستوياتها المتوازية والمتقاطعة والمكوكية. وتتضح غابة السرد، حين يخبرنا المؤلف وهو يستعمل شخصية جلال في الصفحة ما قبل الأخيرة من الرواية (لم أعد الآن أنا الراوي، فقد كنتُ طيلة رحلتي، فهو شخص آخر، أنفصل عني، وأصبحت له شخصيته المستقلة عني، ولهم أن يتعاملوا معه كما يشاءون، ولا أنوي الدفاع عنه أو دحض حكايته التي أثارت كثيراً من اللغط والجدل، فقواعد اللعبة تقتضي أن نستمع للحكاية و نستكملها من
أرواحنا وخيالنا/ 109) هنا يضعنا السارد أمام الرواية الواعية بذاتها
ويفتح لنا بابا من أبواب الحداثة التي ترى في الرواية نصاً مفتوحا ينتظر تمامتنا السردية ليكتمل .
(*)
موضوعة الرواية إلوهية الإنسان مختبريا (ماذا يحدث لو تمّ تلقيح جينات إنسانية مع جينات إلهية مختبريا؟ / 9) ومن هذه الكينونة الإلهية /الناسوتية تتشقق أسئلة وجودية : كائن ثلثه إنسان وثلثاه إله
وهل هو الحل يا ترى؟ وهل سيتفوّق هذا الكائن بخصائصه الجسدية والعقلية على الآخرين، بل هل يمكن أن يعيش سعيداً؟
وحين تعلم الدوائر المختبرية التي يعمل لديها شخص من بلاد الخلود (سواديا)، تجنده في رحلة إلى بلده. من هو هذا الشخص الذي تبدأ الرواية به ؟ لا يعلم القارئ !! والسبب أن المؤلف يتستر عليه فهو يشتغل بتأن ٍ في تكبير الصورة على شاشة السرد. في ص11 تصل للشخص الذي يعمل في المختبر برقية. لا مكالمة عبر الموبايل أو (مسج)؟! البرقية :(مات صديقك أنور صباح اليوم../ 11)..
(*)
بينه وبين أنور ثلث قرن وفاصلتان جغرافيّة وتاريخية، فهما لم يلتقيا منذ سبعة وعشرين عاما. أنور في باريس الفقراء وجلال في رفاهية لوس أنجلوس الأمريكية. الأصدقاء الثلاثة تناسوا التلاقي بينهم خلال ما يقارب ثلث قرن، فأمنية التلاقي لا يذكرها جلال إلا وهو يعود جنّازاً بصديقه أنور(كم كنت أتمنى لو ألتقينا، نحن الثلاثة بعد هذه الغيبة/ 45)
(*)
ضمن مفاهيم الحداثة النقدية : دور جلال في الرواية يتجاوز دور (العامل) ويتشخصن في دور (الممثل ) وهناك فرق بين الدورين ضمن السيميا ئيات السردية ،أن مفهوم (العامل) (يحدد العوامل على أنها الإنسان والأشياء التي تسهم في الفعل، ومن هذا المنطلق يحدد العامل نوعا من الوحدات التركيبية ذات الصفات الشكلية خارج أي استثمار دلالي أو إيديولوجي) إذن مفهوم العامل جاء ليحل عوضا عن مصطلح الشخصية الروائية. أما مفهوم (الممثل) فهو يرتبط بالدلالة لا بالتركيب كما هو الحال مع مفهوم(العامل) ويعتبر (الممثل) : وحدة معجمية فهو ينتظم في سلك العناصر المحققة للتجلي الخطابي لذا يكتسب (الممثل) سُمكا دلاليا يميزهُ عن (العامل) لأن الممثل هو حيز التقاء واتصال البنيات السردية بالبنيات الخطابية/ 19/ حليمة وازيدي/ سيميائيات السرد الروائي من السرد إلى الأهواء/ منشورات القلم المغربي/ ط1/ 2017 ) .. مفهوم الممثل يتماهى في مفهوم الأهواء ومن التماهي يتحول المفهومان إلى عناصر تؤدي الى تفريد الممثل وهذا الاستقراء السيميائي يتجسد في مواقف جلال: الانفعالية والإدراكية من خلال تنفيذ وصية صديق عمره أنور المتوفي في باريس، متحملا بسبب ذلك الأهوال والمصاعب. إذن المحور الروائي هو موت أنور، الذي لا معين له سوى جلال
