من قال إن الفن يتقاعد ؟ . او إن العلم يتقاعد او حتى الحرف ايضا او الوسامة والتواضع ونبل الخلق كلا وألف كلا ،
كل هذه الأشياء لا يشملها التقاعد كونها أبرز عينات الابداع والجمال فكيف اذا اجتمعت كلها في شخص واحد؟.
فتلك مسألة لا يقرها قاموس الابداع ولا قواميس حياة من أفنوا شبابهم بل كل حياتهم ليحقق كل ما ذكرناه .
اذن سنقدم لكم اليوم هذا النموذج النادر والذي تخلت عنه جامعته بحكم القوانين لتحيله الى المعاش كما يقول إخوتنا ابناء مصر
وهو في اوج عطاءه وهو الذي أرسى قواعد مهمة في تاريخ المسرح والفن والادب والثقافة عموما .
فهل نستطيع ان نسلخ الفنان عن فنه او الاديب عن أدبه بعد ان يتجاوز ال 60 من عمره فهل القوانين وضعت لكي تنهي عبقرية هذا وذكاء ذاك وتحرم مؤسسته من جهده وخدمته المؤثرة في كل مستويات العلم والمعرفة .
امس اجتمعنا في قاعة نقابة الفنانين بل احتفلنا نحن اصدقاء البروفيسور الفنان الجميل العالم في نطاق فنه وثقافته الاستاذ الدكتور عبدالكريم عبود المبارك صاحب المسيرة الذي لايرقى لها غيره فهو الانسان قبل كل شيء والمبتسم دائما يعالج
الامور بكل هدوء وروية.
ليلة الأمس تحدث العديد من رفاقه من الاساتذة الذين عرفوه تحدثوا عن مسيرة جهاده علميا وفنيا وثقافيا فلم يستطيعوا وباعترافهم إن يلموا بمفردات مسيرته الطويلة
فيما تحدث هو بعد ذلك بكلمات شاكرا بها كل الذين حضروا حفل الاحتفاء بل التوديع دون ان يحضر من يمثل الجامعة رسميا .
انهالت عليه باقات الورد والدروع وحتى الدموع من زملاءه ومحبيه فهو ذلك الاستاذ الوديع المحبوب فمهما تقدم بالعلم ازداد تواضعا ونبلا فقد يحير القلم وتعجز المفردات إن تصف هذه الشخصية البصرية الأصيلة .
سلام لك من كل القلوب المحبة ايها الكبير علما وادبا فالبصرة ما زالت بحاجة لفنك وعلمك فلا تبعدك كلمة متقاعد عن عطاءك فانت تسمو فوق كل الصفات ايها الكريم عبد الكريم المبارك.