يقظة الماء في بكائيات المطر للقاص حيدر الأسدي
*الغلاف:
تحت اجناسية(قصص قصيرة جدا)،وضمن لوحة فنية، بفرشاة الفنان التشكيلي،ألأستاذ في كلية الفنون(تحرير علي)،يجىء العنوان التالي(بكائيات المطر )،وعلى قفا الكتاب،صورة فوتوغرافية للمؤلف،وبعد فاصلة بياض
تلي الصورة ،يجىء المسطور التالي:
*الغلاف:
تحت اجناسية(قصص قصيرة جدا)،وضمن لوحة فنية، بفرشاة الفنان التشكيلي،ألأستاذ في كلية الفنون(تحرير علي)،يجىء العنوان التالي(بكائيات المطر )،وعلى قفا الكتاب،صورة فوتوغرافية للمؤلف،وبعد فاصلة بياض
تلي الصورة ،يجىء المسطور التالي:
بكائيات المطر..ايحاءات من الوجع ألأنساني اليومي،ومرويات متقطعة ألأوصال..أجزاء رسمت هنا وأخرى متشظية متناثرة مع الغبار..هي محاولات لجمع المشهد وترميم الزجاج المتكسر حطاما برتق فتقة العبور
الوحيدة،والخروج مع القارىء لفسحة أجمل.
*شفرة المسطور: هل يمكن ان يكون المسطور دعوة عامة ،يوجهها المؤلف الى القارىء..يعلن له اولا.المرجعية ألأجتماعية المؤلمة، لهذه القصص جعلتها جسدا طعينا مقطع ألأوصال،حد التشظي والتناثر،لكن سيرورة السرد التي قام بها المؤلف،قصد منها:-1-جمع المشهد/-2- ترميم الزجاج/-3-رتق فتقة العبور/-4- الخروج مع القارىء لفسحة أجمل
وحسب د.صالح زياد(ان القصد دلالة على النية ألأرادية الواعية من المتكلم،بما ينتج عنه تحدد المعنى بشكل مسبق
ونهائيته،ومن ثم تسلط المرسل وخضوع المتلقي /ص22)
*؟:
من خلال المسطور السابق ،هل قدم المؤلف وجيز سيرة للمضمون القابع،بين دفتي الكتاب،وهل بهذا الوجيز،سعى المؤلف لبث مرسلة لأفق استجابة القارىء.؟تخبره ان سردية
المؤلف،من اجل تأثيل،(الخروج مع القارىء لفسحة أجمل)؟
القارىء في المسطور على قفا الكتاب،غير محدد الهوية.
ربما سيعرفنا،المؤلف عليها، في الصفحة ألأولى الداخلية من خلال ما كتبه تحت عنوان
*ألأهداء
الى من بكى بسبب ألأخرين..
الى من نسى نفسه بسبب ألأخرين
ألى من أصابه الحزن بسبب فعل ألأخرين
ألى من بقى وحيدا تحت المطر بلا انيس
أليكم مع سبق ألأصرار والترصد.
حين نتأمل الأهداء نراه يسلط الضوء على أتصالية تضاد
بين الواحد والكثرة:
-1-من بكى—– بسبب——–ألأخرين
-2-من نسى —– ——ألأخرين
-3- من أصابه الحزن———–ألأخرين
-4- وحيدا————بلا أنيس
نرى ان ألأخرين لم يكافؤا هذا الواحد ،ألأ بأنتاج العزلة له،فهو بسببهم:بكى ونسي،وصار حزينا ولا مظلة سوى
عزلته وهو تحت المطر..
وما (أليكم) في نهاية ألأهداء،ألأ.. من باب الواحد المتكرر.
هل عرفنا آلآن القارىء المعني ،الذي وجه له المؤلف رسالة
في قفا الكتاب؟ أذا ليس بمقدورالمؤلف اي مؤلف ان يصنع المعنى ألأدبي لنصوصه،او يستقل بها،بل لابد من قارىء
يتقاسم مع المؤلف هذه الصنعة/المسؤولية المشتركة،،ان وظيفة النص، تحددها أستجابة القارىء المنتجة مديات مضافة من خلال أخلاقياتها في القراءة ،لهذا القارىء
الذي همشه ألأخرون وانتبذوه في لحظة موجعة .يهدي المؤلف مع سبق ألأصرار والترصد هذه
القصص القصيرة.
*أتصالية الكثرة بالكثرة:
في ص2 من ،في اعلى بياض الصفحة نقرأ المسطور بين قوسين (القوم يسيرون والمنايا تسير معهم)
تحت المسطور،مسطورأكثف سواد،مع اختلاف في نوع الخط،نقرأ جملة اسمية، وظيفتها التعريف،بالجملة
الفعلية التي فوقها: لوحة من ملحمة الخلود(الطف).
حين نتمعن في المسطورألأولى،نرى ان السيرورة ذات أزدواج قيمي،لكنه السيرورة ألأولى بمنزلة العلة،اما السيرورة الثانية،فهي بمنزلة المعلول،والرابط بين المنزلتين
هو ستراتيجية علية،ولولا ألأولى(القوم يسيرون)،لما انبثقت
ألثانية(المنايا تسير معهم)،وكأن المنايا هي رفقة القوم في سيرورتهم.الجبرية،التي لاخيار في تغيير مسارها أو تعطيلها بالمرة..