(*)
محتوى البرقية :يشكل القوة الدافعة للسرد التي تجترح متغيرات في حياة السارد المشارك، وسينوب السارد العليم عنه في إخبارنا نحن القراء: (طرق رأسه مفكراً بعبارات الوصية وألغازها التي قلبت موازين حياته الجامدة ودحرجتها مثل أيقونة جامدة على سفح جبل شاهق إلى الهاوية /12)ما يلي التوصيف سرد متخيل حول سرير أنور في المستشفى المربوط بقناني التغذية الاصطناعية . وهنا ينهض سؤال من ذاكرة جلال وبصوت جلال ( هل أراد أنور أن تكون جثته مجرد ذريعة يعيدني بها إلى هناك أم يضعني أمام السؤال الوجودي /18) المؤلف شاكر نوري يطلق شفرات النص ويقوم بتفكيك الشفرات من داخل النص، منها على سبيل تلك العلاقة بين المصادفة والضرورة. برقية موت أنور مصادفة/ مباغتة، لكن حين يكشط السارد العليم البرقية سيخبرنا هذا السارد المتلصص على سرية جلال الذي (تساءل في سره : هل هذه البرقية استجابة لنداء قديم ظل ساكنا في عقله لسنوات طويلة؟ / 11) ..ثم بصحوته في البار الايرلندي في (لوس أنجلوس) وهو يرتشف البيرة ينهض السؤال المضاد(هل يمكن أن أخرّب حياتي العائلية والمهنية مرة واحدة؟ /19).. وصية أنور شبه مستحيلة(كل ما أطلبه منك أن تقوم بنقل جثتي وتعمل على دفني في بلدنا (سواديا) لا أريد أن أدفن في بلاد الغربة / 11) أنور غادر الوطن بقدميه والأصح هم فروا من وطنهم بأقدامهم : جلال، أنور، سرمد، لكن الأخير سرعان ما يفعّل دور عودة الابن الضال ويعود للوطن قبل نفاد ما لديه من نقود
(*(
بدايتان للرواية
البداية الحداثية : تشغل الفصل الأول، وهي مشوّقة لغموضها الجزئي
البداية التقليدية : تبدأ مع الفصل الثاني للرواية، وهي مشوّقة لوضوحها الحكائي. خلال صفحتي 15- 16 سنعرف وجيز العلاقة
بين سرمد وأنور وجلال. يغادرون العراق قبل كارثة أواخر سبعينات القرن الماضي (كانت فكرة السفر تغرينا وتلهمنا وتحثنا على الرحيل قبل الاوان /15) والأصدقاء الثلاثة : نسخٌ منقحة ومزيدة من آبائهم
(كان أبو سرمد ساعاتيا ً فأصبح فلكيا
وكان أبو أنور فقيها ً فأصبح فيلسوفا
وكان أبي مزارعا فتخصصت ُ في علم الجينات/ 17)
(*)
الرواية من طابقين: الأوّل هو الراهن العراقي والثاني هو أسطرة هذا الراهن بالتمازج مع ملحمة جلجامش. إذن الرواية مؤطرة بنص عراقي سومري أسطوري وهذا النص يمتلك الفصل الأخير من الرواية . والمؤلف من خلال السارد المشارك يبثُ لنا شفرات من النص الاسطوري (كان عليّ أن أحمل جثته على كتفيّ لأعبر بها إلى الضفة الأخرى من المحيط/ 20) نحن هنا نرى جلجامش يحمل جثة أنكيدو . وقبل ذلك: أسطرة الرواية تعلن عنها ثريا النص( كلاب جلجامش) وهناك الاهم من كل هذا ، أعني ذلك الفعل الأستباقي الذي تجسده حصة المسرح، حين تتوزع أدوار مسرحية جلجامش بين الأصدقاء الثلاثة (لم يرفع يده سوانا.. فقال لنا المعلم أن.. ور أنت أنكيدوا. وجلا…لا ل أنت جلجامش. ثم سر… مدّ الذي دور سيدوري51) إذا كانت الحياة حلماً فمن الممكن أن تكون هناك مسرحية أثناء الحلم. . المعلم لم يرغمهم، الثلاثة وحدهم مَن بادرَ للتمثيل . لكن المعلم كان قدريا ً في توزيع الأدوار وسيحمل جلجامش ثان هو جلال جثة إنكيدو عراقي معاصر هو أنور وسيمضي سرمدّ بقية حياته مخمورا في حانة بغدادية. إذن هي عملية تدوير سرد التأصيل بنكهة حداثية وسيبشرهما المعلم ( لا تنس يا أنكيدو.. عفوا يا أنور وأنت يا جلجامش.. عفوا يا جلال ..إنكما بطلان على المسرح وربما تصبحان بطلين في الحياة.. من يدري/ 51)..أن هذا التلفيق المسرحي، يعني تمازج الحداثة بالقدامة في الراهن العراقي. وفي أيامه الأخيرة يستأنف أنور دور أنكيدو، أعني يتماهى فيه يمثل دوره في أسطورة بلده قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة في المستشفى (وكأنه يوّدع الحياة بدوره هذا). هنا السارد المشارك يبث لنا وجيز َ سردٍ جرى بين الممرضة زهرة وأنور وبشهادة جلال( هذا ما سمعته الممرضة زهرة على لسانه / 52)
(*)
علاقة جلال وزوجته الامريكية يمكن القول هي علاقة دبلوماسية بين
شرق / غرب ./ ص17 لكنها تخلع قناع الدبلوماسية وتوجعه بقولها القاسي (أنت ذاهب إلى بلد هجرته بملء إرادتك وها أنت تذهب إليه بإرادة الآخرين/ 18) على جلال أن يغادر لوس أنجلوس ويقصد باريس ليأخذ جثة أنور ويعود بها إلى وطنه. الطبيب الفرنسي لا يختلف عن زوجة جلال الأمريكية/ 21
(*)
يستوقف قراءتي هذا السرد المضمر لدى أنور(كان الراحل كثير الأحلام وكثيرا ما كان يقصها عليّ /26) ولقد أراد أنور تحويل المضمر إلى مسرود من خلال الممرضة (كان يلُح عليّ أن أدوّن أحلامه) لكن الممرضة لا تمتلك من اللغة العربية سوى قليل من الكلمات فهي من أب جزائري وأم فرنسية. ومنها يعرف جلال أمرين
: الأول بخصوص الأحلام( لكني حفظتها) !! هنا تحوّل المحلوم للشفاهية في ذاكرة الممرضة، لكن من غير المعقول أن الممرضة بمقدورها أن تسرد أحلام أنور كما رواها هو لها ومن جهة أخرى من المحتمل تلجُ مخيلة الممرضة في تدوير سرد الأحلام. وضمن السرود لدينا سرد مؤجل ..سرد مضنون به على غير أهله يخبرنا عنه جلال: (أقلّب دفاتره التي جلبتها معي لقراءتها في الطريق الطويل../ 45)..(أخرجتُ بعض دفاتر أنور ورحت أقرأها لتمضية الوقت/ 49)
والثاني رسالة التوصية(لو متُّ أرسليها إلى جلال فورا)
(*)