نلاحظ ان المؤلف نقلنا من عزلة الواحد في الوجود،وهي عزلة أجتماعية سببها،اختلاف الوعي بين الواحد والكثرة،
الى جبرية الحتم الذي لامرد له بين النخبة المنتجبة،وبين الطريق الذي لاثان له امام هذه النخبة،ومن هذه الطريق
سترتفع منارة الضوء،ونجم الهداة..
* جغرافية …بكائيات تحت المطر:
القراءة المتأنية،اوصلتني ان ثمة تضاريس واضحة للعيان
حين يتمهل القارىء وهو يتنزه في المجموعة..ومن خلال هذه التضاريس،تتمفصل المجموعة القصصية
*-1- البيت
-2- الذكر/ألأنثى
-3-اتصالات وامضة
-4- التجوال
-5- يقظة الماء
ومن الموجز ..الى التفاصيل:
قراءة/فهرسة
* البيت: ألعنوانات التالية،تشير الى القصص التي تشتغل على فكرة البيت/ألأسرة:أنين / جدران بالية/ صورة / حجارة صماء/ غربة دائرية / هلاميات / زوجة ثالثة / الهدهد يتكلم /ألألياذيسيس / الدرس ألأول / منسيون/ ظلماء/ نيرون العصر ./خراب.
اذا كان البيت (هو المكان الذي بجب
أن نقبل فيه) كما يقول الشاعر ألأمريكي(روبرت فروست)..فأن البيت في هذه القصص،له مكابداته،وأشكالياته،يومىء النص اليها بأختزال شعري
* أتصالية الذكر/ألأنثى: تجسدها القصص التالية
:زوجة ثالثة/شيخوخة الزمن/ زليخات آلآن/ أزرار / لوحة تيربورتس / أحلام / زواج الموتى / شواغر / خراب /
نتوءات آخر الليل.
لاتنمو اصرة الأتصال بين الجنسين بشكل سوي لأسباب خارج أرادة الطرفين،فهي آصرة ترتطم بمصدات أنظمة الوعي واللآوعي الجمعي.
* أتصالية وامضة: يلاحظ القارىء ان ثمة نصوص في المجموعة،تتعمد أحالتنا الى مرجعيات خارج النص ..وهي كالتالي:
قصة /أنين …تحيلنا الى الدمية (باربي)
يوتوبيا /….الى ……..شعر نيرودا
ألألياذيسيس./……ألياذة هوميروس
الدرس ألأول/ الى القراءة الخلدونية
حيتان البصرة/الى كتاب دغستان بلدي للشاعر القرغيزي رسول حمزاتوف.
مطريات السياب/أنشودة المطر
أنانا/……ألى آلمعبودة أنانا
العطاشى أحياء/ تحيلنا الى مرجعين /-1- واقعة الطف/
-2- موسيقى بيتهوفن
الفنيق/الى طائر الفنيق
ماء الورد/ الى آيات بينات من سورة البقرة
شيخوخة الزمن/ …..رواية(سارة)للعقاد
أيقونة/ …..تحيلنا الى الهولندي الطائر،وهي في ألأصل أسطورة ألمانية قديمة، أشتغل الحكاية الموسيقار فاغنر،في اوبرا بالعنوان ذاته عن بحار تطارده لعنة الحب،فلاينال المرأة التي يتوله بها .
وفي ايقونة احالة ثانية الى رواية ارض النفاق
للروائي المصري يوسف السباعي ،يومىء
لها القاص (هناك بائع يصيح بأعلى صوته من يبحث عن دواء يعالج به استشراء مرض التفاهة)
وثالثة الى(تاتيك) ورابعة الى(توم وجيري)
نكتفي بهذا القدر من ألأحالة، التي يوظفها القاص حيدر
ألأسدي في نصوصه ،معلنا عن مرجعياتها،موجها دعوة للقارىء للمساهمة في توسيع فضاءات نصوصه
* التجوال:
للتجوال حضوره المبين في النصوص التالية:
*الهدهد يتكلم/ص14
*زمكانيات /ص23
*ماء الورد/ص27
*اموات لم يدفنوا/ص43
*صراخ/ص54
*فقدان/ص71
في التجوال:.ايماءة بحث عن المفتقد عند الشخصوص،ومن خلال الخاص،يتم تبئير المشهد الأجتماعي العام.
*يقظة الماء:يشغل الماء وظيفة ثريا المجموعة القصصية، والماء يمكن أعتباره من الشخصوص الرئيسة في المجموعة:
*جدران بالية/ص4
*بؤس/ص6
*هلاميات/ص11
*بكائيات المطر/ص17
*مطريات السياب/ص22
*زخات مطر/ص38
* نلاحظ ان فاعلية المطر،يمكن أختزالها بهذا المقتبس
الذي قوسه القاص في قصة(زخات المطر):
(كم جميل أن تهطل زخات المطر..لتنفض غبارا
عالقا، بألأجساد/ص39)،والذي يمكن ان يعني ان وظيفة المطر ايقاظ الجسد من الغبار العالق به،ومن خلال ذلك تكون بث اليقظة في جسد الحياة اليومية كلها.
*حيدر ألأسدي /بكائيا ت المطر/قصص قصيرة جدا/ طبعها المؤلف على نفقته
* د.صالح زياد/القارىء القياسي/القراءة وسلطة القصد والمصطلح والنموذج/ط1/الفارابي/2008