أنور وهو في طريقه إلى موته، يفقه في نفقة الجنازة، لذا (أوصى بمبلغ مالي أدخرهُ في البنك من أجل نفقات ترحيل جثته ودفنها/ 33) وهو في باريس كيف لم يخفق قلبه !! لماذا طالب صديقته أن تجهض نفسها؟ كم المسافة السلوكية بين سرمد وأنور؟ لو كان أنور متزوجا ضمن المتوقع ستكون له ذرية وفي هذا الحال لما ترك وصية ً، ولما كانت هناك رواية أيضا. إذن موت أنور هو القوة الدافعة لسيرورة الرواية، فهذا الخاص الحميم، هو الذي سيفجّر العام المشترك بين المواطنين، في (سواديا) ويخلصهم، من أوهام حكومة الظل (مؤسسة الخلود) التي تتحكم بالحكومة والمصائر كافة / 48
(*)
الروائي شاكر نوري، لا يستعمل الشحن الجوي للجنازة، بل يختار رحلة جلجامش ويجعل جلال يسلك ُبرية ً مرعبة ً عبر (معبر بيل) المكتنز بالأساطير والحكايات وهذا المنفذ مزدوج القيمة فهو(رئة صغيرة وفم كبير جائع/ 35) وهو قارب نجاة من برية مفترسة ومقبرة للذين لا يفوزون من مفازته بالخلاص
(*)
أهل (سواديا) يكابدون الخلود. فكيف يستقبل منفذ الحدود جنازةً وطنية ً قادمة ً من ما وراء البحار؟ القوانين تنص على منع دخول الموتى، لأن أهالي(سواديا) في خلود دائم ولا يريدون من يُعدَيهم إلى الموت أو ينغّص عليهم خلودهم.!! لذا في قواميس (سواديا) لا توجد مفردة موت !! إذن لا يوجد حفارو قبور لأنه لا توجد مقبرة!! .. البلاد محكومة بسأم الخلود.. بلاد تخشى من الموتى لأنهم ( يشكلون خطراً على مؤسسة الخلود/41) !!..أليس نحن هنا في يوتوبيا ساخرة ؟ ومثلما قلتُها سابقا (اليوتوبيا نتيجة غياب العدالة / 17/ زيادة معنى العالم) وهذه اليوتوبيا المبثوثة في (سواديا) لا تنتج سوى نظام شمولي استبدادي . الخلود : أفيون تنتجهُ الحكومة والمؤسسات والأحزاب والمنظمات الارهابية، قبل (قلعة آلموت) بماذا يجدي الخلود حين نعيش كلنا بمستعمرة عقاب، تطول أعمارنا ونحن محض مسوخ؟!
(*)
ستمر شخصية أنور بالنسق التالي :
(1) البحث عن الخلاص خارج الوطن
(2) العيش المنخفض في باريس
(3) العودة الميتة للوطن
(4) مسرحة جثة أنور
ومسرحة الجثة من إخراج المسؤول الحكومي في المنفذ الحدودي ( لديّ فكرة.. أخرج الجثة من النعش وألبسه بذلة ً من بدلاتك وأجلسه بجوارك على مقعد السيارة وتعامل معه كأنه حي وليس كجثة../ 41) !! ولم يكن مقترح المسؤول الحكومي مجانا ..و(المبلغ يوزع على الجميع، إنه نوع من الحافز للعمل لا أكثر/42)
(*)
جلال بين أثنين : جثة أنور وصمم وبكم سرمد: (انهالوا بالضرب المبّرح على رأسه، فوقعت ضربة قوية على أذنيه.. ولم يعد يتخاطب مع الاخرين إلا عبر دفاترهِ الصغيرة/ 63)..
(*)
جلال يتواصل مع جثة أنور من خلال المسرود في دفاتره. ويتواصل مع سرمد من خلال المكتوب المباشر في دفتره. بين جلال وبينهما :أوراق الدفاتر المسطورة. حين يقرأ جلال في دفاتر أنور يكون مصغيا. أما حين يكتب ردا على كتابة سرمد وهما جالسان في الحانة فهو يتحاور مع سرمد كتابة ً وهكذا يتأثل التوازي السردي بين الصديقين وهما ينخرطان في سرد حكايتين : حكاية رحيل جلال وحكاية بقاء سرمد، هنا يتداخل السردان في نسيج واحد، لردم الفجوة الزمنية بينهما: سبعة وعشرين عاما، يواصل السرد المتبادل نسيجه صعودا إلى سؤال سرمد عن أنور..
(*)
هناك سوريالية السرد الجمعي المبثوثة في الحانة(أطلقت الحانة لوثة عقلية من الاحاديث والقصص بحيث تحولت جدران الحانة الاسمنتية
إلى ألواح زجاجية شفافة رقيقة يتفرج علينا المارة العابرون، يقهقهون ويسخرون ويؤشرون بأصابعهم إلى عورتنا فيما تبدو وجوه الروّاد مصبوغة بنور شاحب، تنتابهم غفوة، فتنزل وجوههم إلى الطاولات. / 65 ) هنا تسريد سوريالي يتجاور مع ساعات دالي المتهاطلة من لوحاته نحو الأرض، ويفوق عليها بقوة التجسس الالكترونية ، فأي حديث خارج نص السلطة المستبدة، يعرض المتحدثين للفضيحة العامة التي تجعلهم هزأة ً لدى المارة . وفي الحانة تتحول السرود إلى محض منولوج، فالكل يتكلم ولا أحد يصغي لسواه إذ لم يكن تبادل الاحاديث سوى ضرب من الخيال والسبب أن (كل واحد منهم كان يسرد قصته دون أن يتحمل سماع الآخر/ 68) وهذا يعني أن الفاعلية السردية مكتفية بوظيفة التفريغ وليس الاصغاء.
(*)
حين يعود جلال منتصراً إلى لوس انجلوس لتخلص من إلحاح مدير المؤسسة التي يعمل فيها، يضطر جلال فينتج ُ سردا كاذباً : البشر في (سواديا) يبلغون أربعة أمتار في الطول، أجسادهم آدمية ورؤوسهم، وهم يقبضون على الجمر ويسلخون جلود الأفاعي ويأكلون لحومها وهم يمشون حفاة على البراكين ولا يحترقون ويرتون من فوهتها ذات الماء المغلي ألف درجة حرارية والعذراوات يعدن أبكاراً بعد مضاجعتهم. ثم يقوم جلال بتدوير سرد ملحمة جلجامش واختصارها.وحين يشعر المدير بأكاذيب سرديات جلال يخبرنا جلال (أنسحب الراوي وراء الحكاية، مراوغاً ومخترعاً وملفقاً /1الوجيزة07) يستأنف جلال تدوير سرد ملحمة جلجامش وهو يعي صعوبة المسؤولية (هكذا كان عليّ أن أمسك الحكاية من جميع خيطوها وأدير دفة الحكاية كما يدير الربان مقود.. وما كان يربك المستمعين، أن أعيد سرد الحادثة مرات عديدة، وفي كل مرة يتغيّر السرد، وأنا أجهد نفسي في لملمة شظاياها المتناثرة عبر العصور، منذ بدء الخليقة. يا لها من مهنة عسيرة !/ 108)
(*)
جلال :لم يسلك الحلول السرية لدفن صديقه ُ أنور، فهو سيودعه في مبنى (المرصد ) واضعُ المفردة بين قوسين لما تبثه هذه المفردة من غزارة المعنى والتأويل ومن هناك ستبث جثة أنور آيات الموت التي تنقض الخلود ومؤسسته ُ الرهيبة ..
(1) شاكر نوري/ كلاب جلجامش/ الدار العربية للعلوم ناشرون – منشورات الاختلاف/ ط1/ 2008
(2) حليمة وازيدي/ سيميائيات السرد الروائي – من السرد إلى الأهواء/ منشورات القلم المغربي/ ط1/ 2017
(3) مقداد مسعود/ زيادة معنى العالم/ دار ضفاف للتشر/ الشارقة – بغداد/ 2014